الذكاء الاصطناعي والإعلام.. مكاسب كبيرة وتحديات صعبة
تلعب تقنية العالم الافتراضي (ميتافيرس) دورا متزايد الأهمية في العديد من المجالات فهي تسمح للمستخدمين بالانغماس في بيئات واقعية مفتوحة أو مختلفة تماما عن العالم الحقيقي مما يخلق تجارب تفاعلية وشيقة.
وفي ضوء التطور الرقمي المتسارع دخل المجال الإعلامي هذا العالم وبدأ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما فيها (الميتافيرس) بهدف خلق تجارب مطورة للجمهور سواء أكان ذلك من خلال تقديم محتوى تفاعلي مثل الجولات الافتراضية في الأماكن أو التفاعل مع الأحداث المباشرة.
وقدمت تلك البرامج بالفعل نظرة عميقة للجمهور داخل الأحداث عن طريق تجارب الواقع الافتراضي باستخدام تقنيات مثل (نظارات الواقع) التي تضع الشاشة والاستشعارات أمام أعين المستخدم ليشعر كأنه يتفاعل في عالم وهمي يعمل بشكل متزامن مع حركاته وتفاعلاته.
وبدأت الصحافة منذ عام 2017 الاستعانة بتقنية العالم الافتراضي في المؤتمرات الصحفية لاسيما عندما يتعذر الحضور شخصيا من خلال إنشاء بيئات افتراضية تمثل قاعة المؤتمر أو المكان الذي يجرى فيه الحدث بشكل واقعي.
وعقدت الصين أول مؤتمر سنوي لها للمطورين عبر تقنية (ميتافيرس) عام 2021 حيث لاقى حضورا جماهيريا واسعا وتفاعلا كبيرا.
ويسمح هذا التطور للمؤتمرات الصحفية بالتواصل مع جمهور أوسع من خلال تقديم محتوى مثير وشائق حتى لو كان الأشخاص بعيدين جغرافيا.
وباتت الشركات العالمية تتنافس على إنشاء عوالم افتراضية وبيئات واقع افتراضي لأغراض مختلفة مثل الألعاب والترفيه والتدريب والتعليم وحتى الاجتماعات والتواصل عن بعد.
وفي عالم الإعلانات قامت الشركات الكبرى باستخدام هذه التقنية لإيصال رسائلها بشكل أكثر جاذبية لما لها من أثر تفاعلي كبير مع المحتوى وتجارب تختلف عن التقنيات التقليدية وذات تأثير أقوى.
وتم استخدام تقنية العالم الافتراضي لتغطية العديد من الأحداث المهمة خلال الفترة الماضية في مختلف المجالات من بينها الأحداث الرياضية مثل مباريات كأس العالم في قطر العام الماضي مما أتاح للجماهير تجربة الحدث كأنهم في الملعب.
كما تم استخدامها في المعارض مثل معرض (غيمسكوم) العالمي ومعرض (كونسيومر إلكترونيك شو) عام 2022 بجانب الأحداث الثقافية والفنية بتقديم جولات افتراضية داخل المتاحف مثل متحف اللوفر في باريس والمعارض والمواقع التاريخية مثل الأهرامات في مصر ومدينة (بومبي) في إيطاليا.
وتم استخدام التقنية في مجال التدريب والتعليم اضافة إلى العروض الترفيهية المبتكرة مثل حفل (مارشميلو) عام 2019 والعروض المسرحية.
ويرى خبراء التكنولوجيا ان تقنية العالم الافتراضي لها دور مهم وتأثير كبير على مختلف المجالات وذلك لما تقدمه من تجربة فريدة تفاعلية للمستخدم وتوسيع حدود التواصل والتفاعل مع الآخرين.
كما يرى الخبراء ان تلك التقنية تمنح الفرصة للمبدعين والمطورين لابتكار تجارب جديدة وفريدة من خلال استغلال إمكانيات الواقع الافتراضي وتقديم محتوى مبتكر.
كما يوفر عالم الميتافيرس الوقت والموارد لإجراء تجارب وتدريبات في بيئة افتراضية من دون الحاجة إلى إعدادات مادية مكلفة أو خطيرة.
وفي الجانب الاقتصادي لدى عوالم الواقع الافتراضي والبيئات الافتراضية أثر اقتصادي كبير وتعتبر صناعة الألعاب الافتراضية جزءا كبيرا من هذا المجال حيث تحقق أرباحا هائلة من خلال بيع الألعاب والاشتراكات والعناصر الافتراضية داخل الألعاب.
وتسهم التقنيات الافتراضية في تعزيز الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة وزيادة الإيرادات من مصادر متعددة مما يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد.
وتأتي تقنية العالم الافتراضي مع بعض التحذيرات من قبل الخبراء مثل الادمان على استخدام التكنولوجيا مما يؤثر على وقتهم وانخراطهم في الحياة الحقيقية وعلى الصحة البدنية.
وقد يسبب ادمان تلك التقنية الانعزال الاجتماعي والتأثير على التطور العقلي لدى الأطفال والاعتماد على التكنولوجيا وفقدان بعض المهارات أو التفاعلات الحياتية الأساسية.
لذا من المهم أن نتعامل مع تطورات تقنية العالم الافتراضي بحذر ووعي ونقوم بتقييم فوائدها ومخاطرها بشكل دائم ومستمر.
ويتوقع الخبراء أن تستمر تقنية العالم الافتراضي في التطور مع تقدم التكنولوجيا وزيادة فهمنا لهذا المجال ومن المرجح أن يظهر مزيد من التطورات في الأجهزة والبرمجيات والتجارب التي يمكن تقديمها باستخدامها.
ومن الممكن أن نشهد تطورات تتضمن زيادة في الواقع المختلط حيث يتم دمج العالم الافتراضي مع العالم الحقيقي بشكل أكبر وأكثر تفصيلا.
يذكر ان العالم الافتراضي هو بيئة محاكاة تكنولوجية تمكن المستخدمين من التفاعل معها باستخدام واجهات رقمية عادة من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو أجهزة الواقع الافتراضي ويتيح للأشخاص التجربة والاندماج في عوالم وهمية تم إنشاؤها بشكل ثلاثي الأبعاد مما يمكنهم من التفاعل مع البيئة والعناصر الموجودة فيها.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون