عشرات الشهداء في غزة.. وأميركا «تعارض» المنطقة العازلة
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب عشرات آخرون، اليوم الأربعاء، في قصف مدفعي وجوي متواصل من قبل طيران ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي، على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وفيما أقر جيش الاحتلال بمقتل 9 من جنوده خلال 24 ساعة فإنه زعم أيضا إن قواته في غزة تعمل «في قلب مدينة خان يونس» للمرة الأولى، بينما قالت واشنطن إنها ستعترض على أي منطقة عازلة مقترحة إذا كانت داخل القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية فلسطينية القول إن طيران الاحتلال قصف منزلين قرب مفترق الشعبية بمدينة غزة، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، ودمر بناية سكنية في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين بينهم أفراد عائلة الزميل الصحفي مراسل قناة الجزيرة مؤمن الشرافي منهم والده ووالدته وشقيقاه وزوجتيهما وأبنائهم، بينهم 7 أطفال.كما تسبب القصف الجوي على منزلين داخل حارة المجايدة وسط خان يونس جنوب القطاع، لسقوط عشرات الإصابات والمفقودين.
ونفذت مدفعية الاحتلال قصفا مكثفا على شمال غزة، وعلى منازل مجاورة لمدرسة "عوني الحرثاني الثانوية للبنات" التي تضم آلاف النازحين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. كما نفذ طيران الاحتلال غارات عنيفة قرب المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب القطاع، وعلى أراض زراعية جنوب قرية المصدر قرب مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
مقتل 9 جنود إسرائيليين في 24 ساعة
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عدد قتلى الجيش الذين سُمح بنشر أسمائهم منذ 7 أكتوبر بلغ 410، بينهم 82 منذ بدء الدخول البري إلى قطاع غزة. سمح «جيش» الاحتلال بنشر خبر مقتل الرقيب أول احتياط يونتان مالكا، وهو مقاتل مدرعات في الكتيبة 82، اللواء السابع، أثناء معارك في قطاع غزة. وسمح أيضاً بنشر مقتل المقدّم احتياط يوحاي غور هيرشبيرغ، وهو قائد وحدة البحث عن مفقودين في تشكيل النار (الفرقة 98)، من جراء «حادث طريق عسكري في الجنوب»، بحسب زعمه. ومساء أمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال مقتل 7 جنود في المعارك المستمرة في قطاع غزّة، بينهم 5 ضباط، وهي الحصيلة الأكثر ارتفاعاً التي يُعلنها «جيش» الاحتلال في يومٍ واحد منذ بدء العملية البرية.
شهداء في الضفة
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، استشهد أربعة فلسطينيين اليوم الأربعاء برصاص جيش الاحتلال في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. واستشهد الفتى عمر ابو بكر (16 عاما) «برصاصة في الصدر اطلقها عليه جنود الاحتلال في بلدة يعبد» جنوب غرب جنين، وفق بيان للوزارة.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الصحة «اسشهاد الشاب عبد الناصر مصطفى الرياحي (24 عاماً) متأثراً بجروح حرجة أصيب بها، صباح اليوم برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة». وسبق أن أعلنت الوزارة عن «شهيدين في طمون ومخيم الفارعة فجر اليوم برصاص الاحتلال، هما: الطفل عبد الرحمن عماد خالد بني عودة (16 عاما)، ومعاذ إبراهيم زهران (23 عاما) ». ولم يتسن لفرانس برس الحصول على رد فوري من جيش الاحتلال.
وكانت قوات كبيرة دهمت مخيم الفارعة وبلدة طمون المجاورة له في محافظة طوباس في شمال الضفة الغربية لتنفيذ اعتقالات وفق ما أفاد مراسل فرانس برس. وأضاف أن اشتباكات مسلحة بين الجيش وفلسطينيين دارت قبل أن يعلن مقتل الشابين.
وفي مدينة نابلس، وقعت اعتداءات من جيش الاحتلال على شبان فلسطينيين الذي اقتحم مخيم بلاطة وحاصر منزل أحد المطلوبين هناك قبل اعتقاله. وشيع عشرات في طوباس الأربعاء جثماني الشابين عودة وزهران. وحمل المشيعون العلم الفلسطيني وأعلام حركتي حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي «60 مواطنا على الأقل من الضفة الغربية بينهم امرأة وأسرى سابقون» وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، تصاعدا في التوترات منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر. ومنذ ذلك التاريخ، استشهد 259 فلسطينيا على الاقل بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.
الولايات المتحدة ستعترض على أي منطقة عازلة
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستعترض على أي منطقة عازلة مقترحة إذا كانت داخل قطاع غزة، إذ إن ذلك يخالف موقف واشنطن المتمثل في أن مساحة القطاع الفلسطيني يجب ألا تتقلص بعد الصراع الحالي. وكانت وكالة رويترز أفادت الأسبوع الماضي بأن إسرائيل أرسلت خططا لعدة دول عربية ولتركيا بخصوص المنطقة العازلة.