بالمال والسلاح والقوة.. الكويت والسعودية والإمارات سطروا أروع مثال للتضامن والأخوة العربية في نصر أكتوبر 1973
الكلمات لا تكفي ولا تعبر عن صدق الأخوة والتعاون والتضامن والتضافر الذي سطرته دول الكويت والسعودية والإمارات والجزائر والأردن وسوريا والعراق والمغرب والسودان في نصر أكتوبر 1973، والذي كان كلمة السر في تحرير جزءًا عزيزًا من تراب مصر وهو سيناء.
فتحل اليوم، علينا الذكرى الـ50 عامًا على حرب 1973، وهي الحرب المجيدة التي انتصرت فيها مصر والعرب على العدو الإسرائيلي، وتعد حرب أكتوبر 1973 هي الحرب الرابعة بين الدول العربية وإسرائيل، بعد حرب 1948 وحرب السويس "العدوان الثلاثي" وحرب يونيو 1967.
وعلى الرغم من عدم معرفة الدول العربية في عام 1973 بموعد بدء الهجوم المصري على جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما اندلعت الحرب حتى بدأت الدول العربية في تقديم الدعم والمساندة لمصر وسوريا حتى تم الله النصر للعرب في أهم نصر عربي في التاريخ الحديث.
وكما كانت إسرائيل تحظى بدعم غربي، حظيت مصر وسوريا أيضًا بدعم عربي واسع، إذ تلقت كلا منهما دعمًا عسكريًا بقوات برية وجوية بالإضافة إلى الأسلحة التي أرسلتها بعض الدول، ومُساهمة دول أخرى في تمويل الجيش، كما كان للدول النفطية -كدول الخليج- دورًا بارزًا في قطع امداد النفط إلى الغرب.
ووصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، حرب أكتوبر بأنها غيرت مجرى التاريخ، ومثلت انجاز مصري وعربي كبير، تُوضح البوابة الدعم بالمال والسلاح والنفس الذي قدمته الدول العربية إلى مصر وسوريا أثناء الحرب.
الكويت:
قامت الكويت بإرسال 5 طائرات "هوكر هنتر" إلى مصر، كما بعثت طائرتي من طراز سي 130 هيركوليز لحمل الذخيرة.
وعلى الجبهة السورية أرسلت الكويت ما يعادل لواء مختلط من المدرعات والمدفعية والمغاوير والمشاة تعرف باسم "قوة الجهراء المجحفلة"، تم تشكيلها في 15 أكتوبر 1973 وغادرت بالكامل في 20 أكتوبر، واكتملت في خلال 15 يوم واشتركت في حماية دمشق ثم التحقت بالفرقة السورية الثالثة في قطاع الجولان وغادرت في 25 سبتمبر 1974 بعد إقامة حفل توديع لها في دمشق.
السعودية:
تبرعت السعودية بمبلغ 200 مليون دولار، كما قامت بحظر صادرات البترول للغرب مع باقي الدول العربية النفطية بعد لقاء السادات بالملك فيصل ابن عبد العزيز بالسعودية في أغسطس 1973، مما خلق أزمة طاقة طاحنة بالغرب.
كما قامت السعودية بإنشاء جسر جوي لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج: "فوج مدرعات بانهارد ( مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية)، وفوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، وفوج المظلات الرابع.
فضلاً عن بطارية مدفعية مضادة للطائرات عيار 40 ملم، سرية مدفعية هاون، وقد قاتلت هذه القوات بكفاءة مشهود لها بجانب القوات السورية في معركة تل مرعي في يومي 20 و21 أكتوبر 1973 وصمدوا لأطول فترة ممكنة رغم القصف والهجوم الإسرائيلي العنيف والمكثف على التل.
الإمارات العربية المتحدة:
قطع الشيخ زايد النفط عن إسرائيل والدول التي تدعمها وكان عامل ضغط قوي على الدول الأجنبية.
الجزائر:
أرسلت الجزائر سرب طائرات ميج 21 وصل يوم 12 أكتوبر تمركز في جناكليس ولم يشارك في أي أعمال قتال، وسرب ميج 17 وصل يوم 11 أكتوبر ولم يشارك في أي عمليات، ولواء مدرع وصل بأكمله يوم 17 أكتوبر تقريبًا وتم وضعه في قطاع الجيش الثالث تحت قياده الفرقة الرابعة المدرعة.
وشارك اللواء المدرع في أعمال اشتباكات مدفعية فقط ودخل ضمن تخطيط الخطة "شامل" للقضاء على الثغرة، علاوة على ذلك قام الرئيس الجزائري آنذاك "الهواري بومدين" بزيارة موسكو في نوفمبر 1973 ودفع 200 مليون دولار إلى الاتحاد السوفييتي ثمنا لأية أسلحة أو ذخائر قد تحتاج لها مصر أو سوريا بنسبة 100 مليون دولار لكل دولة.
العراق:
أرسلت العراق إلي مصر سربان من طائرات "هوكر هنتر" في نهاية مارس 1973، وبلغ مجموعات الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة، وساعدت العراق مصر بقواتها الجوية. وكانت القوات البرية المصرية تطلب السرب العراقي بالاسم لدعمها في أعمالها القتالية وهذه شهادة حق في كفاءة هذا السرب، وأرسلت العراق على الجبهة السورية 3 أسراب ميج-21، سربين ميج-17، فرقة مدرعة، فرقة مشاة.
ليبيا:
قدمت ليبيا مليار دولار مساعدات لشراء أسلحة خلال الحرب، وتبرعت ليبيا بمبلغ 40 مليون دولار و4 مليون طن من البترول، وأرسلت إلى الجبهة المصرية سرب ميراج 5 ليبي تمركز في جناكليس منذ منتصف الحرب لكن حالة طياريه الفنية المنخفضة منعت من اشتراكه في أية أعمال خوفًا على أرواح الطيارين الليبيين، بالإضافة إلى السرب 69 ميراج-5 المصري، والذي قاده طيارين مصريين، وكان قد تم تمويله بأموال ليبية.
الأردن:
شاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية بإرسال ألوية مدرعة، كما شاركت الأردن في خداع المخابرات الإسرائيلية، حيث تم رفع استعداد القوات الأردنية إلى الحالة القصوى يوم 6 أكتوبر 1973 مما أثار قلق إسرائيل ودفعها إلى إبقاء جزء من جيشها في إسرائيل للتصدي لأي هجوم محتمل على تل أبيب.
المغرب:
أرسل المغرب لواء مشاة إلى الجبهة السورية، وتم وضع اللواء المغربي في الجولان، كما أرسل المغرب قوات إضافية للقتال تشمل طائرات حربية ودبابات.
السودان:
كانت السودان من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لمصر، حيث نظمت مؤتمر الخرطوم والذي تم الإعلان من خلاله عن ثلاثية "لا" وهي لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وأرسلت السودان فرقة مشاه علي الجبهة المصرية كما لم تتردد في نقل الكليات العسكرية المصرية إلي أراضيها.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون
تابعونا أيضاً في أخبار الأقتصاد والفن الرياضة وكل ما يخص دول الخليج ومصر والعالم.