نازحو غزة في رفح يلتحفون السماء.. وينتظرون حمم «الموت»
مع أحدث موجات النزوح الجماعي في قطاع غزة، يتزايد تكدس الفلسطينيين في العراء بالقرب من الحدود المصرية هربا من العدوان الإسرائيلي، في منطقة يزعم جيش الاحتلال إنها «آمنة».
لكن سمير أبو علي (45 عاما) وهو أب لخمسة أطفال يقول لوكالة رويترز عبر الهاتف من رفح إن الإسرائيليين يكذبون وإنه لا يوجد مكان آمن في غزة وإنهم سيلاحقونهم عاجلا أم آجلا في رفح. ومضى يقول إن الاحتلال يريد نكبة أخرى لكنه عقد العزم على ألا يتجاوز رفح إلى مكان آخر. وردد سكان آخرون من غزة مخاوفه. وقالت نازحة أخرى ذكرت أن اسمها زينب عبر الهاتف من خان يونس إن إسرائيل تدفعهم نحو رفح ثم ستهاجم المكان.
وتقول الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في رفح على الرغم من مخاوفهم من أنهم لن يكونوا في مأمن هناك أيضا. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.
ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد نرحوا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب في العدوان المستعر منذ شهرين.
عرقلة توزيع المساعدات
في محاولة لتجميل صورته في قلب العدوان، زعم جيش الاحتلال إنه يطلب من المدنيين مسبقا إخلاء المناطق التي يعتزم تنفيذ عمليات فيها، وذلك باستخدام الرسائل الهاتفية والبيانات والمنشورات على الإنترنت. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم في أثناء الحرب، وإن كثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الجوي.
وتقع مدينة رفح على بعد نحو 13 كيلومترا من خان يونس التي تتعرض لهجوم عنيف. وتقع على الحدود مع مصر، ويعد معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة. وعلى الرغم من دخول بعض المساعدات إلى غزة من مصر مرورا بالمعبر، تواجه المنظمة الدولية عقبات في توزيعها بسبب نقص الشاحنات وعدم قدرة الموظفين على الذهاب إلى معبر رفح نتيجة تصاعد العدوان منذ انتهاء الهدنة الأسبوع الماضي، وفق تقرير الأمم المتحدة الصادر يوم الأربعاء.