سرقة الأفكار والقصص السينمائية.. مجرد تشابه أم سطو فني؟
تعد سرقة الأفكار والموضوعات السينمائية قضية قديمة متجددة، تواجهها السينما العالمية والعربية على حد سواء. ففي عالم يتسم بالتنافس الشديد، يسعى كل كاتب أو مخرج إلى تقديم عمل متميز يحقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا. وفي بعض الأحيان، قد يلجأ البعض إلى سرقة أفكار وموضوعات الآخرين، في محاولة لتجاوز المنافسة والحصول على الشهرة والجوائز.
ومؤخرا، ظهرت المخرجة التونسية ندى المازني في مقطع مصور، تتحدث فيه عن تشابه قصة فيلمها «المابين» وفيلم «إبرة» لعبد الحميد بوشناق وتناولهما نفس الموضوع وهو الأشخاص «ثنائيي الجنس».
سرقة الأفكار
وقالت المازني إن سرقة الأفكار تضر بالسينما التونسية ولا تساعد في تطور الفنانين، وأوضحت أنها التقت وبوشناق في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في نسخته الماضية قبل عام، وأنها تحدثت معه عن موضوع فيلمها، وأنه تأثر للغاية بقصة هذا العمل.
وردًا على بعض الأسئلة التي تلقتها بالخصوص، قالت المازني في منشور لها على صفحتها في «فيسبوك”: أود أن أوضح أن نيتي ليست أن أخلق جدلا. كما أنني لا أسعى إلى اتهام أي شخص بسهولة. رغبتي هي فتح حوار محترم حول موضوع عزيز على قلبي».
وأضافت: «بصفتي فنانة ومبدعة، أؤمن بشدة بأهمية تقدير موهبة وعمل الجميع. آمل أن تساعد شهادتي في تسليط الضوء على بعض التحديات التي يواجهها الكثير منا، وأن نتمكن يومًا ما من العيش في عالم يتم فيه تقدير واحترام جهود وأفكار جميع الفنانين، حتى أولئك الذين لا يزالون مجهولين، بقدرهم الحقيقي».
موضوع مسكوت عنه
وقالت الكاتبة الصحفية سناء الماجري من خلال منشور على صفحتها في «فيسبوك»: «شاهدت صباح اليوم فيلم الإبرة لعبد الحميد بوشناق (سأكتب عنه لاحقا) والذي يدور حول موضوع ثنائية الجنس أو البينجنسية أو (Intersexuality). في نفس الوقت اطلعت على فيديو لمخرجة فيلم المابين، ندى المازني حفيظ، والذي اتهمت فيه بوشناق بالسطو على فكرة فيلمها الذي عرض مؤخرا ويحمل نفس الموضوع».
وأبدت الماجري دهشتها من أن يتم التطرق سينمائيا لموضوع مسكوت عنه وليس من أولويات المجتمع التونسي في العام نفسه، ووصفت ذلك بالأمر المحير والذي «يطرح عديد من نقاط الاستفهام»، وتابعت: «أعتقد أن كل منهما اختار زاوية مختلفة عن الآخر، ففي حين تطرقت المازني إلى حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه الازدواجية في الجنس.. عالج بوشناق موضوع العائلة والمجتمع ونظرتهم إلى هذه الفئة».
ثنائية الجنس
وفيلم «المَابين» هو عمل تونسي من إخراج ندى المازني حفيظ، ويتناول موضوع ثنائية الجنس أو «المابين»، وتدور أحداث الفيلم حول شخصية «شمس»، وهي خياطة شابة تعاني من تشوه خلقي يجعلها تبدو في مفترق طرق بين الأنوثة والذكورة. عندما ينكشف هذا السر، تنقلب حياة شمس رأسًا على عقب، إذ تهرب من قريتها إلى العاصمة، حيث تبحث عن مكان آمن لها.
في العاصمة، تلتقي شمس بشخص يفتح لها بيته. هناك، تبدأ شمس في مواجهة معركة بين الهوية والعقد التي يخلفها المجتمع داخل كل فرد.فهي تحاول أن تجد مكانها في العالم، وأن تتقبل نفسها كما هي.
فيما يدور فيلم «الإبرة» لبوشناق حول دالي ومريم اللذان ينتظران بفارغ الصّبر مولودهما الأوّل، وبعد الولادة، تخبرهما الطّبيبة بأنّ الرّضيع يحمل الجنسين (الذّكر والأنثى)، فيضطرب دالي لهذا الخبر ممّا يصعب قيامه بدوره تجاه مريم وطفليهما.
الحماية القانونية
وكما في مختلف دول العالم، تتمتع الأعمال الفنية في تونس بالحماية القانونية منذ نشأتها، وذلك بموجب القانون رقم 36 لسنة 1994 المتعلق بالملكية الأدبية والفنية. وقد تم تأسيس المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سنة 2013 بهدف تنظيم هذه الحماية وضمان احترامها.
وتشمل الأعمال الفنية المحمية حسب القانون التونسي المصنفات الأدبية والفنية والموسيقية والسينمائية والمسرحية والبرامج التلفزيونية والإذاعية والأعمال الفنية التطبيقية وغيرها. وتتمتع هذه الأعمال بالحماية لمدة 70 سنة بعد وفاة المؤلف أو آخر وريث له.