مفتي مصر يؤكد عمق العلاقات بين بلاده ومقدونيا الشمالية
أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام عمق العلاقات بين مصر ومقدونيا الشمالية، مستعرضًا جهود دار الإفتاء المصرية بإصدار الفتاوي، مشيرًا إلى استقبال ما يصل إلى 5000 فتوى يوميًا، يتم من خلالها معالجة كافة مناحي الحياة وتجيب عن تساؤلات المسلمين في كل مكان.
جاء ذلك خلال استقبال مفتي الجمهورية لرئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس العلماء ومفتي الديار بجمهورية مقدونيا الشمالية فضيلة الشيخ شاكر فتاحو اليوم /الأحد/، لبحث دعم سُبل التعاون الإفتائي والديني بين دار الإفتاء والاتحاد الإسلامي المقدوني.
واستعرض فضيلة المفتي المهام التي تقوم بها إدارات الدار المختلفة لتطوير العمل الإفتائي وضبط الفتوى وتقديم صحيح الدين للناس، وآليات عمل مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة، كونه أداة رصدية وبحثية هامة لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى.
وقال إن هذا المرصد قد تم تطويره لِيُصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية التي تكافح التطرف، مشيرًا إلى إنشاء الدار للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015، لإيجاد قدر من التواصل وتبادل الآراء والنقاشات حول القضايا الكبرى التي تهم العالم الإسلامي، وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين حول العالم.
وأكد أن عدد أعضائها ناهز الـ80 دولة وتقوم بتنظيم مؤتمر سنوي لمناقشة القضايا المعاصرة، مشيرًا إلى إسهاماتها في الحقل الإفتائي وكيف يتم من خلالها تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بمواجهة التطرف والعنف والأفكار التكفيرية وفقَ عدد من الأطر والبرامج.
وتابع أن الأمانة شرعت في إنشاء مجموعة من المراصد البحثية والإصدارات المرجعية، فضلًا عن المطبوعات التي أثرت بشكل كبير العمل الإفتائي خلال السنوات القليلة الماضية، من بينها موسوعة المَعلمة المصرية لعلوم الإفتاء التي صدرت في 90 مجلدًا، والدليل المرجعي لمواجهة التطرف.
ولفت إلى الحديث عن إطلاق الدار لتطبيق "Fatwa Pro"، وهو تطبيقٌ إلكتروني متعدد اللغات أنشئ للتواصل مع الجاليات المسلمة خاصة بالغرب الناطق باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى، ليكون بمثابة المفتي المعتدلِ والمعين لهم على الحصول على الفتوى الرشيدة المرتبطة بالأصل والمتصلة بالعصر.
وأكد المفتي - في ختام اللقاء - استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لمسلمي مقدونيا، وكذلك تدريب طلابها، إلى جانب تدريب الأئمة على الفتوى ومواجهة الفكر المتطرف.
ومن جانبه، أكَّد فضيلة الشيخ شاكر فتاحو رئيس العلماء ومفتي الديار بجمهورية مقدونيا الشمالية العلاقات الطيبة التي تجمع الاتحاد الإسلامي المقدوني ودار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن مصر والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في قلب العالم الإسلامي ويمثلون قبلة الحضارة الإسلامية.
وأوضح حرص بلاده على تلقِّي أبنائهم من الطلاب المقدونيين العلم في كنف الأزهر الشريف، لما له من مكانة كبيرة في نفوسهم جميعًا، مُبديًا تطلعه للاستفادة من خبرات دار الإفتاء المصرية في شتى المجالات الإفتائية.