استيطان وسُلطة «على المقاس».. كيف تخطط إسرائيل لاستنساخ الضفة في غزة؟
تكشف المواقف الأميركية والإسرائيلية المعلنة خلال الـ24 ساعة الماضية بعض ملامح مخطط يجري طبخه حاليا، تزامنا مع زيارة مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إلى فلسطين المحتلة، وما بين حديث إسرائيلي عن عودة المستوطنات إلى غزة وترويج واشنطن لسلطة فلسطينية جديدة «حسب المواصفات»، يدخل العدوان على غزة يومه التاسع والستنين مخلفا آلاف الشهداء والجرحى.
وفي خضم الزخم السياسي لزيارة المسؤول الأميركي إلى الأراضي المحتلة، لم يستبعد وزير المساواة الاجتماعية الإسرائيلي عميحاي شيكلي إقامة مستوطنات على «أجزاء معينة مناسبة» من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الدائرة بالقطاع، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الخميس
الوزير الإسرائيلي الذي زعم أن إقامة مستوطنات في قطاع غزة «منطقي»، برر الحديث عن «استيطان جديد» بأن السلطة الفلسطينية «فقدت سيطرتها» على القطاع، وأردف «يجب أن نقول إن خيار السلطة الفلسطينية.. غير موجود»، حسب نص التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء العالم العربي.
في السياق ذاته جاءت ترويج مستشار الأمن القومي الأميركي لقناة 12 الإسرائيلية بشأن سلطة فلسطينية جديدة، بالقول إن: هناك حاجة لربط حكم الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة سلطة فلسطينية خضعت لما وصفته «للإصلاح والتقوية».
وفي حين أحجم سوليفان عن الخوض في تفاصيل أو تقديم جدول زمني، إلا أنه قال «في نهاية المطاف، الضفة الغربية وغزة بحاجة إلى ربط حكمهما معا. ويتعين ربطهما تحت قيادة سلطة فلسطينية خضعت للإصلاح والتقوية». وأجاب سوليفان حينما سُئل عن معنى كلامه «ذلك شيء ما يتطلب مشاورات مكثفة مع الفلسطينيين أولا، بالإضافة إلى الحكومة الإسرائيلية. لكنه سيتطلب إصلاحا، سيتطلب تحديثا للكيفية التي تتعامل بها السلطة الفلسطينية مع الحكم». وتابع «سيتطلب مشاركة دول أخرى في المنطقة للإسهام بالموارد المالية وأشكال الدعم الأخرى».
وتتمتع السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية المحتلة، بعد أن كانت تحكم غزة أيضا، لكنها أُطيح بها من القطاع الساحلي في 2007 بعد حرب أهلية وجيزة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال نتنياهو الشهر الماضي إن السلطة الفلسطينية في هيئتها الحالية لا ينبغي لها تولي مسؤولية غزة.
وتتسارع وتيرة الحديث عن هذه الخطط في إدارة حكم غزة بعد العدوان، وهو ما كشفته تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي،
بيد أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه «يريد من إسرائيل التركيز على إنقاذ أرواح المدنيين».
ويقول مدير مركز دراسات الخليج في جامعة «قطر» محجوب الزويري، إن «منتصف يناير ٢٠٢٤ هو الموعد الأخير لعودة العدد الأكبر من الاحتياط العسكري الإسرائيلي إلى أماكن عملهم المدنية»، مضيفا «إما أن تتوقف الحرب بشكل كامل قبل ذلك، أو أن تتحول إلى حرب استنزاف قائم على عمليات عسكرية برية خاطفة لكنها مستمرة»، وأوجز قائلا «بعبارة أخرى بقاء حالة الحرب».
في اليوم التاسع والستين للعدوان واصلت إسرائيل غاراتها وقصفها مناطق مختلفة في قطاع غزة، بينما يزداد التوغل البري في غزة صعوبة على جيش الاحتلال بسبب تصدي المقاومة. وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 18787 شهيدا ونحو 50، 900 جريح، في حصيلة غير نهائية.
الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين
وارتقى خمسة شهداء وأصيب العشرات، فجر اليوم الجمعة، في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان ارتقى فجر اليوم 4 شهداء على الأقل، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال لمنزل عائلة أبو نصر في المعسكر الغربي غرب خان يونس، جرى نقلهم إلى مستشفى ناصر في المدينة. كما أسفر قصف مدفعية الاحتلال منذ ليلة أمس وفجر اليوم على عدة أحياء في مدينة خان يونس، عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.
وقصف طيران الاحتلال مربعا سكنيا بالقرب من المستشفى الكويتي في رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع العشرات من الشهداء والجرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة. كما قصف طيران الاحتلال أحياء سكنية ومنازل في دير البلح وغزة والنصيرات وجباليا، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى.
في المقابل، قال جيش الاحتلال في بيان يوم الجمعة إن قوات خاصة عثرت على جثة الرهينة إيليا توليدانو (28 عاما) الذي كانت تحتجزه المقاومة في قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى أكتوبر الماضي. وذكر الجيش أن مسؤولين طبيين وحاخامات عسكريين وخبراء في الطب الشرعي قاموا بـ«إجراءات تحديد الهوية».