«مآتم فلسطينية متنقلة».. الاحتلال يوسع العدوان على غزة ويخسر مزيدا من جنوده
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، توسيع عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مخلفة مآتم متنقلة عقب قصفها المكثف على شمال ووسط وجنوب القطاع المحاصر، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، جلهم من الأطفال والنساء. فيما حذرت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز إنّ «سيناريو أكثر رعبا يوشِك أن تتكشّف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له».
7 قتلى إسرائيليين في اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية
وفي حين ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء إلى 7 قتلى في اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية، زعم قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال يارون فينكلمان دخول قواته منطقة خان يونس، مقرا بأن جيشه يواجه «أكثر الأيام كثافة (في القتال) منذ بدء العملية البرية».
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) استشهد 6 فلسطينيين وأصيب عدد آخر، فجر اليوم الأربعاء، في قصف إسرائيلي على منزلين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما ارتقى 3 شهداء وسقط عدد من الجرحى في غارة من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية استهدفت منزلاً في المخيم الغربي بخان يونس. كما تواصل القصف المدفعي على أحياء التفاح والدرج والشجاعية في مدينة غزة، وعلى شرقي خان يونس والفخاري وخزاعة وعبسان.
القنابل الفسفورية في سماء غزة
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي وابلاً من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وتحدثت مصادر في الدفاع المدني، عن أن عددا كبيرا من الشهداء والجرحى من ضحايا العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع دفنوا تحت الأنقاض وسط صعوبات انتشالهم. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 35 من العاملين في المجال الطبي من بينهم أطباء وضباط إسعاف.
ووسع جيش الاحتلال الذي يشنّ منذ 27 أكتوبر عدوانا بريا في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمّته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة، . ومنذ استئناف العدوان في 1 ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام، يقصف جيش الاحتلال جنوب القطاع ما تسبب في سقوط العديد من الشهداء والجرحى في هذه المنطقة التي لجأ إليها مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب حيث يعيشون في ملاجئ موقتة.
وارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو 16.250 شهيدا منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم أكثر من 1240 شهيدا منذ انتهاء «الهدنة الإنسانية المؤقتة» مطلع الشهر الجاري. وبلغ عدد النازحين قسرا في القطاع منذ بدء العدوان، نحو 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يمثلون أكثر من 80% من تعداد سكان القطاع.
وفي السياق، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أنّ الوضع في غزة «يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية». وقال الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند إن "إفناء غزة هو الآن من بين أسوأ الهجمات على المدنيين في عصرنا".