هل تأثرت علاقة أبوتريكة ومحمد صلاح بسبب أحداث غزة؟
في العام 2016، طالب النجم المصري المعتزل محمد أبو تريكة من زميل الملاعب السابق ونجم روما الإيطالي وقته، محمد صلاح «الحفاظ على السجود في الملاعب الأوروبية».
وقال نجم الأهلي السابق إنه يشعر بالسعادة عندما يقوم صلاح بالسجود في الملاعب، خاصة أن الجماهير تتساءل عن سبب السجود، موضحا أنه «على الرياضي الناجح أن يثبت تلك الرسالة، وينقل السلوك الحق».
تلك التصريحات تعكس رؤية أبوتريكة تجاه القضايا الدينية والسياسية بشكل عام، وتوضح أنه يرى ضرورة أن يكون الشخص المؤثر واضحا في دعمه للقضايا التي يؤمن بها.
اقرأ أيضا:
محمد صلاح يتعرض لهجوم إلكتروني جديد بسبب الكريسماس
والجميع يعرف أن تريكة سبق وأن دعم القضية الفلسطينية في أكثر من مناسبة، خصوصا حين أظهر قميصا كتب عليه شعار «تعاطفا مع غزة» أثناء مباراة المنتخب المصري أمام نظيره السوداني، في أمم أفريقيا 2008.
ومؤخرا، عاب الكثير من جمهور العالم العربي على صلاح نجم ليفربول الحالي عدم وضوح موقفه تجاه ما يحدث في غزة، إذ بقي صامتا عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع، وحين تحدث استخدم عبارات فضفاضة بعض الشي مثل «كل الأرواح مقدسة».
وهو الأمر الذي رآه قطاع من الجمهور بمثابة «تمييع للقضية» ومساواة بين الظالم والمظلوم، ولم يفلح تبرع النجم المصري بمبلغ كبير لصالح أهالي غزة في إطفاء ثورة إلكترونية طالت لاعب ليفربول خلال الشهور الماضية.
وخلال السنوات الماضية لطالما تحدث محمد أبوتريكة عن محمد صلاح، مشيدا بموهبته وأخلاقه وسلوكياته داخل الملاعب وخارجها، لكن لاعب الأهلي السابق والمحلل الرياضي بقنوات بي إن سبورت الرياضية، الذي احتجب عن الظهور لفترات طويلة منذ بدء العدوان على غزة، يتجنب مؤخرا الحديث عن صلاح.
قطاع كبير من متابعي كرة القدم في مصر خصوصا والعالم العربي عامة، يعتقدون أن هناك غضب غير ملن من تريكة تجاه صلاح، الذي لم يكن حاسما في دعمه لغزة بشكل واضح.
ومؤخرا، ظهر محمد صلاح وهو يزور إحدى المستشفيات الإنجليزية، دعما للأطفال المرضى وكذلك لتهنئتهم بأعياد الميلاد، وهو الأمر الذي قوبل بغضب إلكتروني عم العديد من الحسابات والصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلق البعض على الصور التي نشرتها صفحات نادي ليفربول الإنجليزي على صفحاته، بأن صلاح لم يراع مشاعر أطفال غزة المحاصرين الذين لا يجدوا من يدعمهم ويخفف عنهم.
وفي المقابل، يرى كثر أن مثل هذه الحملات التي تهاجم صلاح هي سياسية بالمقام الأول، ومدفوعة من قبل جماعة أو تيار بعينه.
وبالعود للزمالة بين أبو تريكة وصلاح في الملاعب، فقد بدأت من منتخب مصر الأول ثم استمرت مع الأوليمبي وانتهت بالخسارة الكارثية للفراعنة أمام غانا 1-6 فى تصفيات كأس العالم 2014.
فيما قال صلاح عن بداية علاقته مع محمد أبو تريكة: «علاقتي بأبو تريكة بدأت منذ تصعيدي إلى المنتخب الأول، زاملته لمدة سنتين أو ثلاثة، وكنت أحرص دائما كلاعب ناشئ وقتها على محاولة الاستفادة منه ومنذ هذا الوقت ونحن على تواصل وعلاقة جيدة للغاية».
وحين خرج صلاح من المقاولون العرب للاحتراف في صفوف بازل السويسري قرر ارتداء رقم 22 وهو الرقم الشهير لتريكة مع الأهلي.
كثيرا ما تحدث صلاح على احترامه لتاريخ أبو تريكة، وفي 2014 قال في تصريحات تلفزيونية:«في لاعيبة في مصر مش هتتكرر، أو أنا لعبت معاهم ومش هيتكرروا أولهم محمد أبو تريكة».
فيما ذهب أبوتريكة إلى لندن لتهنئة صلاح على فوزه بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا 2017 المقدمة من الإذاعة البريطانية، ليعلق صلاح «أبو تريكة حبيبي، الناس كلها عارفة إن علاقتنا ببعض كويسة من زمان».
وفي احتفالية جائزة أفضل لاعب بإفريقيا 2018، كان أبو تريكة يجلس في الصفوف مشيد بصلاح وبزوغ نجمه ليصبح سفيرا للكرة المصرية ليقاطعه نجم ليفربول: «النجم هو من يجلس بجانبك، محمد أبو تريكة هو نجم كل العصور في الكرة المصرية».
لكن في لقاء تلفزيوني العام الماضي مع الإعلامية المصرية إسعاد يونس، تحدث صلاح عن أقرب الاعبين له وظهر وكأنه يتجاهل تريكة، إذ قال نجم ليفربول: «عبد الله السعيد من أقرب الأشخاص لدي، وّإذا خيرت من أضع صورته في غرفتي بالتأكيد سأختار عبد الله، وعن لاعب يمكن لصلاح أن يستأمنه على ابنتيه، اختار تريزيجيه، وكذلك اختار أحمد حجازي كأفضل شخص يمكن أن يساعده في حل مشاكله الزوجية.
وحين سئل صلاح عن اللاعب الذي سيلجأ إليه عند الوقوع في مشكلة، فرد قائلا «محمد النني، صديق طفولتي منذ نحو 15 عامًا».
وربما أغضب هذا الكلام محبي أبو تريكة ورأى البعض أن نجم الأهلي السابق ربما يقاطع صلاح بعد هذه التصريحات.