«خليجيون».. خاص| دبلوماسيون: مواقف تاريخية لـ«نواف» من التطبيع والمصالحة الخليجية
رأى دبلوماسيون مصريون في تصريحات خاصة لـ«خليجيون»، أن المواقف التاريخية لأمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في ملفي التطبيع والمصالحة الخليجية هي بمثابة علامات تاريخية بارزة في مسيرة حاكم الكويت الراحل، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن رحيله في وقت سابق صباح السبت هو «مصاب جلل للأمة العربية والإسلامية».
ويقول السفير المصري الأسبق لدى الكويت مصطفى أبو شنيف في تصريح إلى «خليجيون» «الأمير نواف ليس أميرا على بلده قط، لكنه كان من حكماء العرب»، مشيرا إلى أنه «صاحب موقف عروبي قوي على مدار سنوات حكمه مثل باقي من سبقوه من أمراء الكويت».
وفي وقت سابق السبت أعلن الديوان الأميري الكويتي وفاة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن عمر ناهز (86) عاما. فيما نودى «بولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت»، وفق بيان رسمي كويتي.
صورة.. مصحف وكرسى الشيخ نواف الأحمد الصباح بمسجد بلال بن رباح
شيخ الأزهر ناعيا أمير الكويت: قضى حياته في دعم الأمتين العربية والإسلامية
وحسب مراقبين، فإن أمير الكويت أبقى على موقف بلاده الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم مضي دول خليجية ضد هذا النهج في العام 2020. كما حافظت بلاده على علاقات وثيقة مع كلّ من السعودية وإيران الخصمين الإقليميين حينها.
سفير مصري سابق: الكويت تتمسك بمبادئ العروبة
وقال السفير مصطفى أبو شنيف إن «الكويت تتمسك بمبادئ العروبة، وهو نهج يسير عليه كل حكام الكويت»، مشيرا إلى أن التمسك «رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي صفجة مضيئة في عروبة الكويت أينما كان الزمان».
وشغل الشيخ نواف الأحمد منصب أمير الكويت لنحو ثلاث سنوات، وسمّي الشيخ نواف الذي كان يحظى بتأييد الأسرة بفضل صورته كسياسي متواضع يعمل بعيدًا عن الأضواء، وليًا للعهد عام 2006 قبل أن يخلف في 2020 أخاه غير الشقيق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي توفي في سبتمبر من ذلك العام عن 91 عامًا.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي أن «العالم العربي فقد زعامة تاريخية عربية مهمة» بوفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، منوها إلى «مواقف الكويت الأخيرة المساندة والداعمة للحق الفلسطيني خلال حرب غزة».
وإذ يشيد بيومي، في تصريح إلى «خليجيون» بتوازن السياسة الخارجية الكويتية، فإنه يقول إن الكويت «فاعل مهم في منظومة مجلس التعاون الخليجي وأمن المنطقة»، مذكرا «بقوة العلاقات التاريخية بين مصر والكويت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى اللحظة».
وخلال عهد الأمير الراحل، أثمرت جهود الوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية وإنهاء مقاطعة قطر من قبل المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، بالإضافة إلى مصر، وذلك بالتوقيع على اتفاق العلا الذي أنهى الأزمة في مطلع عام 2021،
الشوبكي: تحركات عاقلة ومواقف محسوبة
ويري الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي في تصريح إلى «خليجيون»، أن «أمير الكويت الراحل كان رمانة الميزان بين دول مجلس التعاون إبان تلك الأزمة، ونجح بتحركاته العاقلة ومواقفه المحسوبة في حل الخلافات داخل البيت الخليحي وصولا إلى المصالحة في المعلا».
وعلاوة على المصالحة الخليجية، يؤكد الشوبكي على دور الأمير الراحل في «دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني ضد العدوان على غزة، كما أنه «صوت عربي عاقل في المحافل الدولية».
ويتوقع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن «تحافظ السياسة الخارجية الكويتية على سمتها المتوازن والداعم للقضايا العربية.. فالكويت دولة مؤسسات راسخة».