سوق مطرح بمسقط أقدم الأسواق لبيع التحف النادرة التي تتنقل حضارة الأجداد ( صور)
للوهلة الأولى وأنت قادم الى سوق مطرح تشعر بالأصالة والعبق التاريخى وتشم رائحه العراقة وربما تعود الة عصور قديمة منذ عشرات السنين، فتنتقل طارة الى المجوهرات والحلى التي كانت تتزين بيه المرأة العمانية قديمة، وأقدم السيوف والخناجر التي كانت تهدى الى العريس يوم عرسه، وغير ذلك من التحف والأواني والعملات المعدنية النادرة، كل ذلك تراه بسوق مطرح بمدينه مسقط بسلطنة عمان والذى يعتبر من أقدم الأسواق في السلطنة، ويقع في منطقة مطرح و الذى يرجع تاريخ نشأته إلى حوالي مائتي عام، يبدأ السوق ببوابة كبيرة تقع أمام بحر عمان وينتهي ببوابة أخرى على المدينة القديمة من الجانب الذي تستقبل منه زوارها القادمين من غالبية القرى والمدن العمانية.
وتنبعث من السوق دوما روائح اللبان والبخور والعطور العربية، وهو يتميز بتنوع معروضاته سواءً من المشغولات اليدوية كالفضيات والخناجر والأقمشة التقليدية والأواني النحاسية والفخارية والملابس والأحذية وغيرها، هذا بالإضافة إلى الحلوى العمانية الشهيرة، والبهارات المتنوعة، والمجامر (الوعاء الذي يحرق فيه البخور أو اللبان).
يقبل على زيارة السوق كل من لديه شغف وحب لمشاهدة الانتيكات والتحف القديمة والنادرة، فهناك عملات عمانية نادرة وسيوف والعديد من المشغولات من الذهب والفضة والتي تنقل الحضارة التاريخية للسلطنة، ولكن ارتفاع درجات الحرارة ربما كان له تأثير على تباطئ حركة السوق نظرا للاتجاه أغلب السائحين والعمانيين الى مدينة صلاله لما تمتع به من حرارة تنخفض على مسقط الامر الذى نفاه الشيخ جمال محمد على البلوشى صاحب محل تحف وانتيكات بسوق مطرح التاريخي مؤكدا عدم وجود تباطئ او ركود داخل السوق، حيث يرى أنه على العكس هناك نشاط طوال العام ولكن ارتفاع درجات الحرارة في مسقط أثرت بشكل طفيف خاصة مع اتجاه السائحين للسفر الى مدينه صلاله لاعتدال جوها مقارنه بمسقط.
وأشار البلوشي ان اغلب الزائرين للسوق من العمانيين والسائحين من اوربا وألمانيا مع محدودية أعداد المصرين المقبولين على زيارة السوق، لافتا الى أن زوار السوق ممن يحبون جمع التحف والانتيكات النادرة، خاصة وأن السوق يتميز بوجود العديد من القطع الأثرية النادرة والتي تم تجميعها من المزادات العالمية خاصة وان هناك العديد من التحف العمانية النادرة حول العالم خاصة مع عدم وجود قانون يمنع اقتناء الأجانب بالتحف العمانية النادرة او الخروج بها من عمان، كما يتم تجميعها أيضا من أصحاب التركات والورثة العمانيين اللذين ليست لديهم حب اقتناء التحف.
واكد البلوشي ان سلطنة عمان من اجمل دول العالم وتمتع بجو معتدل ومناظر خلابة وطبيعة رائعة ولكنها لا تحظى بوجود اعداد كبيرة من السياح الأجانب فمازلنا نحتاج الى خطة ترويجية لتعريف السائحين بسلطنة عمان والترويج لها عالميا حيث تتميز سلطنة عمان بموقع استراتيجي يربط بين الشرق والغرب بحيث تربط الأسواق في أوروبا وآسيا، وتتميز بموقعها بمحاذاة الخليج العربي ومضيق هرمز، وتمتلك السلطنة موقعا يمكنها الوصول إلى أهم ممرات النقل البحري على مستوى العالم وبذلك تتمتع عمان بسهولة الوصول والربط مع دول الخليج العربي وأفريقيا وشبه القارة الهندية.
ويعتبر سوق مطرح نموذجا للأسواق الشرقية القديمة حيث يمتاز بممراته الضيقة المتعرجة المسقوفة بالخشب، كما ان للسوق تسمية أخرى معروفة بين أهل البلد وهو سوق الظلام، ويرجع السبب لإطلاق هذه التسمية لكثرة الأزقة والسكك التي كانت تصطف عليها المتاجر، حيث تحجب عن هذه الأزقة أشعة الشمس خلال النهار وتتضاعف العتمة في الأيام الغائمة فيحتاج حينها السائر إلى ضوء مصباح لكي يحدد خطواته، أما تسمية سوق الظلام فتطلق تحديدًا على الجزء الذي يمتد من مسجد الرسول الأعظم إلى خور بمبة.
وبدأت سلطنة عُمان تنفتح أكثر على العالم الخارجي وبدأت تستقبل زوارا وسياحا من مختلف الجنسيات ولطالما كان سوق مطرح في الماضي يعتمد على سكان المناطق الداخلية في سلطنة عُمان، حيث كان السوق يمد أهل عمان بما يحتاجونه في حدود ومتطلبات المجتمع العماني في مرحلة الستينيات من القرن الماضي، كما كانت معظم البضائع التي ترد إلى السوق تستورد من الخارج بالإضافة إلى بعض السلع التي كانت تأتي من الداخل مثل النسيج والخضار والفواكه ومنتجات النخيل.
كان بناء السوق في السابق من الطين وسعف النخيل، وهي المواد التي كانت تلائم ارتفاع درجات الحرارة وظروف البيئة الصعبـة في ذلك الوقت، وقد قامت بلدية مسقط أخيرا بتجميله وتجديده من خلال تزيينه بزخارف مستوحاة من الملامح العمانية مستخدمة في ذلك خامات من البيئة المحلية ليحافظ على طابعه الشعبي المميز.