آخرها دفن الأسرى أحياء.. مواقف إسرائيلية متطرفة تثير الغضب
لا تزال التصريحات اليمينية المتطرفة تثير مزيدًا من الغضب تجاه الاحتلال الإسرائيلي، في ظل مواصلة العدوان على قطاع غزة الذي أسفر عن قرابة 18 ألف شهيد حتى الآن، وهو ما يشير إلى أنّ تعقيدًا آخذًا في التصاعد يحيط بأي فرصة للسلام في فلسطين.
أحدث التصريحات المتطرفة جاءت على لسان نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ، الذي دعا الجيش الإسرائيلي إلى دفن مئات المدنيين الفلسطينيين الذين أسرهم، ونُشرت لهم صور وهم شبه عراة، أثناء اقتيادهم لجهة مجهولة.
تصريحات المسؤول الإسرائيلي جاءت في تغريدة على «X» (تويتر سابقًا)، ما لبثت منصة التواصل الاجتماعي أن حذفتها، باعتبارها «انتهاكًا لقواعد المجتمع»، حيث حملت أوصافًا مشينة مثل «النازيين» و«دون البشر» و«النمل»، حسب ما يظهر بصورة متداولة لها.
وموقف المتطرف لدى أرييه كينغ ليس حديثًا، حيث يدعم الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية، وطرد السكان الفلسطينيين منها، ويدعو باستمرار إلى العدوان على الفلسطينيين الذي يتمسكون بأرضهم.
إبادة جماعية لسكان غزة
الدعوة لدفن أسرى غزة أحياء، هو أحدث الدعوات المتطرفة بالداخل الإسرائيل، حيث سبق أن قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، معتبرًا أن قطاع غزة يجب ألّا يبقى على وجه الأرض، داعيًا إلى إقامة مستوطنات في القطاع.
وبعد أيام من دعوته لإبادة جماعية في غزة عن طريق السلاح النووي، طالب إلياهو بإعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وذلك عندما كان يتحدث مع صحيفة «يديعوت أحرنوت" العبرية، في محاولة لقطع الطريق على أي صفقات مستقبلية لتبادل الأسرى، بحسب زعمه.
أسرى غزة عراة في قبضة الاحتلال
في سياق سياسة التطرف المستمر تجاه الشعب الفلسطيني، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس صورًا ومقاطع فيديو لمعتقلين فلسطينيين شبه عراة، ولا يرتدون إلا الألبسة الداخلية، وهو ما أثار جدلا على مواقع التواصل.
وانتشرت صور الأسرى العراة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولقيت الواقعة تنديدًا شعبيًا ورسميًا واسعًا في الداخل الفلسطيني والعربي عموما.
ويظهر الأسرى مصطفين جاثين على ركبهم ورؤوسهم إلى الأسفل وسط المدينة، حيث يشير تحليل للقطات أجرته وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الصور جرى التقطاها في منطقة بيت لاهيا شمال غزة.
بعدها استنكرت ثلاث مؤسسات حقوقية فلسطينية هي: المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، نشر جيش الاحتلال هذه المشاهد القاسية والمهينة بحق الأسرى، في حين تعاملت المقاومة الفلسطينية بأقصى درجات التحضر والرقي واحترام حقوق الإنسان مع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
وأشارت تقارير إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتقلت العشرات من المواطنين الفلسطينيين، تعمدت إجبارهم على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم عند اعتقالهم قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة، في نددت جمعيات ومنظمات حقوقية دولية بالمشاهد التي اعتبرتها تنتهك كل الممارسات الإنسانية.
هذه المواقف المتطرفة ليست فقط نتائج ما بعد السابع من أكتوبر، ولكن قبل ذلك أظهرت حكومة الاحتلال مواقف متطرفة أكثر عدائية تجاه الشعب الفلسطيني، حيث قرر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، المعروف بمواقفه المتطرفة والمغالية ضد الفلسطينيين، في بداية أغسطس الماضي تجميد أكثر من 600 مليون يورو من الأموال المخصصة لمشاريع تنموية وتعليمية في البلدات العربية داخل الخط الأخضر وفي القدس الشرقية المحتلة.
وعلى المستوى الوزاري أو السلطة التنفيذية المحلية، يسيطر متطرفون على حكومة الاحتلال الإسرائيلي حاليًا، وهم أشخاص كوّنوا سيرتهم الذاتية في التلال والبؤر الاستيطانية التي انتزعوها من سكانها الفلسطينيين بشكل فردي، وتبنى أغلبهم خطاب الكراهية والترويج للعنف.
اقرأ أيضًا:
- «خليجيون» ترصد الموقف| عودة متوترة لـ«ملف التهجير» ومصر تحذر إسرائيل
- «النزوح إلى الموت في خان يونس».. شاهد عيان يتحدث لـ«خليجيون» من قلب الحصار الإسرائيلي