«خليجيون» تستكشف خطة مصرية لإحباط سيناريو تهجير سكان غزة
يرى مراقبون ومحللون عسكريون أن إعادة أهالي المناطق الحدودية المصرية في شمال سيناء إلى أراضيهم بعد القضاء على الإرهاب، بمثابة رسالة مصرية قوية ضد أي محاولات خارجية تحاول الضغط على القاهرة للموافقة على استقبال أهل غزة في سيناء بعد تهجيرهم.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، عن مصادر اليوم الاثنين، قولها إن «السلطات المصرية سمحت لسكان جرى إخراجهم من منازلهم في مدينتي رفح والشيخ زويد الحدوديتين لأسباب أمنية سابقا بالعودة إلى ديارهم بعد نحو عشر سنوات شهدت خلالها سيناء عمليات عسكرية ضد جماعات مسلحة، حتى اتجهت الدولة المصرية إلى بناء مدن سكنية على رأسها مدينة رفح الجديدة».
إعادة سكان سيناء إلى أماكنهم بعد الاضطرار إلى نقلهم لمحافظات أخرى كلف مصر نحو تكلفت 700 مليار جنيه
ويقول اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية المصري، في تصريح لـ«خليجيون» إن «عودة السكان إلى منازلهم نتيجة لاستقرار الأوضاع الأمنية والقضاء على جماعات حاولت تهديد المنطقة والخروج عن نظام الدولة المصرية والقانون، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي لإطلاق حملة أمنية واسعة من شأنها تصفية العناصر المسلحة».
ويضيف سالم أن «إعادة سكان سيناء إلى أماكنهم بعد الاضطرار إلى نقلهم في محافظات أخرى، كلف مصر نحو تكلفت 700 مليار جنيه، ضمن خطة التعمير»، منوها بأن «ذلك القرار سيضع حدًا أمام أي أفكار عدوانية تنادي بتهجير سكان أهل غزة في شمال سيناء، الأمر الذي رفضته مصر مرارًا وتكرارًا واعتبرته خط أحمر».
وأثارت دعوات إسرائيلية لسكان قطاع غزة بالتوجه جنوباً نحو الحدود المصرية رفضاً من القاهرة ودول عربية.
رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق يؤكد أن عود سكان سيناء إلى مناطقهم سيضع حدًا أمام أي أفكار عدوانية تنادي بتهجير سكان أهل غزة
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذر من استمرار العمليات العسكرية فى قطاع غزة، وتداعياتها الأمنية والعسكرية يمكن أن تخرج عن السيطرة.
وقال السيسي، في مؤتمر صحفي، خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتس، في الثامن عشر من أكتوبر الماضي، إن «تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعني نقل القتال إليها وستكون قاعدة لضرب إسرائيل»، مضيفًا أن «حصار قطاع غزة هدفه في النهاية نقل الفلسطينيين إلى مصر».
عودة السكان حل حاسم لإنهاء الأحلام الإسرائيلية
لكن العقيد حاتم صابر الخبير الأمني يرى أن «إعادة سكان سيناء إلى مناطقهم التي جرى إخلاؤها للقضاء على الإرهاب منذ سنوات ليس مرتبطًا بأحداث غزة»، لافتًا إلى أن «أهل شمال سيناء لهم حق أصيل في العودة لذلك عكفت مصر على تعمير مناطق رفح والشيخ زويد بعد القضاء على الإرهاب».
وقال صابر في تصريح إلى «خليجيون»: إن عودة سكان شمال سيناء إلى مناطقهم، يعد بمثابة الحل الحاسم لإنهاء ما وصفه بـ«الأحلام الإسرائيلية» التي حاولت توريط القاهرة في عملية تهجير أهل غزة من أرضهم، واحتلالها.
مصر تبني 21 تجمعًا تنمويًا
وضمن خطة تعمير سيناء، كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، قد أعلن في أكتوبر الماضي، الموافقة على تنفيذ 21 تجمعًا تنمويًا حضريًا مقسمة على المراكز الرئيسية الثلاثة، على أن ينفذ 6 تجمعات في رفح و11 تجمعا في الشيخ زويد و4 تجمعات في العريش.
ويؤكد اللواء محمود سالم أن «إعادة إعمار سيناء، وإشغالها بالسكان المصريين، تقضي على المخطط الإسرائيلي والغربي الذي يحاول تهجير أهل غزة إلى سيناء للقضاء على القضية الفلسطينية برمتها، على حساب أمن مصر القومي».
ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنهى المخطط منذ بدايته، عبر رفض فكرة تهجير سكان غزة إلى سيناء، مؤكدًا أن القيادة المصرية على دراية كاملة بأي مخطط يحاول أن ينال من أمن مصر القومي سواء من بعيد أو من قريب.
ويضيف الخبير الأمني صابر حاتم أن «الشعب الفلسطيني في غزة يدرك تماما الموقف المصري الذي رفض استقبالهم كمهاجرين بسيناء، لاسيما أن مصر بلدهم الثاني دون الاستسلام لمخطط نتينياهو الذي فشل في القضاء على المقاومة والسيطرة على غزة منذ أكثر من شهرين».
وكان مسؤولون أمميون قد حذروا من احتمال تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر، في ظل نزوح غالبيتهم وتوغل القوات الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر، إذ شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في ديسمبر الجاري من خطورة «تزايد الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر».
اقرأ أيضا
تصريحات إسرائيلية تٌضاعف مؤشرات «تهجير الفلسطينيين»: كيف ردت مصر.. وهل اقترب الصدام؟
«خليجيون» ترصد الموقف| عودة متوترة لـ«ملف التهجير» ومصر تحذر إسرائيل