العراق.. بدء الاقتراع في أول انتخابات محلية منذ 10 سنوات
توجّه العراقيون، صباح اليوم الإثنين، لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات لمجالس المحافظات منذ عشر سنوات، والتي يراهن المراقبون عليها لتوطد القاعدة الشعبية للأحزاب السياسية، في وقت يزداد نفوذ التيارات الشيعية المتحالفة مع إيران.
ويراهن الائتلاف الشيعي الحاكم على تلك الانتخابات لإحكام قبضته على السلطة في ظل مقاطعة رجل الدين الشعبوي مقتدى الصدر المنافس الرئيسي.
في الوقت نفسه، تخيّم حالة من الإحباط على الرأي العام إزاء الانتخابات في بلد يقطنه 43 مليون نسمة وغني بالنفط، لكن مؤسساته تعاني من فساد مزمن.
انتخابات مجالس المحافظات في العراق
وتعتبر الانتخابات المحلية استحقاقًا سياسيًا مهمًا لحكومة محمد شياع السوداني، الذي يعد بإصلاحات خدمية وتطوير للبنى التحتية المدمرة جراء عقود من النزاعات، مذ تسلّم الحكم بدعم من غالبية برلمانية لأحزاب وتيارات موالية لإيران قبل نحو عام.
وتمهد الانتخابات الطريق أمام الانتخابات البرلمانية المقررة في عام 2025 والتي ستحدد توازن القوى في دولة حققت فيها الجماعات المرتبطة بإيران مكاسب سياسية في السنوات القليلة الماضية.
وأجريت آخر انتخابات محلية في عام 2013 وتأجل إجراؤها منذ ذلك الحين بسبب الحرب ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من العراق ولكن الهزيمة لحقت بهم في نهاية المطاف.
ويحق لنحو 17 مليون ناخبًا الاختيار من بين 6 آلاف مرشح يتنافسون على 285 مقعدًا في جميع المحافظات، حيث تتمتع مجالس المحافظات التي أنشئت بعد الغزو الأمريكي وإسقاط نظام صدام حسين في العام 2003 بصلاحيات واسعة على رأسها انتخاب المحافظ ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90% من إيراداتها على النفط، لكن يرى معارضو مجالس المحافظات بأنها أوكار للفساد وبأنها تعزز الزبائنية.
رئيس مجلس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجالس المحافظات ويطلع على سير العملية الانتخابية. #الحكومة_العراقية pic.twitter.com/OtxssyIFUL
— Government of Iraq - الحكومة العراقية (@IraqiGovt) December 18، 2023
موازين القوى
ومن المرجح أن يسيطر خصوم الصدر من الشيعة، الذين عرقلوا محاولته لتشكيل حكومة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية عام 2021، على معظم مجالس المحافظات لا سيما في المحافظات الجنوبية التي تقطنها أغلبية شيعية.
ويقول مراقبون إن الائتلاف الشيعي الحاكم المعروف باسم الإطار التنسيقي سيعمل على تعزيز قوته من خلال الوصول إلى ثروات البلاد النفطية التي يمكن إنفاقها على المشروعات والخدمات المحلية. ويشكل التحالف بالفعل أكبر كتلة في البرلمان بعد انسحاب أعضاء حزب الصدر.
وفُتحت التصويت في 15 محافظة من محافظات العراق وعددها 18 لاختيار 285 من أعضاء المجالس الذين تشمل مهامهم تعيين محافظين والإشراف على الإدارة المحلية.
ومن المتوقع إجراء الانتخابات في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي العام المقبل. ويضم الإقليم ثلاث محافظات.
ونقلت وكالة «فرانس برس عن الباحث في مركز أبحاث «شاتام هاوس» ريناد منصور قوله إن «نسبة المشاركة هي المقياس النهائي حول مدى الرضى وإذا ما كانت سياسة السوداني الشعبوية الاقتصادية وسياسته في منح فرص العمل ناجحة وقادرة على جذب الجيل الجديد أو لا».
ويعتقد ريناد منصور أن الانتخابات المحلية «فرصة» للأحزاب الموالية لإيران «لتعود وتثبت أن لديها قاعدة اجتماعية وشعبية». ويتحدّث عن «منافسة كبيرة داخل (البيت الشيعي)»، حيث تسعى مكوّناته المختلفة إلى وضع اليد على مناصب المحافظين.
وجرى حل مجالس المحافظات في العام 2019 تحت ضغط شعبي في أعقاب مظاهرات غير مسبوقة شهدتها البلاد.لكن تعهدت حكومة السوداني بإعادتها لتكون هذه الانتخابات الأولى منذ العام 2013. تستثنى منها ثلاثة محافظات منضوية في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال البلاد.
هل تتأثر الانتخابات بالتوترات الإقليمية
ويستبعد مراقبون أن تؤثر التوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، التي تطال أيضا العراق، على هذه الانتخابات. وتعرضت القوات الأمريكية المنتشرة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة "تنظيم الدولة الإسلامية" لعشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، تبنت معظمها فصائل مسلحة حليفة لإيران.
تصويت خاص للأجهزة الأمنية والنازحين إلكترونيا
وعقد السبت تصويت «خاص» لنحو 50 ألف نازحا ولنحو مليون شخص من القوات الأمنية. ونقلت الوكالة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تأكيدها على عدم وجود تمديد وقت الاقتراع حسب برمجة أجهزة التحكم الإلكتروني وتوقفها آليا في الموعد المحدد وهو السادسة مساء بالتوقيت المحلي.
اقرأ أيضا
العراق على أعتاب أول انتخابات محلية.. ومواطنون: «أقترع؟ لماذا؟»