مفاوضات «هدنة غزة» تنعش الآمال بإطلاق مروان البرغوثي
قفز اسم القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية والأسير في سجون الاحتلال إلى واجهة الأحداث، بعدما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصرار حركة حماس على أن تشمل قائمة المفرج عنهم عددا من كبار الأسرى الفلسطينيين، من بينهم البرغوثي
ومنذ نحو أسبوع، تدفع مصر بقوة من أجل إتمام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وهو الأمر الذي دعاها إلى ترتيب زيارة قادة حركة حماس ومن بعدهم حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة. في الوقت ذاته، تواصل قطر جهودا مماثلة تريد من خلالها حسم أمور الصفقة، التي يرى مراقبون أنها تبدو أكثر صعوبة من الصفقة السابقة.
وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حماس تصرّ على أن يكون مروان البرغوثي من بين الذين تشملهم الصفقة المقبلة مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن هناك تقديرات تشير إلى «عدم نضوج» الصفقة الجديدة الخاصة بتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل قبل الأسبوع الأول من يناير.
وحكم على مروان البرغوثي بالسجن مدى الحياة عام 2004 بسبب مشاركته في التخطيط لعدة هجمات استشهادية في فلسطين المحتلة، وعمليات أخرى قتل خلالها ما لا يقل عن 5 أشخاص. ولا يزال البرغوثي (55 عاما) شخصية بارزة في حركة فتح، وكثيرا ما يشار إليه كزعيم محتمل للحركة في المستقبل رغم سجنه، وقد برز كمفجر للانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 - 1993) والثانية في أوائل الألفية.
وظل أنصاره لسنوات يأملون في أن يطلق سراحه في إطار اتفاق مع إسرائيل للإفراج عن معتقلين فلسطينيين، لكن هذا الأمل لا يزال احتمالا بعيدا. ورغم وجوده في السجن تجد آراؤه صدى لدى بعض قطاعات الجمهور الفلسطيني، ويحظى بتأييد عدة فصائل، وليس فتح فقط.
وفي سبتمبر الماضي، أقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلة على نقل مروان البرغوثى وعشرات الأسرى إلى قسم خاص للعزل شديد الحراسة فى سجن عوفر.
مروان البرغوثي:حرب غزة «انتصار» للفلسطينيين
وعقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، قال مروان البرغوثي، قيادي حركة فتح الفلسطينية المسجون في إسرائيل، إن حرب غزة كانت انتصارا للفلسطينيين، وإن التركيز يجب أن ينصب الآن على مقاطعة إسرائيل لجعل تكلفة احتلالها للضفة الغربية أكبر من أن تتحملها.
ودعا القيادي الفلسطيني الأسير في ردوده على أسئلة لوكالة «رويترز»، قدمتها عبر نادي الأسير الفلسطيني، إلى توسيع المواجهة لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر منذ 47 عاما، ووضع استراتيجية تختلف اختلافا كبيرا عن النهج الأكثر حذرا الذي يتبناه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال البرغوثي في رده على الأسئلة: «على الفلسطينيين أن يجعلوا ثمن الاحتلال باهظا على إسرائيل»، وأضاف أن «الحرية في فلسطين لن تتحقق إلا بإطلاق أوسع مقاومة، تترافق معها أوسع مقاطعة سياسية واقتصادية وأمنية وسياسية للاحتلال».
ويرى المحلل السياسي سامر عنبتاوي أن الحديث عن خروج مروان البرغوثي والأسرى من ذوي الأحكام الطويلة سابق لأوانه في ظل التفاوض الصعب الجاري الآن بوساطة بين إسرائيل وحماس. وأكد عنبتاوي لوكالة أنباء العالم العربي أن خروج البرغوثي ستكون له انعكاسات كبيرة على الواقع الداخلي الفلسطيني قائلا «خروج البرغوثي إذا ما تم سيؤدي لتغير كامل بالنهج الفلسطيني الذي تطالب به القوى والمؤسسات، وهي مطالبات شعبية بإعادة التموضع وبناء منظمة التحرير على أسس كفاحية وديمقراطية وإعادة تشكيل السلطة بشكل مختلف عن السابق».
وأضاف «كذلك سنشهد تغيرا في الدور الوظيفي للسلطة والمهام المنوطة بها، بالتالي تغيير النمط القائم للتعامل مع الاحتلال والعودة للمربع الأول شعب تحت الاحتلال يطالب بالتخلص منه، وكل ذلك سيظهر في حال التوصل للاتفاق وسنشهد تغييرا شاملا بالمنهج القائم الآن، وهناك تقبل عالمي وعربي لذلك».
اقرأ أيضا:
القيادي الفلسطيني حسين الشيخ في أبوظبي: عبد الله بن زايد يتحدث عن «تطرف» و«عنف متصاعد»