إسرائيل تقتل أسراها.. اعتراف نادر يخنق «نتنياهو»
في واحدة من المرات النادرة التي يعترف فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أسرى محتجزين في قطاع غزة، أعلنت تل أبيب أن قواتها أطلقت النار الجمعة على ثلاث رهائن «بالخطأ» عندما كانوا يحاولون الفرار من مكان احتجازهم.
الواقعة زادت رقعة الغضب تجاه حكومة نتنياهو داخل الشارع الإسرائيلي، وسط ضغوط تُمارس منذ أسابيع لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، واتهامات لبنيامين نتنياهو بمسؤوليته المباشرة عن مقتل العشرات من خلال قصف عشوائي على القطاع.
غضب واسع في إسرائيل.. و«جيش الدفاع نادم»
وبعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن «الندم العميق على الحادث المأسوي»، اندلعت احتجاجات واسعة في تل أبيب، فيما تجمَّع مئات الأشخاص أمام وزارة الدفاع في تل أبيب للاحتجاج على مقتل الرهائن الثلاث، ورفع المتظاهرون صور بعض الرهائن الـ129 الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
الواقعة حدثت أمس الجمعة عندما حدد الجيش الإسرائيلي مجموعة محتجزة في غزة بطريق الخطأ، واعتبر أنها «تشكل خطرًا»، وهي الواقعة التي شكلت إحراجًا للولايات المتحدة الأميركية التي حثَّت إسرائيل على «تقليص حملتها العسكرية»، ورد جيش الاحتلال بأنه ستكون هناك «شفافية كاملة» في التحقيق في الحادث.
نتنياهو يرفض الحوار
الغضب لا يزال متصاعدا وسط عائلات المحتجزين، خاصة بعد تقارير تفيد أن حكومة نتنياهو تماطل في دراسة اقتراح صفقة رهائن جديدة مع حماس، على أساس أنها تعتقد أن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة هو وحده الذي سيجبر الحركة على الرجوع إلى الطاولة بعرض يمكن أن تقبله إسرائيل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو منع رئيس الموساد دافيد بارنيا من السفر إلى قطر لهذا السبب.
وفي ظل القتال البري المكثف في مختلف أنحاء قطاع غزة وتحذير منظمات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية، حذرت الولايات المتحدة من أن إسرائيل تخاطر بفقدان الدعم الدولي بسبب الغارات الجوية العشوائية التي تقتل المدنيين الفلسطينيين.
مهمة سوليفان في إسرائيل
وفي سياق التغير المفاجئ في الموقف الأميركي تجاه إسرائيل، هبطت طائرة جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن في تل أبيب، والتي استمر فيها على مدار يومي الخميس والجمعة، قالت تقارير إعلامية إن مبعوث بايدن حمل رسالة واضحة لحكومة الاحتلال مفاداه «تقليص الحملة العسكرية الواسعة».
وبعدما كانت إدارة بايدن تقدم دعمًا ماليا وعسكريا ولوجيستيا للاحتلال الإسرائيلي، أظهرت على نحو مفاجئ تغيرًا في العلاقة باعتقاد أن القوات الإسرائيلية ترتقب أخطاء في الهجوم على قطاع غزة، بسبب القصف العشوائي.
لكن تل أبيب ردت على الرسالة الأميركية بموقف أكثر تصادما، بالقول إنها ستواصل الحرب على غزة «حتى في القضاء على حماس، الأمر الذي قد يستغرق شهورا»، وهو ما يمكن أن يشكل صدامًا أوسع بين واشنطن وتل أبيب.
أوضاع إنسانية كارثية
وبعد انهيار الهدنة الإنسانية قبل أسبوعين، استأنفت إسرائيل القصف العنيف على مختلف مناطق قطاع غزة، وترد المقاومة الفلسطينية بقصف تل أبيب ومناطق لقوات الاحتلال.
وأمام الحالة الإنسانية الكارثية، قالت إسرائيل بعد مغادرة سوليفان إنها ستفتح معبر كرم أبو سالم، وهو الطريق الرئيسي الذي يصل إلى غزة، أمام شحنات المساعدات للمرة الأولى في الحرب مما يسمح بدخول 200 شاحنة يوميا وهو ضعف الطاقة الاستيعابية في رفح.
وتدور معارك ميدانية في أحياء الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبلدة بيت حانون في شمال غزة، وشرقي المغازي بوسط غزة، وفي وسط مدينة خان يونس الرئيسية بالجنوب وكذلك أطرافها الشمالية.