لماذا أعلن بوتين ترشحه لفترة رئاسية جديدة وسط المحاربين القدامي؟ (فيديو)
في لفته لم تخل من الرمزية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مارس 2024، وذلك الإعلان على هامش حفل في الكرملين لأفراد الجيش، بينهم بعض الذين شاركوا في الهجوم في أوكرانيا الذي أمر به بوتين في فبراير العام الماضي. وقال بوتين في الحفل «لن أخفي ذلك، كانت لدي أفكار مختلفة في أوقات مختلفة، ولكن هذا وقت اتخاذ القرار». وأكد «سأترشح لمنصب رئيس الاتحاد الروسي».
وأبلغ بوتين قراره خوض الانتخابات إلى الضابط في الجيش الروسي اللفتنانت كولونيل أرتيوم جوغا عقب مراسم تقليد أوسمة في الكرملين لعدد من أفراد الجيش.وقال جوغا «شكرا لأفعالكم ولقراراتكم، كسبنا الحرية» مضيفا «نحن بحاجة إليكم. روسيا بحاجة إليكم».
ورأت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفيا أن الإعلان المفاجئ على ما يبدو لبوتين خلال فعالية مخصصة لقدامى المحاربين، كان غير عادي لكنه مليء بالمعاني الرمزية. وقالت إن «الأبطال (العسكريين) (أباء دونباس) يريدون رؤية بوتين رئيسا مجددا».
حاكم روسيا منذ مطلع الألفية
يحكم الزعيم البالغ 71 عاما روسيا منذ مطلع الألفية الثالثة، وفاز في أربعة انتخابات رئاسية وتولى لفترة قصيرة رئاسة الحكومة. ويقول محللون إن بوتين لن يواجه أي منافسين رئيسيين، ومن المرجح أن يسعى للحصول على أكبر تفويض ممكن لطمس الخلاف الداخلي بشأن النزاع في أوكرانيا.
وبعد إصلاحات دستورية مثيرة للجدل في 2020، يمكن لبوتين البقاء في السلطة أقله حتى 2036. لن جماعات حقوق الإنسان تقول إن الانتخابات السابقة شابتها مخالفات وأن من المرجح أن يُمنع المراقبون المستقلون من متابعة الانتخابات المقبلة. في نوفمبر شدد بوتين القواعد الإعلامية المتعلقة بتغطية انتخابات 2024، ومُنعت بعض وسائل الإعلام المستقلة من الوصول إلى مراكز اقتراع.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية على مدى ثلاثة أيام في الفترة من 15 إلى 17 مارس، في خطوة يقول منتقدو الكرملين إنها تجعل ضمان الشفافية أكثر صعوبة.
قرار غير مفاجئ للروس
ولم يكن قرار بوتين بالترشح مفاجئا للروس. فعندما سألت وكالة فرانس برس مواطنين روس في شوارع موسكو التي تغطيها الثلوج عن رأيهم، رفض معظمهم إعطاء وجهة نظرهم، ومن وافق على الإجابة كان متحفظا.. زويا فيدينا البالغة 68 عاما أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول «حسنا، ربما هذا ليس الخيار الأسوأ». وعادت مدرسة الرياضيات المتقاعدة بالذاكرة إلى حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي القاسية في التسعينات، مضيفة «هذا ما أعتقده، فليكن بوتين».
وقال فياتشيسلاف بوريسوف ضابط الجمارك البالغ 49 عاما إنه سيعطي صوته لبوتين. وأضاف «رغم أن العديد من مواطنينا يعارضون العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، أعتقد أنها تمت بشكل صحيح». وتابع «إذا نظرت إلى التاريخ، باستطاعتك رؤية أن الغرب ولسنين عديدة عمل ضدنا».
ورحب مسؤولون على الفور بإعلانه عزمه الترشح. وقال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين إن «قراره اليوم يعكس حبه لبلاده». وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2018 التي شهدت فوز بوتين بأغلبية ساحقة في كافة المناطق، صور المسؤولون الاقتراع بأنه معركة محورية ضد القيم الغربية. ويبدو أن الكرملين يستخدم الاستراتيجية نفسها هذه المرة، إذ اعتبر في قرار قضائي في نوفمبر «الحركة الدولية للمثليين» جزءا من حرب ثقافية أوسع مع الغرب.