شاهد| جريمة حرب وسط «صمت دولي»: الاحتلال الإسرائيلي يدفن المرضى «أحياء»
أضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل انتهاكاته في يوميات العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط تقارير ترددت عن قيام جيش الاحتلال بدفن مصابين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان، في شمال قطاع غزة، ما دعا وزيرة فلسطينية إلى المطالبة بإجراء تحقيق دولي في
وتظهر لقطات مصورة اقتحام جنود الاحتلال للمستشفى على مدى الأيام القليلة الماضية تاركين وراءهم دمارا وفوضى وسط روايات متضاربة للأحداث، حسب وكالة «رويترز»، فيما طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بدفن مصابين ومواطنين فلسطينيين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة، الذي انسحبت منه قوات الجيش بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف فظائع مروعة.
وقالت وزيرة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية مي الكيلة في بيان «المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياء قبل حصارهم من قبل الاحتلال».
ويروى حسام أبو صفية رئيس قسم الأطفال الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، عندما حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى قبل أن يقتحمها في نهاية المطاف. ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن أبو صفية القول إن «الجيش أطبق الحصار على المستشفى من جميع الجهات لما يقرب من أسبوع، ومنذ أربعة أيام اقتحمه بشكل مفاجئ». وأضاف «طلبوا تسليم أي نوع سلاح إذا ما كان لدينا أسلحة، كان هناك بعض الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها أمن المستشفى، خرجنا لساحة المستشفى وأبلغناهم بأن الأسلحة للأمن، بعد ذلك أجبروا كل من أقل من 65 عاما على الخروج إلى ساحة المستشفى».
الاحتلال يعتقل النازحين
ويتابع الطبيب الفلسطيني بالقول «كنا حوالي ثلاثة آلاف، أجبروا بعض الشبان على خلع ملابسهم وحمل الأسلحة وقاموا بتصويرهم على أنهم مسلحون لتبرير جرائمهم بحق القطاع الصحي». ويردف «بعد ذلك اعتقلوا عددا كبيرا من النازحين، ومن أخلوا سبيله بعد ذلك أطلقوا عليه النار. وصلت إلينا خمس حالات من الذين أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم من النازحين، أما الكوادر الطبية فاعتقلوا منهم 70 وطلبنا إعادتهم لنتمكن من تقديم الخدمة، لكن لم يتم إطلاق سراحهم ولا نعلم مكانهم».
أقرأ أيضا: بالأسود وأفلام الصمود.. حرب غزة تهيمن علي «الجونة السينمائي»
ليس هذا فحسب، بل يشير أبو صفية أيضا إلى أن جنود الاحتلال «دمروا الصيدلية التابعة للمستشفى، وحرقوا مستودع الأدوية بشكل كامل لكي لا نتمكن من تقديم أي خدمات للمرضى والجرحى، كما هدموا مبنى الإدارة، وحطموا جميع مركبات الكادر الطبي في ساحة المستشفى». واستطرد قائلا «نبشوا القبور وأخرجوا الجثامين وفحصوها وأخذوها لمكان لا نعلمه وصعدوا فوق بعض الجثامين بالجرافات»، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وقال الطبيب إن الجيش الإسرائيلي دمر خيام النازحين بالجرافات، وقال «لحسن الحظ كان النازحون داخل المستشفى بسبب القصف في الخارج، ولو كانوا داخل الخيام لقتل الآلاف، لأن الجرافات هدمت كل شئ».
جريمة إسرائيلية في مستشفى كمال عدوان
وفيما حملت حركة حماس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية مع إسرائيل عن «جريمة» مستشفى كمال عدوان. قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن قيام جيش الاحتلال تجريف خيام النازحين حول مستشفى كمال عدوان والتمثيل بجثامين القتلى هو «جريمة بشعة وسلوك غير آدمي ولا إنساني ويكشف عن مستوى غير مسبوق من الإجرام والإرهاب».
أما المنظمات الدولية فقد اكتفت بالإعراب عن القلق من الانتهاكات الإسرائيلية، إذ قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مطلع الأسبوع إنه «قلق للغاية» بشأن الوضع في المستشفى. فيما قالت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قبل أيام إنه بسبب الحرب في قطاع غزة، فإن 11 مستشفى فقط من بين 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي.