تزامناً مع يوم الرسائل العالمي.. "الدارة" تنشر رسائل نادرة للملك عبد العزيز ال سعود
نشرت دارة الملك عبد العزيز وثائق تاريخية نادرة يصل عمر بعضها إلى 100 عام تقريباً، تتضمن رسائل الملك عبد العزيز إلى والده الإمام عبد الرحمن الفيصل - رحمهما الله- وإلى بعض أخواته، وأخرى إلى بعض المسؤولين في الجهات الحكومية.
وتضمنت الوثائق رسالة جوابية إلى والده بعثها الملك عبد العزيز إلى الإمام عبد الرحمن عام 1338هـ، أظهرت تقديره وتبجيله لوالده، خبره فيها عن وصول رسائله، وعن أحواله وأحوال من معه، ورسالة أخرى بعثها عام 1344، تشعره أنهم بخير وأن الأخبار جيدة، ويطمئنه عن أحوال البلاد والعباد وأنهم بفضل الله في صحة وعافية.
ويُنبىء التأمل في سيرة الملك عبد العزيز بعُمق محبته لوالده الإمام عبد الرحمن الفيصل- رحمهما الله-، وبعلاقة تكاملية خاصة بينهما تجلت إبان مراحل استرداد الحكم وبناء الدولة، قوامها التقدير المتبادل والتكامل الوثيق والإيثار والبرُّ الخالص، لإيمان والد المؤسس بهمة ابنه وحكمته وشخصيته القيادية الاستثنائية، والتي يظهر بعضها بوضوح في هذه الرسائل.
وفي جانب الأسرة، حرص الملك عبد العزيز -رحمه الله- على تعظيم قيم العائلة والتواصل وصلة الأرحام، ولم تمنعه مسؤوليات الحكم وبناء الدولة عن الاهتمام بها، ونشرت الدارة ثلاث رسائل يتجلى فيها تقدير المؤسس لأخواته موضي وحصة والجوهرة.إذ أولى صلة الأرحام أهمية خاصة في حياته، واستأثرت أسرته بجانب مهم من سيرته الخالدة، فلم تمنعه مسؤولية الحُكم وملاحم توحيد الدولة، عن تواصله مع أخواته والسؤال عن أحوالهن، واطلاعهن على أحواله وأحوال البلاد والعباد، برسائل خاصة كان يبعثها لهن من مواقع مختلفة، من بينها رسالة بعثها إلى أخته موضي بنت عبد الرحمن الفيصل عام 1343، يُطمئنها عن أحواله وأحوال من معه، ويسأل عن حالها وحال والده وإخوته، ويخبرهم بدخول مكة، ورسالة إلى أخته حصة بنت عبد الرحمن الفيصل، يطمئنها عن أحواله وأحوال من معه. ويخبرها فيها بعد السؤال عن أحوالها وأحوال أسرته، بالأجواء الجميلة في الحج وطمأنينة وسلامة الحجاج عام 1346 هـ فيما تضمنت رسالته إلى أخته الجوهرة بنت عبد الرحمن الفيصل إفادة عن أحوالهم وأحوال الرعية وأنها مطمئنة ومستقرة مستبشرة بحكمه وتطبيق الشريعة، وبعثت عام 1347هـ.
كما نشرت الدارة تزامناً مع يوم الرسائل العالمي الذي يوافق الأول من سبتمبر، مجموعة أخرى من الوثائق تتضمن رسائل أبرزت إنسانية الملك عبد العزيز، واهتمامه كثيراً بالتفاصيل الدقيقة في شؤون الناس واحتياجاتهم، تجلت خلالها إنسانيته وبلاغته في خطاباته التي وجهها منذ قرن تقريباً إلى المسؤولين والأمراء لمراعاة مستلزمات وحقوق الناس والعناية بهم وتأمين احتياجاتهم، ومنها رسالة بعثها إلى صالح بن عبد الواحد لإرسال الطبيب محمود حمدي لإجراء الفحص على الحجاج في عام 1924م، ورسالة بعثها إلى أحد المسؤولين بخصوص تأمين البيوت لبعض الأئمة والمؤذنين عام 1931م، ورسالة إلى عبد الله الخالد وعبد الرحمن بن عودان وجه فيها بتوزيع صدقة للفقراء وتخصيص ثقاة يتولون توزيعها عام 1942م، ورسالة يأمر فيها بتوزيع مصاريف الحج على الفقراء والمساكين عام 1941 م، وأخرى يأمر فيها بصرف المخصص السنوي لشهر رمضان، وتسديد طلبات للخويا 1936م.
ويأتي نشر هذه الرسائل استذكاراً للجوانب الإنسانية العظيمة في حياة مؤسس هذه البلاد، وفي سياق جهود دارة الملك عبد العزيز في توثيق وحفظ هذه الرسائل، التي تمت معالجتها وترميمها وتهيئتها للحفظ والعناية بها، عبر مركز الملك سلمان للترميم والمحافظة على الوثائق التاريخية وفق أحدث الأساليب والتقنيات.
وتمتلك الدارة نتاجًا ضخمًا من الوثائق التاريخية المماثلة والرسائل النادرة ذات الصلة بالتاريخ الوطني، وأرشيفاً متكاملاً للوثائق للصور والأفلام التاريخية، وتشكل اليوم قاعدة معلوماتية لا غنى لأي باحث أو مختص عن الرجوع إليها والاستفادة منها في جميع الدراسات التي تعتمد على المواد الأرشيفية.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون