دكتور شيماء فوزي.. تكتب - "رحلة تمكين المرأة استراتيجيات تطوير الحاضر وتاريخ النضال"

عند النظر إلى استراتيجيات تمكين المرأة، يمكننا رؤية تطور ملحوظ عبر التاريخ، حيث تم تحقيق تقدم كبير في تعزيز حقوق المرأة وتمكينها في مختلف المجالات. على الرغم من ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجهها المرأة في مجتمعات مختلفة حول العالم. سنستكشف في هذا المقال بعض الاستراتيجيات التي تم تبنيها لتمكين المرأة بين الماضي والحاضر.

في الماضي، كانت المرأة تعاني من تحديات عديدة تتعلق بالمساواة والفرص المتاحة لها. ومع ذلك، بدأت الحركات النسائية في القرن التاسع عشر والعشرين في رفع الوعي بحقوق المرأة والمطالبة بالمساواة الكاملة بين الجنسين. وقد أدت هذه الحركات إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى تمكين المرأة. ومن بين هذه الاستراتيجيات:

1. التعليم: تمتع المرأة بالتعليم هو أساس تمكينها وتمكين المجتمع ككل. في الماضي، كان الوصول إلى التعليم محدودًا للنساء. ومع ذلك، تم تحقيق تقدم كبير في هذا الجانب، حيث تم توفير فرص التعليم للنساء في جميع أنحاء العالم. وتعزز الحكومات والمنظمات الدولية حق المرأة في التعليم وتقديم الدعم المالي والتقني لتحقيق ذلك.

2. المشاركة السياسية: لعبت المرأة دورًا هامًا في الحياة السياسية من خلال التصويت والمشاركة في العمل السياسي. في الماضي، كانت النساء يعانين من قيود وتحديات في الوصول إلى المشاركة السياسية. ولكن مع مرور الوقت، تم تبني سياسات تشجع المرأة على المشاركة السياسية وتعزز وجودها في المناصب الحكومية والبرلمانات والقرارات.

3. العمل والاقتصاد: تمثل المشاركة النسائية في سوق العمل والاقتصاد جانبًا مهمًا من تمكين المرأة. في الماضي، كانت النساء يواجهن تمييزًا في فرص العمل والأجور. ومع ذلك، تم اتخاذ إجراءات لتشجيع المساواة في فرص العمل وتحسين ظروف العمل للنساء. وتشمل هذه الإجراءات سياسات تعزيز توفير حضانة للأطفال، وتعزيز الأجور المتساوية للعمل المماثل بين الجنسين، وتعزيز حقوق العمل للنساء.

على الرغم من تحقيق تقدم كبير في تمكين المرأة، إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجهها في الحاضر. ومن بين الاستراتيجيات المستخدمة لمواجهة هذه التحديات:

1. تمكين القرار: يتطلب تمكين المرأة أن تكون لها صوت وتأثير في صنع القرارات في جميع المجالات. يجب تشجيع المرأة على المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز تمثيلها في المناصب الرفيعة والقرارات الحكومية والشركات.

2. مكافحة التمييز والعنف: يجب اتخاذ إجراءات قوية لمكافحة التمييز والعنف ضد المرأة. يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تحمي المرأة من أشكال التمييز والعنف، وتوفر آليات لإنصافها ومحاسبة المتجاوزين.

3. التمكين الاقتصادي: يجب تعزيز فرص المرأة في سوق العمل وتعزيز مشاركتها الاقتصادية. يجب توفير فرص عمل متساوية ومنصات ريادة الأعمال للنساء، وتعزيز القدرات وتوفير التدريب والموارد المالية للمساعدة في نمو مشاريعهن الخاصة.

4. التوعية والتثقيف: يجب توفير التوعية والتثقيف حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. ينبغي توجيه الجهود نحو تغيير الثقافات والمعتقدات السائدة التي تعزز التفرقة بين الجنسين وتعتبر المرأة ضعيفة أو ثانوية.

في الختام، تمكين المرأة هو عملية مستمرة ومستدامة. يجب أن تتعاون الحكومات والمنظمات والمجتمعات لتبني استراتيجيات فعالة لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها في جميع المجالات. من خلال التعليم، والمشاركة السياسية، والعمل والاقتصاد، والتوعية والتثقيف، يمكننا بناء مستقبل يكفل المساواة والعدالة للجنسين.

الدكتورة / شيماء فوزي عزيز