رسالة من بوتين وبن سلمان إلى إسرائيل ومنتجي النفط
استغل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا نادرا عقداه اليوم الأربعاء في الرياض، لتوجيه رسالتين إلى إسرائيل ومنتجي النفط، على ما ذكر بيان اليوم الخميس، نقلته وكالة فرانس برس.
ومع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل شهره الثالث، أعرب بوتين والأمير محمد عن «بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة»، وشددا على «ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وضرورة حماية المدنيين».
وشن الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر عدوانا شرسا على غزة، بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة الفلسطينية. وأسفر القصف العدواني المكثف على غزة|، الذي ترافق اعتبارًا من 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، أكثر من 17 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام الحكومة الفلسطينية في غزة.
بوتين وبن سلمان والنفط
على الصعيد الاقتصادي، جاءت زيارة بوتين إلى العاصمة السعودية مع تواصل انخفاض أسعار النفط، إذ أغلق النفط الأميركي (خام غرب تكساس الوسيط) دون 70 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ يوليو.
وبدأ المحللون يطرحون احتمال أن تقرر السعودية فجأة زيادة الانتاج، مذكرين بالتحرك الذي اتخذته المملكة في عام 2014 لمواجهة ارتفاع الإنتاج الأميركي. وفي اجتماع في الرياض، سلط بوتين والأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم، الضوء على عمل تحالف «أوبك بلاس» الذي يضم 23 من الدول المنتجة «في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في بيان أنّ الزعيمين شددا على «ضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك +، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي».
تخفضيات إضافية من «أوبك+»
وكشف تحالف «أوبك+» عن تخفيضات إضافية جديدة في الانتاج بعد اجتماع افتراضي الأسبوع الماضي، إذ قالت روسيا إنها ستخفض صادرات النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بين يناير ومارس، بعد أن قدمت بالفعل خفضًا قدره 300 ألف برميل يوميًا في وقت سابق من هذا العام. وقالت السعودية إنها ستمدد خفض الإنتاج الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا خلال الفترة ذاتها.
واتفق العراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان على خفض إنتاجهم بكمية أقل. وأثار التعاون بين روسيا والسعودية بشأن خفض الإمدادات امتعاض واشنطن، الحليفة التقليدية للرياض. وكانت رحلة بوتين أمس الأربعاء، والتي تضمنت أيضًا محطة في الإمارات، هي الثالثة فقط خارج روسيا منذ بدء موسكو غزو أوكرانيا في فبراير 2022.