لغز مغادرة قوات إسرائيلية غزة.. انتكاسة عسكرية أم هروب جماعي؟
لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحصي خسائره جراء العدوان على قطاع غزة، رغم حجم الدعم اللوجيستي والعسكري الذي يتلقاه من دول غربية عديدة، رغم تمسكه باستمرار الحرب لشهور قادمة، وهي الفكرة التي يراها مراقبون مهلكة لبنية الاحتلال الاقتصادية والعسكرية.
آخر الانتكاسات التي مُني بها جيش الاحتلال، تمثلت في تسريح بعض جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم للمشاركة في الحرب بقطاع غزة، وهي خطوة قالت سلطات الاحتلال إنها ستساعد الاقتصاد.
انسحاب أم هروب؟.. قوات إسرائيلية تغادر غزة
لكن نشطاء ومدونين يعتقدون أن الأمر لا يتعلق بسحب جنود بشكل منتظم، بقدر ما هو هروب لجنود الاحتياط من المعارك في القطاع، بعدما كبدتهم المقاومة خسائر باهظة بشريًا وماديًا.
الناطق باسم جيش الاحتلال الأميرال دانيال هاجاري أعلن عن سحب عدد من جنود الاحتياط الذين يقاتلون في قطاع غزة، وقال إنهم «سيعودون إلى عائلاتهم ووظائفهم هذا الأسبوع»، معتبرًا أن ذلك «سيمنح راحة كبيرة للاقتصاد، وسيسمح لهم باكتساب القوة قبل الأنشطة المقبلة».
جيش الاحتلال سرّح بالفعل 5 ألوية بالكامل كانت تقاتل في غزة واضطر إلى تسريح لواءين إضافيين في إطار عملية أوسع نطاقًا من المقرر أن تسريح لواءات إضافية من الخدمة
ونقلت وسائل إعلام عبرية تفاصيل تشير إلى أن جيش الاحتلال سرّح بالفعل 5 ألوية بالكامل كانت تقاتل في غزة، واضطر إلى تسريح لواءين إضافيين في إطار عملية أوسع نطاقًا من المقرر أن تسريح لواءات إضافية من الخدمة، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
تسريح الفرقة 252 بالكامل من الخدمة
وفي ديسمبر المنقضي، أعلن جيش الاحتلال تسريح الفرقة 252 بالكامل من الخدمة، بعدما عادت من غزة، لكن «جيروزاليم بوست» العبرية تقول إن قيادة الجيش تجري عملية تقييم لمدى تأثير سحب جنود الاحتياط على قدرة عناصره في المعارك داخل غزة، وهو ما يرجّح فرضية الأزمة المالية على العسكرية.
لكن فرضية الإخفاق العسكري، تدعمها تراجع عدد الألوية العسكرية في مناطق التماس مع المقاومة الفلسطينية التي تكبّد قوات الاحتلال خسائر بشرية باهظة، حيث تراجع عددها من سبعة إلى أربعة أولية في خان يونس، جنوب قطاع غزة.
هذا التراجع أيضًا يدعم فرضية هروب الجنود أمام عناصر المقاومة الفلسطينية، رغم أن جيش الاحتلال يحتفظ بأكبر عدد من جنوده في جنوب غزة، فضلاً عن قوات أخرى في وسط القطاع، في حين سحب عددًا كبيرًا من شمال القطاع.
مرحلة ثالثة من الحرب في غزة
ورغم ذلك، تتحدث تقارير عبرية عن مرحلة ثالثة من الحرب في غزة تمتد فيها المواجهات إلى حوالي 9 أشهر أخرى، لكن مراقبين يعتقدون أن حكومة الاحتلال غير قادرة على الصمود طوال هذه المدة لاسيما مع التراجع الاقتصادي الواضح لديها.
ويواجه الجيش الإسرائيلي أعدادًا كبيرة من الإصابات وسط جنوده، ونظراً لتزايد أعداد الجرحى، تشعر منظمات الرعاية الإسرائيلية، بالقلق من أن البلاد، ليست مستعدة لتلبية احتياجاتهم.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن إيدان كليمان رئيس منظمة «قدامى المحاربين المعاقين» قوله إنه «لم يسبق له رؤية هذا القدر وهذه الكثافة، علينا إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص».
الخسائر الإسرائيلية في غزة
وتقدر وزارة الدفاع الإسرائيلية خسائرها البشرية بأكثر من 3 آلاف مصاب، بينما تخفي الحصيلة النهائية أو الحقيقة لعدد القتلى. لكنها تقول إن 160 جندياً إسرائيلياً قُتل منذ بدء العملية البرية.
وميدانيا، عاش قطاع غزة المحاصر ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي المكثف بالتزامن مع حلول العام الجديد، كما شهدت تل أبيب والجنوب الإسرائيلي إطلاق صواريخ من قبل حركة حماس.
ولم تتمكن مساعي الوساطة الدولية من التوصل إلى هدنة، بينما تقترب الحرب من إكمال شهرها الثالث. ولم يحمل العام الجديد أي أمل للجانبين في أن القتال سيتوقف. وأدت العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي المكثف على القطاع إلى استشهاد حوالي 22 ألف شخص منذ السابع من أكتوبر الماضي حسب وزارة الصحة في القطاع.
اقرأ أيضًا
- هجمات جوية تلاحق أميركا وإسرائيل مطلع 2024
- فضيحة جديدة في جيش الاحتلال: جندي «مزيف» دخل الحرب لسرقة ذخيرة وأسلحة