«غزة» تهدد مستقبل بايدن.. ونتنياهو قلق
ألقت الأحداث المتسارعة في فلسطين بظلال سلبية على البيت الأبيض، في ظل دعم مفتوح من الرئيس جو بايدن إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني، بذريعة القضاء على «الإرهاب».
وبينما تحدثت تقارير إخبارية عن تململ واضح داخل وزارة الخارجية إزاء المقاربة الأميركية تجاه ما يحدث في قطاع غزة، فإن قطاعات اقتصادية عديدة تحدثت عن غضب تجاه استخدام أموال الضرائب لتمويل أهداف إسرائيلية لممارسة الجرائم تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر.
ست ولايات أميركية تسقط من رصيد بايدن الانتخابي
انضم كذلك زعماء أميركيون مسلمون من ست ولايات إلى هذا المركب، متعهدين بحشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، وهو ما يهدد المستقبل السياسي للرجل، خاصة أن تلك الولايات تعد حاسمة في انتخابات الرئاسة المقبلة.
والولايات الست من بين الولايات القليلة التي أتاحت لبايدن الفوز في انتخابات 2020، وقد تؤدي معارضة مجتمعاتها المسلمة والعربية الأميركية الكبيرة إلى تعقيد طريق الرئيس نحو الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في العام المقبل، بحسب تقرير لوكالة «رويترز» الأميركية.
ونقلت الوكالة عن مدير فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) جيلاني حسين، قوله عندما سئل عن بدائل بايدن: «لا نملك خيارين بل خيارات كثيرة»، وأضاف: «نحن لا ندعم (الرئيس السابق) دونالد ترمب»، مشيرًا إلى أن الجالية المسلمة ستقرر كيفية إجراء مقابلات مع المرشحين الآخرين.
كما قال طبيب يمثل الجالية المسلمة في ولاية ويسكونسن، ويدعى طارق أمين، إن «هناك نحو 25 ألف ناخب مسلم في الولاية التي فاز فيها بايدن بنحو 20 ألف صوت. سنغير التصويت وسنجعله متأرجحًا».
وفي ولاية أريزونا، حيث فاز بايدن بنحو 10 آلاف و500 صوت، قال الصيدلي حازم نصر الدين إنه يوجد أكثر من 25 ألف ناخب مسلم بالولاية، وفقاً لمركز سياسات الهجرة الأميركية بجامعة كاليفورنيا سان دييجو، وأضاف: «لن نقف مع رجل لوّث موجة زرقاء بقطرات دم حمراء».
حملة «التخلي عن بايدن»
وبدأت ما تسمى حملة «التخلي عن بايدن»، عندما طالب الأميركيون المسلمون في مينيسوتا بايدن بأن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بحلول 31 أكتوبر الماضي، إذ امتدت الحملة إلى ميشيجان وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا وفلوريدا.
ويرفض المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون الضغوط التي تطالب بوقف دائم للقتال، حيث كررت نائبة الرئيس كمالا هاريس، السبت، قول بايدن إن إسرائيل «لها الحق في الدفاع عن نفسها».
في الأثناء، لم يتضح بعد ما إذا كان الناخبون المسلمون سينقلبون ضد بايدن بشكل جماعي، لكن التحولات الصغيرة في الدعم يمكن أن تحدث فرقاً في الولايات التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل في عام 2020.
تدهور شعبية بايدن
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن شعبية بايدن بين الأميركيين العرب انخفضت من أغلبية مريحة في عام 2020 إلى 17%، وقد يكون ذلك حاسماً في ولاية مثل ميشيجان، حيث فاز بايدن بفارق نسبة 2.8% ويمثل العرب الأميركيون 5% من الأصوات، وفقاً لـ«المعهد العربي الأميركي».
نتنياهو ليس في مأمن
في حين، أقر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود خلافات مع الولايات المتحدة، وضغوط دولية متزايدة على إسرائيل بشأن عدوانها في غزة، لكنه تعهد بمواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها.
وقال نتنياهو، خلال مؤتمره الصحافي الأول منذ انتهاء الهدنة في غزة، عن ترحيبه بدعم الولايات المتحدة لتل أبيب، مشيراً إلى أن «واشنطن تدعم بعض أهداف الحرب.. اثنين منها بشكل مؤكد»، وذلك في إشارة إلى الخلافات مع الإدارة الأميركية.