المقاومة تكبد إسرائيل مزيدًا من الخسائر.. ورفح مخيم نازحين «ضخم»
لا تزال المقاومة الفلسطينية في غزة تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، كان آخرها الإعلان عن مقتل ثلاثة من جنوده، ورغم استمرار الغارات العدوانية والمعارك العنيفة وتحول رفح إلى مخيم نازحين كبير، إلا أن حركة حماس تؤكد أن الإفراج عن المحتجزين منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، لن يمضي سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، بأن أكثر من 100 من جنوده قُتِلوا منذ بدء العدوان البري المستمر في قطاع غزة منذ 27 أكتوبر الماضي. وردًا على سؤال لوكالة «فرانس برس»، أوضح جيش الاحتلال أن «حصيلة الجنود القتلى ارتفعت إلى 101 جندي، بعد مقتل ثلاثة جنود كشف عن هويتهم اليوم».
بدورها، أعلنت حركة الجهاد عن قتال عنيف في مدينة غزة بشمال القطاع، مشيرة إلى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الإسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض. وبعدما أفاد أمس الأحد عن «قتال عنيف» في أحياء بمدينتي غزة وخان يونس، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الإثنين عن إطلاق صواريخ من غزة. وكان الجيش أفاد الأحد بحصول «قتال عنيف» في أحياء بمدينة غزة وخان يونس.
واستمرارًا للعدوان الإسرائيلي على غزة الذي دخل شهره الثالث، استشهد 11 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح، فجر اليوم الإثنين، بعد قصف طيران الاحتلال الحربي لمنازل في رفح والنصيرات في قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
في رفح جنوب قطاع غزة، استشهد ستة مواطنين معظمهم أطفال وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي شقة سكنية تعود لآل صبح في حي تل السلطان بالمدينة. كما استشهد خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كما وصل عدد من الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد قصف الاحتلال منزلاً في منطقة البصة بدير البلح وسط قطاع غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في خان يونس جنوب قطاع غزة. كما نفذ طيران الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق شرق مدينة غزة، وفي مخيم المغازي، وفي الشجاعية ومخيم جباليا بقطاع غزة.
مفاوضات وتبادل أسرى
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال. لكن حذرت حماس حذرت من أن ما من محتجز رهينة سيغادر القطاع «حيا» إذا لم تُلبَ مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رسالة صوتية «لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام».
لا يوجد مكان آمن
وفي قطاع غزة يضطر السكان إلى العيش في منطقة تكتظ بشكل متزايد وحيث النظام الصحي «ينهار» وفقا لمنظمة الصحة العالمية، مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى. ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى استشهاد 17997 شخصا، نحو 70% منهم نساء وأطفال.
في غزة يحوّل القصف أحياء بكاملها أنقاضا ويحاول السكان يائسين الهروب من الاشتباكات إلى الجنوب. وشردت الحرب 1.9 مليون شخص، أي 85% من سكان القطاع، وفق الأمم المتحد.
وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المدنيين في غزة التوجه إلى ما توصف بـ«مناطق آمنة» لتجنب المعارك. الا أن سكان القطاع والعديد من المنظمات الدولية يؤكدون عدم وجود مكان آمن في القطاع، اذ أن القصف الإسرائيلي يطال مختلف مناطقه. وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز التي لم يتم تجديد تأشيرتها في إسرائيل إن «إعلانا أحاديا من جانب قوة احتلال بأن الأراضي التي ليست فيها بنية تحتية أو أغذية أو مياه أو رعاية صحية هي (مناطق آمنة) لا يعني أنها كذلك».
ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرا على الأقدام. وقال أبو محمد لوكالة فرانس برس وهو في طريقه إلى رفح «ننتقل من منطقة إلى أخرى ولا يوجد مكان آمن».
وقد تحولت هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن النظام الصحي في غزة منهك. واعتمدت المنظمة قرارا يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية للقطاع المحاصر. ولا تزال إمدادات الغذاء والدواء والوقود التي تصل إلى القطاع غير كافية إلى حد كبير وفق الأمم المتحدة ولا يمكن نقلها خارج رفح.
اقرأ أيضًا:
- اليوم.. «أحرار العالم» يتضامنون مع غزة بإضراب شامل
- الأمم المتحدة: إسرائيل تمهد لتهجير الفلسطينيين إلى مصر.. ماذا يحدث في غزة الآن؟