هل يتحول «باب المندب» إلى مصيدة حوثية؟ مسؤول استخباراتي مصري سابق يجيب لـ«خليجيون»
رغم دور قوات الحوثيين في اليمن في دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، إلا أن تكرار عمليات استهداف الناقلات البحرية المارة قبالة سواحل البحر الأحمر، وسع رقعة مخاوف المحللين من أن يتحول «مضيق باب المندب إلى مصيدة حوثية لكل السفن المارة عبره بهدف الاستيلاء على حمولاتها دون الاقتصار على السفن المتجهة إلى إسرائيل فقط».
ويتوقع محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات المصري السابق، في تصريح إلى «خليجيون» أن «تتحول القوات الحوثية إلى قراصنة بحار تستهدف كل سفينة تمر قبالة مضيق باب المندب»، مشددًا على حتمية التعاون الدولي لحماية البحر الأحمر من العمليات الحوثية. ويوضح أن «استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر لن يقتصر على على السفن الإسرئيلية أو المتجهة إلى الأراضي المحتلة فقط، لكنها ستمارس عمليات قرصنة لسرقة حمولات وبضائع السفن المارة».
ويهاجم الحوثيون -المتحالفون مع إيران- سفنا في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر ويطلقون طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي غزة قبل أكثر من شهرين، مما يزيد المخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وأعلن مسؤول أميركي «إطلاق صاروخين من مناطق خاضعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن تجاه ناقلة تجارية بالقرب من مضيق باب المندب أمس الأربعاء دون إصابتها». ونقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن المسؤول الأميركي الذي رفض ذكر هويته، أن «السفينة المستهدفة، وهي ناقلة نفط وكيماويات ترفع علم جزر مارشال، كانت متجهة شمالا باتجاه قناة السويس قادمة من الهند، وعلى متنها طاقم أمني مسلح».
ولم تعلق قوات الحوثيين على النبأ سواء بالتأكيد أو بالنفي، لكنها توعدت السبت الماضي، بـ«منع مرور السفن المتوجهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردًا على حرب العدوان على القطاع الفلسطيني المحاصر»، حسب وكالة الأنباء الأميركية.
الحوثيين: استهدفنا السفينة النرويجية بعد تجاهل التحذيرات
من جهتها تبنت قوات الحوثيين «تنفيذ القوات البحرية عملية عسكرية ضد سفينة ستراندا النرويجية»، وفقما أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة «أنصار الله»، العميد يحيى سريع، أول أمس الثلاثاء، وقال «لم نستهدف السفينة النرويجية إلا بعد رفض طاقمها الاستجابة للتحذيرات»، مؤكدا «أن جماعته لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف التحذيرات وستمنع السفن المتجهة إلى إسرائيل من الملاحة حتى إدخال مساعدات إلى غزة».
قراصنة جدد
وفي حين رجح المسؤول الاستخباراتي المصري السابق، في تصريح لـ«خليجيون» «صعوبة تحديد هوية ووجهة السفن المارة، لاسيما وأنها سفن تجارية وليست حربية» على حد قوله، فإنه أبدى قلقه من «خطورة تداعيات العمليات الحوثية على مستقبل قناة السويس»، منوهًا بأن «تلك العمليات ستدفع الثمن إلى تحويل مسارها من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح متحملة أعباء تكلفة طول مدة الرحلة في سبيل تجنب الهجمات الحوثية».
خطر يهدد قناة السويس
ولجأت بعض شركات الشحن تحويل مسار سفنها عن قناة السويس، ومنها شركة الشحن البحري الإسرائيلية «زيم» التي أعلنت الشهر الماضي أنها اضطرت إلى اتخاذ ذلك الإجراء بسبب الأوضاع في بحر العرب والبحر الأحمر، حسب مجلة «هابوراء العبرية».
ودعا اللواء رشاد، القوى الدولية والتي من بينها الولايات المتحدة الأمريكية للتحالف للحفاظ على أمن البحر الأحمر، وحماية حركة الملاحة فيه.
وكشف تقرير عن مجموعة أكسفورد للأعمال صدر عام 2022، أن «قناة السويس تعد واحدة من أكثر الممرات المائية استخداما بالعالم وتمثل 12% من حركة الشحن والتجارة الدولية، تعتبر بوابة لوجستية رئيسية لربط أوروبا بآسيا والشرق الأوسط».