«خليجيون» خاص| هل تنعش الاستثمارات الرياضية صناديق الثروة السيادية الخليجية؟
في غضون أعوام قليلة، انطلقت الاستثمارات الخليجية من صناديق الثروة السيادية إلى الملاعب الرياضية، وهو ما يراه مراقبون بابًا اقتصاديًا واسعًا للخليج من شأنه إنعاش تلك الصناديق، بعيدًا عن مصدر الدخل الرئيسي المتمثل في النفط.
وفي فبراير الماضي، توقع تقرير صادر عن مجموعة «ميتسوبيشي يو أف جي» المصرفية اليابانية أن يبلغ صافي ثروات الصناديق السيادية في المنطقة إلى 5.6 تريليونات دولار بحلول 2026، مقارنة بنحو 3.8 تريليونات دولار حاليًا، أي بزيادة 1.8 تريليون دولار، بدعم من أسعار النفط التي يتوقع أن تبلغ في المتوسط 94 دولارًا للبرميل خلال السنوات الأربعة المقبلة.
الاعتماد على مصادر دخل جديدة
ويقول أحمد خطاب الخبير الاقتصادي، وعضو مجلس الأعمال المصري الكندي إن «الاستثمارات الخليجية الرياضية، تضاعف مستقبلاً حجم الأموال في الصناديق السيادية، لما لها من عوائد مادية بالعملات الأجنبية»، معتبر أن «تلك الأفكار انطلقت من عقول مستنيرة تعايشت مع الثقافات والجامعات الغربية، وتيقنت أن الاعتماد على مصدر دخل وحيد لن يساهم في مواكبة التطور الاقتصادي»، حسب تعبيره.
ويشير خطاب في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن «ضخامة الثروة المالية لدى دول الخليج جراء صادرات النفط، أسفرت عن توافر احتياطيات هائلة في صناديق الثروة السيادية الخليجية» منوها بأن «الدول الخليحية اضطرت إلى توجيه جزء من تلك الاستثمارات في أوروبا، خاصة في مجال الرياضة بأكثر من 200 مليار دولار، حتى لجأت مؤخرًا الى استقطاب نجوم كرة القدم في بلادها كما فعلت السعودية».
العرب يتنافسون في الملاعب الأوروبية
ويقول مايكل مادويل، رئيس معهد الصناديق السيادية، إن «صناديق الثروة السيادية الخليجية رفعت من نسبة الأموالة المقدمة في الاستثمار الرياضي»، لافتا إلى أن «الاستثمار لم يقتصر على كرة القدم فقط، بل انضم إلى رياضات آخرى والتي منها رياضة الجولف بالولايات المتحدة الأميركية لما تملكه من شعبية كبيرة هناك».
ويضيف مادويل في لقاء سابق مع قناة الشرق بلومبرج، أن «هناك منافسة كبيرة من قبل رجال الأعمال حول الاستثمار الرياضي، ما أسفر عن ارتفاع قيمة أسهم المؤسسات الرياضية لزيادة الطلب عليها». ويشير إلى أن «الرياضة مثلها مثل الأنشطة الاقتصادية الأخرة، وبالتالي هناك طرق كثيرة للاستفادة من الفرق الرياضية والتي تستقطب الصناديق السيادية الخليجية، عبر شراء لاعبين وبيعهم أو مقايضيتهم»، حسب تعبيره.
وبالنسبة للمخاطر، فإن «الأمر يختلف من رياضة إلى أخرى، وهناك رغبة من تنظيم بطولات عالمية كالتجربة القطرية في استضافة كأس العالم، لما تسبب منها إليها من جذب للسياحة»، بحسب مايكل مادويل.
الإمارات أول المبادرين
وكانت الإمارات أول البلدان الخليجية التي بادرت في الاستثمار في المجال الرياضة، عبر مجموعة «أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار» المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي استحوذ على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، مقابل ما قدر وقتها بحوالي 350 مليون دولار أميركي، وذلك في عام 2008
ومنذ استحواذها على ملكية مانشستر سيتي، أنفقت مجموعة أبوظبي المتحدة أكثر من 2 مليار دولار أميركي على صفقات ضم لاعبين واستقطاب مدربين للنادي كان أبرزهم وآخرهم المدرب الحالي الإسباني بيب جوارديولا، وفقا لمجلة «دير شبيجل» الألمانية.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي
وفي أكتوبر 2021 استحوذ صندوق الثروة السيادي السعودي الذي يترأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود في أكتوبر 2021 على 80% من أسهم نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في صفقة قُدرت بحوالي 300 مليون جنيه استرليني.
قطر تشتري باريس سان جيرمان
أما قطر فقد استحوذت في 2011 على نادي باريس سان جيرمان، مقابل 100 مليون يورو، عبر مجموعة «قطر للاستثمار الرياضي» التي يملكها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ويرأسها رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي بشراء 100 من أسهم النادي الفرنسي.
ولا شك أن احتكار شركة طيران الإمارات على حق رعاية مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ومجموعة من الأندية مثل ريال مدريد، أرسنال، ميلان الإيطالي، منحها شهرة عالمية.
ارتفاع حجم سوق الرياضة إلى 27 مليار ريال في 2023
وكان باسم بن خليل إبراهيم مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة لدى وزارة الاستثمار، قال إن حجم سوق الرياضة في المملكة ارتفع إلى 27 مليار ريال خلال عام 2023 مقارنة بـ 24 مليار ريال في عام 2022.
وأضاف إبراهيم في لقاء مع صحيفة (أرقام السعودية)، في نوفمبر الماضي، على هامش مؤتمر يوم لجام، أن هذا الارتفاع نتيجة الاستثمارات والتطوير والتحول في دوري كرة القدم بعد استقطاب اللاعبين الأجانب وتطوير الدوري المحلي.
وكانت المفاجأة في أواخر 2022 بانضمام نجوم كرة قدم عالميين على رأسهم كريستيانو رونالدو - الذي تعاقد مع نادي النصر- ثم تعاقد نادي الهلال مع البرازيلي نيمار، في حين تعاقد اتحاد جدة مع الفرنسي كريم بنزيمة.
وفي يونيو الماضي أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، من خلال أموال صندوق الثروة السيادي.
اقرأ أيضا
ما بين الإخفاق والأمل.. كيف أثر نجوم العالم في كرة القدم السعودية 2023؟