مراقبون يحددون لـ«خليجيون» تداعيات تأسيس «حماس» فصيل عسكري في لبنان
اعتبر مراقبون ومحللون سياسيون أن إعلان حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» تأسيس فصيل عسكري أسمته «طوفان الأقصى» في جنوب لبنان سيفتح بابًا لأزمات قد تواجه الشعب اللبناني الذي يعاني جراء تمزق سياسي وعقبات اقتصادية منذ 4 أعوام، معتبرين أن حزب الله لن يسمح بوجود منافس له على الأراضي اللبنانية.
فيما رأى آخرون أن بيان حماس مجرد دعايا إعلامية لن تتحق مثلما حدث منذ عقود، حيث تحول مقر منظمة التحرير من فلسطين إلى لبنان أواخر ستينات القرن الماضي.
مؤشر لما يحدث في اليوم الثاني من انتهاء حرب غزة
ويرى الدكتور سامح عباس أستاذ الإسرائيليات بجامعة قناة السويس، في اتصال هاتفي مع «خليجيون» أن «إعلان حماس تأسيس حركة طوفان الأقصى في لبنان مؤشر لما سيحدث في اليوم الثاني بعد انتهاء الحرب في غزة، لافتا إلى أن نجاح تأسيس تلك الحركة سيفاقم من حالة التمزق السياسي وتعقيد الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها ذلك البلد من فترة كبير».
وحول احتمالية انتقال المقاومة الفلسطينية من غزة إلى لبنان علق عباس: «فكرة المقاومة الفلسطينية لا تقتصر على حماس فقط، خاصة أن غزة بها 13 فصيل مقاومة على رأسهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهناك ترويج إعلامي منذ سنوات بأن حماس هي المقاومة فقط دون الإشارة إلى فصائل المقاومة الأخرى».
ورفض عباس وجود تشابه بين قرار حركة التحرير الفلسطينية في أواخر ستينيات القرن الماضي بنقل مقرها إلى لبنان، وبين إعلان حماس قائلا: «الإعلان متشابه لكن المعطيات مختلفة خاصة أن حزب الله لن يسمح بوجود منافس له على الأراضي اللبنانية».
ومنذ إطلاق حماس عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، نفذت قوات «حزب الله» عشرات العمليات العسكرية التي استهدفت مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية. وأمس الإثنين أعلن الحزب توجيه 12 ضربة عسكرية نحو قوات الاحتلال في القطاعين الشرقي والغربي عند الحدود، بحسب بيان عن الحزب اللبناني.
تحفظ في الداخل اللبناني
وتحفظت قوى لبنانية على إعلان «حماس»، معبرين عن رفضهم «إقامة مقر حمساوي في جنوب لبنان» على غرار تأسيس حركة التحرير الفلسطينية موضع لها هناك القرن الماضي، الأمر الذي دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي لتوجيه ضربات على مناطق تمركز الحركة آنذاك.
وردًا على إعلان حماس، أعلن وزير الخارجية اللبناني الأسبق رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، رفضه لإعلان حركة «حماس» تأسيس تشكيل «طلائع طوفان الأقصى».
وكتب باسيل عبر صفحته على «إكس»: «نرفض بالمطلق إعلان حركة حماس في لبنان تأسيس طلائع طوفان الأقصى ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها، كما نعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية».
فيما أشاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على هذا الرفض واصفا إياه بـ«الموقف الرجولي».
نرفض بالمطلق اعلان حركة حماس في لبنان تأسيس طلائع طوفان الأقصى ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها، كما نعتبر ان اي عمل مسلح انطلاقاً من الاراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية.
نذكّر بما اتفق عليه اللبنانيون منذ ال ٩٠ في الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين…— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) December 4، 2023
حماس تُطمئن اللبنانيين
وحاولت حماس طمأنة اللبنانين بعد تخوفهم من اندلاع اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي و الحركة بأراضيهم، إذ أكد ممثل حركة المقاومة (حماس) في لبنان أحمد عبد الهادي، أن «طلائع طوفان الأقصى» ليس تشكيلا عسكريا من أجل استيعاب مقاتلين وتدريبهم للانخراط في صفوف المقاومة المسلحة، وإنما هي إطار شعبي تعبوي فقط من أجل استيعاب الشباب الفلسطيني حسب بيان رسمي عن الحركة.
دعايا إعلامية فقط
أما إبراهيم الرباعية المحلل السياسي الفلسطيني وصف إعلان حماس تأسيس حركة «طوفان الأقصى في لبنان» بأنه «دعاية إعلامية»، قائلا: «جنوب لبنان تحت سيطرة حزب الله بالمطلق، وأي نشاط لحماس أو أي فصيل فلسطيني سيخضع لشروط حسن نصر ومساعديه».
ويضيف الرباعية في تصريح لـ«خليجيون»: «أن تلك الخطوة لم تكن مؤثرة ولا تعني انتقال مقاتلي حماس إلى الجنوب، ولا تشبه على سبيل المثال انتقال منظمة التحرير إلى لبنان في سبعينات القرن الماضي لاسيما وأن المعطيات مختلفة».
وعن صمود المقاومة الفلسطينية في غزة على العدوان الإسرائيلي، علق الرباعية قائلا: «لا يمكن قياس الحروب غير المتناظرة بمعايير الحروب التقليدية، من حيث الفوز والخسارة، فوفقا للمعتاد فالصمود الضعيف يعني انتصار لكن ما حدث في غزة يفوق بقوته التدميرية وخسائره أية معايير».
إسرائيل تبحث عن إنجاز
وتوقع استمرار الغارات الجوية التي تشنها طائرات الاحتلال على غزة، لافتا إلى أن «هدف القصف هو الانتقام والتدمير في ظل امتلاك الضوء الاخضر الأميركي والذي من غير الواضح إذا كان سيغيب»- على حد قوله-
ورأى الرباعية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى تنتصر تحتاج لإنجاز مثل اغتيال كبير، لافتا إلى أنها تروج لانتصاراتها عبر الإعلان عن سيطرتها لضم أراضي في غزة وترحيل سكانها.
وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، نفذ مسلحون من حماس وحركة الجهاد عمليات عدة انطلاقا من جنوب لبنان.