خلع.. أم حيلة سياسية: هل يصبح «بايدن» أول رئيس أميركي «معزول»؟
قلل مراقبون من أهمية تصويت مجلس النواب الأميركي أمس الأربعاء لصالح فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس جو بايدن، في سياق أنشطة ابنه هانتر التجارية الدولية المثيرة للجدل، معتبرين أن حظوظ نجاح هذا التحقيق «شبه منعدمة»، لكنه قد يشتت جهود بايدن في ضوء ترشحه للانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024.
ولم يسبق أن تم عزل أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، فيما أطلقت إجراءات عزل ضد ثلاثة رؤساء: أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلينتون عام 1998، ودونالد ترامب عامي 2019 و2021. لكن تمت تبرئتهم جميعا في النهاية.
بايدن متهم باستغلال النفوذ
ويتهم الجمهوريون الذين يحظون بغالبية مقاعد مجلس النواب منذ مطلع العام، بايدن باستغلال نفوذه عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما (2009-2017) للسماح لابنه بالقيام بأنشطة تجارية مشكوك فيها في الصين وأوكرانيا.
وبعد تصويت النواب الأميركي، اتهم بايدن الجمهوريين بأنهم «اختاروا إضاعة وقتهم في حيلة سياسية لا أساس لها». وأضاف في بيان: «بدلا من العمل على تحسين حياة الأميركيين، فإن أولويتهم هي مهاجمتي بأكاذيب». واتهم هانتر من أمام مبنى الكابيتول «أنصار ترامب» بمحاولة «إيذاء» والده، مشيرا إلى أنه لهذا السبب رفض المشاركة في جلسة استماع مغلقة عقدها الجمهوريون الذين استدعوه للمثول أمام الكونغرس الأربعاء.
وأفاد هانتر بايدن الأربعاء خلال مؤتمر صحفي «لم يكن والدي ضالعا ماليا أبدا في شؤوني». لكن الرجل الخمسيني الذي له ماض حافل بالإدمان ويواجه أيضا مشاكل قانونية، أقر بارتكاب «أخطاء» في مسيرته. ولطالما دعم الرئيس البالغ 81 عاما علنا نجله هانتر بايدن، وأكد مرارا بأنه «فخور» به.
تحقيق لعزل جو بايدن
وفُتح بالفعل تحقيق لعزل جو بايدن في الصيف، لكن الجمهوريين يعتقدون أن من شأن تحقيق رسمي منحهم صلاحيات إضافية، وبالتالي إمكانيات جديدة لتجريم الزعيم الديمقراطي. وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الأربعاء «لقد حان الوقت لتقديم الإجابات للشعب الأميركي».
وينص الدستور الأميركي على أنه يمكن للكونغرس عزل الرئيس بتهم «الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم الكبرى والجنح». ويتم الإجراء على مرحلتين. وبعد التحقيق، يصوت مجلس النواب بغالبية بسيطة على مواد لائحة الاتهام التي تفصل الوقائع المزعومة ضد الرئيس.
وإذا تم إقرار لائحة الاتهام، يتولى مجلس الشيوخ المحاكمة. لكن حتى إن تم ذلك، فإنه من المرجح جدا أن تتم تبرئة بايدن، إذ يحظى حزبه بغالبية المقاعد في هذه الغرفة العليا للكونغرس.
تدني شعبية بايدن
يأتي إجراء النواب الأميركي في ظل تدني شعبية بايدن التي كشفها استطلاع جديد للرأي أجرته «رويترز/إبسوس»، في علامة على التحديات المقبلة أمام محاولة إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في العام المقبل. وأظهر الاستطلاع الذي استمر 3 أيام، أن 40% من المشاركين يستحسنون أداء بايدن كرئيس، بزيادة هامشية عن 39 بالمئة في نوفمبر، وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع نحو 3 نقاط مئوية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يواجه بايدن في نوفمبر 2024 الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهوري. وأشارت استطلاعات أخرى أجريت في الآونة الأخيرة إلى احتمال سباق متقارب بين الاثنين. وأظهر الاستطلاع أن الأميركيين يعتبرون الاقتصاد والجريمة والهجرة أكبر المشاكل التي تواجه البلاد، وهي جميع القضايا التي انتقد ترامب وغيره من الجمهوريين بايدن بشأنها.