زيارة البرهان إلي مصر ومستجدات الصراع في السودان
أثارت زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة إلي مصر تساؤلات كثيرة على المستويين الاقليمي والداخل السوداني، وتم طرح التساؤلات حول معطيات الزيارة وانعكاساتها على المسارات المحتملة للصراع العسكري بين قوات الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو"حميدتي"
الصراع دخل أسبوعه العشرين دون قدرة أحد الاطراف على حسم الصراع لصالحه نظرا للتدخلات الدولية الإقليمية في الأزمة وَهو ما أفضى الي تعثر مساري الوساطة "مساري جدة _نيروبي".
من هنا، جاءت زيارة البرهان الي مصر لتفتح آفاق جديدة أمام الحل السياسي للأزمة برعاية مصرية وبدعم عربي، ولكن من خارج جامعة الدول العربية المنوط بها التصدي لحل الأزمة باعتبار أن الأزمة تهدد بقاء أحد أعضاء الجامعة العربية.
وقدم خروج البرهان من السودان امنا، معط جديدا تجاوز به تهديدات الدعم السريع بخروج البرهان من مقر قيادة وزارة الدفاع " قتيلا او أسيرا"، كما قدم دعما معنويا لقوات البرهان في مناطق المواجهة مع قوات الدعم السريع، كما فرض خروج البرهان ضغطا كبيرا على قائد الدعم السريع "حميدتي" للظهور العلني وقطع حالة الاختفاء وإنهاء مرحلة البيانات الصوتية لقائد الدعم على اسابيع طوال مما اعطي مساحة لتكهنات مقتله كما يظهر في بيانات غير رسمية حتى الآن.
وعودة إلي مستجدات زيارة البرهان وطبقا لما رشح من معلومات بأن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع أطراف الصراع ومعهم المكون المدني باعتبار ان دوره مهم ومحوري في صياغة مستقبل السودان في مرحلة ما بعد وقف الصدام المسلح والدخول في عملية سياسية جامعة لكل ألوان الطيف السوداني.
وتحظي القاهرة بقبول ملحوظ من الأطراف السودانية نظرا لموقفها الواضح من بداية الأزمة وحرصها على أمن واستقرار السودان باعتبار أن القاهرة ستكون أكبر متضرر من توابع أي انهيار لدولة السودان وأن استقرار السودان هدف استراتيجي نظرا للعلاقات التاريخية والترابط بين الدولتين.
تتمحور جهود القاهرة في الدعوة إلى مؤتمر جامع للسودان على الأراضي المصرية وبدعم أطراف عربية خاصة المملكة العربية السعودية.. .وسوف تواصل القاهرة جهودها لاقناع الاطراف السودانية بتغليب المصلحة العامة للسودان على المصالح الجهوية او الطائفية.، والبناء على مايتحقق من توافق في مسار وساطة جدة.