شرط وحيد لـ«حميدتي» قبل لقاء البرهان
اشترط محمد حمدان دقلو (حمديتي) قائد قوات الدعم السريع-المناوئة للجيش السوداني، حضور الفريق أول عبد الفتاح البرهان بصفته قائدا للجيش لا رئيسا لمجلس السيادة وممثلا للشعب السوداني.
وقال إبراهيم مخير، مستشار حميدتي في حديث إلى وكالة أنباء العالم العربي اليوم الجمعة، :«إن صفة مجلس السيادة ومهام أعضائه انتفت بوقوع انقلاب 25 أكتوبر 2021 (حسب تعبيره)»، مؤكدا «عدم التوصل حتى الآن لاتفاق بين قيادة الدعم السريع والجيش لعقد اللقاء» مبررا ذلك بأن «الجيش السوداني لم يلتزم بمقررية اتفاق جدة» حسب تعبيره.
وكانت أكدت قوات الدعم السريع، أعلنت الأسبوع الماضي التزامها بحضور قائدها محمد حمدان دقلو «حميدتي» لاجتماع مقترح مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، حسب ترتيبات قمة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) بشأن الأزمة السودانية.
إجراءات لبناء الثقة بين الطرفين
وأضاف «كانت هناك التزامات وإجراءات لبناء الثقة بين الطرفين، من بينها القبض على رموز الإسلاميين الفارين من السجون، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع تحت سيطرة الطرفين، وتخفيف خطاب العدائيات، وهذه كلها لم تتم».
ولفت إلى أن «البرهان فور عودته من قمة إيغاد الأخيرة بدأ في بث خطابات عدائية»، وأضاف «نحن ملتزمون بمقررية منبر جدة، ووفدنا ما زال موجودا هناك بحثا عن الحلول».
الحرب أخر الخيارات
وأكد مخير أن الحرب هي «آخر الخيارات بالنسبة للدعم السريع»، مشيرا إلى أن «الخسائر وسط العسكريين كما وسط المدنيين كبيرة، ولا نريد ضخ المزيد من الدماء مع أن قوات البرهان في ولايات الشرق بدأت تتهاوى».
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان عقب انسحاب الجيش منها بعد اشتباكات استمرت خمسة أيام في الأحياء الشرقية للمدينة.
وعن تقدم قوات الدعم السريع إلى ولايات القضارف وكسلا وبورتسودان شرق البلاد، قال إن كل «الاحتمالات مفتوحة لكن نهيب بالمواطنين بأن يبعدوا عن الفلول، ونحن نقوم بتسليم المدن التي يتم تحريرها لأهلها كما حدث في الجزيرة».
وتصاعدت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بشكل مكثف، وذلك بعد أيام من انقضاء قمة دول مجموعة إيغاد بشأن السودان.
12 ألف قتيل
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى مطلع ديسمبر وفقا لحصيلة بالغة التحفظ لمنظمة أكلد المتخصصة في احصاء ضحايا النزاعات.
و نزح 5.4 مليون شخص داخل البلاد فيما لجأ أكثر من 4.1 مليون الى الدول المجاورة. ومع امتداد القتال الى ود مدني، عادت إلى أذهان النازحين من الخرطوم الأوضاع التي عاشوها في العاصمة ودفعتهم الى الفرار منها.
وفيما كان القتال دائرا بين الطرفين والطائرات الحربية تعبر السماء، أغلقت المحلات التجارية خوفا من النهب، ومع تقدم قوات الدعم السريع داخل المدينة، أصبح العثور على وسيلة انتقال أمرًا شبه مستحيل.
اقرأ أيضا:
خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟
«الدعم السريع» تتعهد بترك «ود مدني» للأعيان.. والجيش السوداني يحقق