رحيل رفيق «مانديلا».. من هو الأسقف «ديزموند توتو» صاحب المواقف الخالدة ضد العنصرية؟
رحل الأسقف ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي ساعد في إنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، عن 90 عاما، أمس الأحد، حيث تأكد خبر وفاته في بيان صادر عن الرئيس سيريل رامافوزا.
من هو «ديزموند توتو»؟
وُلد ديزموند توتو في عام 1931 في بلدة صغيرة يعمل معظم سكانها في مناجم الذهب في إقليم ترانسفال.
اكتسب ديزموند توتو، ذلك الأسقف الباسم من جنوب أفريقيا، أصدقاء ومعجبين في شتى أرجاء العالم، بفضل شخصيته الجامحة، وباعتباره رجل دين أسود بارزا، كان لابد أن ينخرط في الصراع ضد نظام الفصل العنصري، ولكنه كان يصر دائما على أن دوافعه دينية وليست سياسية.
عيّنه الرئيس الراحل نيلسون مانديلا رئيسا للجنة الحقيقة والمصالحة التي شكلت للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها جانبا الصراع في جنوب أفريقيا إبان حقبة الفصل العنصري.
اقتفى بادئ الأمر خطوات أبيه وعمل مدرسا، ولكنه ترك تلك المهنة عقب سريان قانون تعليم البانتو في عام 1953، وهو القانون الذي أدخل الفصل العنصري في المدارس.
انضم ديزموند توتو إلى الكنيسة، وتأثر كثيرا بالعديد من رجال الدين البيض في جنوب أفريقيا وعلى وجه الخصوص ذلك المعارض العنيد لنظام الفصل العنصري الأسقف تريفو.
بدأ ديزموند توتو برفع صوته ضد الظلم في جنوب أفريقيا عندما كان رئيس الكنيسة الانجليكانية في جوهانسبرغ، ثم عندما أصبح الأمين العام للمجلس الكنائسي في جنوب أفريقيا في عام 1977.
وبالرغم من أنه كان شخصية معروفة قبل اندلاع انتفاضة 1976 في البلدات التي يقطنها السود، لم يعرف المجتمع الأبيض في جنوب أفريقيا توتو بوصفه مناضلا من أجل الإصلاح إلا قبل اندلاع أعمال العنف في سويتو ببضعة شهور.
حاز ديزموند توتو على جائزة نوبل للسلام في عام 1984 بفضل الجهود التي بذلها في التصدي لنظام الفصل العنصري، في خطوة اعتبرت بمثابة إهانة كبرى من جانب المجتمع الدولي لحكام جنوب أفريقيا البيض.
«لم يخش البوح بالحق».. إدانة الإسرائيليين نموذجا
أغضب توتو الإسرائيليين عندما شبّه - أثناء زيارة - الأفارقة السود في جنوب أفريقيا بالفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال توتو إنه لا يستطيع أن يستوعب كيف يمكن لشعب عانى الأمرين كاليهود أن يفرض هذا الكم من المعاناة على الشعب الفلسطيني.
وفي أبريل 1989، أثناء زيارة لمدينة برمينغهام في إنجلترا، انتقد ما وصفه بـ"بريطانيا ذات الأمتين"، وقال إن السجون البريطانية تعج بالنزلاء السود.
تفاصيل جنازته
كشفت شبكة "إل سي إي" الإخبارية الفرنسية، تفاصيل جنازة القس الجنوب إفريقي الراحل "ديزموند توتو"، قائلة إن أجراس كاتدرائية القديس "جورج" ستدق يوميا لمدة 10 دقائق اعتبارا من ظهر اليوم الاثنين وحتى الجمعة القادمة على أن تشيع الجنازة يوم 1 يناير المقبل في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا.
وذكرت الشبكة اليوم الإثنين، أن عائلة القس الراحل وأرملته سيلقون نظرة الوداع في 30 ديسمبر، وستقام مراسم الجنازة في كاتدرائية القديس جورج، التي كانت رعيته سابقا.
وأضافت أن عددا من القادة والمسئولين على مستوى العالم بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قاموا بتأبين القس الراحل الذي رافق "نيلسون مانديلا" أثناء توليه السلطة في منتصف التسعينيات.