مؤيد أو معارض.. حرب غزة تقسم مشاهير«هوليوود»
يتخّذ مشاهير هوليووديون على إنستغرام مواقف مؤيدة للفلسطينيين أو داعمة للاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على غزة، غير آبهين بالتبعات التي قد يواجهونها بسبب ذلك.
وتحدّثت العارضة الأميركية من أصل فلسطيني جيجي حديد على إنستغرام (79 مليون متابع) في الأسابيع الأخيرة، عن «سوء المعاملة الممنهجة للشعب الفلسطيني التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية». وردّت عليها إحدى مستخدمات الإنترنت المؤيدات للاحتلال الإسرائيلي، مدعية «تقبلي حقيقة أن عائلتك على الجانب الخطأ من الإنسانية».
ومنذ 27 أكتوبر، شن العدوان الإسرائيلي عدوانا جويا وبريا على قطاع غزة استؤنف الجمعة بعد أسبوع من الهدنة. ووفقا للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، قُتل حوالى 16248 شخصا منذ بدء الحرب 70% منهم من النساء والأطفال.
في المقابل، أعربت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت المعروفة بتأديتها دور «ووند وومن» عن دعمها الثابت لبلدها على إنستغرام في 7 أكتوبر وهو اليوم عملية «طوفان الأقصى». وكتبت غادوت على حسابها في إنستغرام حيث يتابعها 109 ملايين مستخدم «أنا بجانب إسرائيل عليكم أن تكونوا أيضا كذلك». ومذاك، تنشر الممثلة أو تشارك بانتظام محتوى يطالب بإعادة المحتجزين لدى حماس، وهو أمر لقي استحسان البعض وغضب البعض الآخر. وكتب أحد المستخدمين على غرار مئات آخرين «أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء موقفك المؤيد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني».
يمكن أن يكون المشاهير الذين يثيرون مشاعر قوية بالدعم أو النفور، محفّزين للانفعالات خصوصا إذا كانوا يتحدثون في مواضيع مثيرة للخلاف. قبل وقت طويل من ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، كان الملاكم محمد علي والممثلة جاين فوندا والمغني بوب ديلان محبوبين بقدر ما كانوا مكروهين بسبب معارضتهم حرب فيتنام. وأخيرا، أظهر بن ستيلر وأنجلينا جولي وشون بن دعمهم لأوكرانيا بالذهاب إليها.. .مدعومين بمعجبيهم الغربيين الذين يدعمون كييف.
عليهم التعبير عن النفس
لكن الصراع العربي-الإسرائيلي يثير استقطابا شديدا، ما يعرّض النجوم في بعض الأحيان لردود عنيفة. مثلا، شاركت كايلي جينر مع متابعيها البالغ عددهم 398 مليونا على إنستغرام، رسالة من مجموعة مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي بُعيد عملية «طوفان الأقصى»، لكنها أزالتها بعد تعرّضها للشتم، وفقا لوسائل إعلام أميركية.
أما الممثلة الحائزة جائزة أوسكار سوزان ساراندن في نوفمبر، فقد خسرت دعم وكالة المواهب التي مثلتها، بحسب الصحافة المتخصصة، بسبب تصريحات أدلت بها خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، اعتذرت عنها بعد ذلك على إنستغرام.
الموقف نفسه ينطبق على الممثلة ميليسا باريرا، بطلة الجزأين الخامس والسادس من سلسلة أفلام «سكريم»، فلن تشارك في الجزء السابع منها بقرار من دار الإنتاج التي بررت قرارها بما يوصف بـ«عدم التسامح مطلقا مع معاداة السامية والتحريض على الكراهية». فقد نددت باريرا عبر إنستغرام بحصول «تطهير عرقي» في غزة.
يخاطرون بالكثير ولا يكسبون إلا القليل
وقال المتخصص في مجال التواصل نيكولا فاندربيست من بروكسل، إن المشاهير الذين يتّخذون موقفا في هذا الصراع المثير للخلاف «يخاطرون بالكثير ولا يكسبون إلا القليل». وبالتالي، من أجل الحصول على راحة البال، يمكن المشاهير أن يختاروا التزام الصمت. لكن، في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حيث «يشعرون بأن عليهم التعبير عن النفس»، فإن هذا لا يجنّبهم التعرض للانتقاد، كما قال جميل جان-مارك دخلية، الأستاذ في جامعة سوربون-نوفيل الباريسية. وأضاف «لكن حتى الصمت يعد اعترافات».
وتعرّضت الممثلة والمغنية الأميركية سيلينا غوميز التي لديها 430 مليون متابع على إنستغرام، لانتقادات بسبب صمتها حول الموضوع. ومثل مئات الأشخاص، بمن فيهم المغنية جينيفر لوبيز والممثل خواكين فينيكس وجيجي حديد، اختارت غوميز الطريق الوسط: توقيع عريضة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار الآن" في نهاية أكتوبر.