«خليجيون» خاص| ما هي «الورقة الخليجية» الأقوى لوقف العدوان على غزة؟
رغم رهانات الكثيرين على نتائج استئناف الوساطة الخليجية (وتحديدا القطرية) تحركاتها على مسار محاولات وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن مراقبين رأوا في «سلاح النفط» ورقة أهم في تحديد مسار الحرب على غزة، على نحو كامل.
وعلى عكس التيار السياسي السائد والمحبذ لجهود الوساطة، يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن «الوساطة الدبلوماسية وإرسال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة غير كافية لوقف العدوان».
وحدد هاشم ربيع عبر اتصال هاتفي مع «خليجيون» ورقة «النفط» لتكون ورقة الخليج الأبرز للضغط على الولايات المتحدة ودول الغرب لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني - على حد قوله-.
مواقف خليجية من العدوان على غزة
وعلاوة على الوساطة القطرية التي أسفرت عن هدنة إنسانية لتبادل الأسرى والمحتجزين، لم تدم سوى أسبوع، فقد حاولت حاولت بعض دول الخليج العربية استخدام نفوذها الإقليمي والدولي لوضع حد للعدوان الذي أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى.
ففي الحادي عشر من نوفمبر الماضي، استضافت المملكة السعودية عشرات الزعماء في قمة إسلامية عربية، إذ أصدروا بيانا مشتركا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ويتهمون إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
وفي الخامس من ديسمبر الماضي، أدانت القمة الخليجية في دوتها الرابعة والأربعين في الدوحة «ممارسات الاحتلال الإسرائيلي» في حرب غزة، وطالبت بوقف إطلاق نار دائم، واستئناف عملية سلام شامل.
وناشد عمرو هاشم ربيع، في تصريح إلى «خليجيون» دول المجلس بتكرار الموقف الخليجي مع مصر في حرب 6 أكتوبر، لكنه عاد وأكد على صعوبة استخدام تلك الورقة في ذلك الوقت.
وفي 15 من أكتوبر 1973 قررت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (تتألف من الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا) حظر تصدير النفط للدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967.
وبحسب قائمة أكبر الدول المصدر للنفط بالعالم في 2022، حلت السعودية في المركز الثاني، وجاءت العراق بالمركز الرابع بينما جاءت الإمارات في المركز السادس، والكويت في المركز السابع.
وارتفعت أسعار النفط يوم الإثنين مواصلة مكاسبها لثاني جلسة، إذ صعدت العقود الآجلة لخام «برنت» 0.7%، أو 56 سنتا، إلى 76.40 دولار للبرميل
دور كويتي رافض للتطبيع
في الوقت نفسه، يرى محللون أن الأصوات الخليجية الرافضة للتطبيع تلعب دورا «وازنا» و«مهما» في وقف العدوان على غزة.
ويشيد الباحث في مركز الأهرام بالدور الكويتي في تقديم المساعدات إلى غزة، لافتا إلى أن الكويت لها تأثير قوي في مجلس التعاون الخليجي، لاسيما وأنها رفضت التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وتبدي المقاومة الفلسطينية ارتياحا للمواقف الكويتية منذ بدء العدوان، إذ أشادت حركة المقاومة الفلسطينية في نوفمبر الماضي «بمواقف دولة الكويت أميراً وحكومةً وشعباً، والتي عبَّر عنها مجلس الأمة الكويتي بتبنيه ملاحقة قادة الكيان الصهيوني الفاشيين في المحافل الدولية، وغيرها من القرارات التي أكدت أصالة الشعب الكويتي في دعمه لصمود وحقوق الشعب الفلسطيني».
وفي بيان نادر، ثمنت الحركة عالياً تصريح وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح «الذي أكّد على موقف الكويت التاريخي الرافض للتطبيع مع هذا الكيان الفاشي المارق، ورفضه العدوان الصهيوني على قطاع غزة».
واحتلت الكويت المرتبة الثالثة ضمن الدول الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة، بحسب بيان نشره الهلال الأحمر المصري في نوفمبر الماضي.
وفي وقت سابق الإثنين، أقلعت الطائرة الإغاثية الـ38 من الجسر الجوي اليوم الاثنين، متجهة إلى مطار العريش محملة بمساعدات إغاثية من ملابس ثقيلة لمجابهة فصل الشتاء في غزة بتنظيم جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية بالشراكة مع الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية آيات الخيرية.