«خليجيون» تستكشف سيناريوهات انفجار الجبهة اللبنانية بعد اغتيال العاروري؟
اتجهت الأنظار نحو الجبهة اللبنانية بعد لحظات من اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في العاصمة بيروت، إذ يستعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لإلقاء خطاب غدا بعد وقوع هذه الجريمة في عقر دار الحزب بالضاحية الجنوبية، ورغم ذلك يستبعد محللون انفجار الأوضاع في المنطقة على خلفية الجريمة الإسرائيلية.
واغتيل صالح العاروري في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية، وفق ما ذكر مصدران أمنيان لبنانيان وحركة حماس، بعد 88 يوما على بدء الحرب في قطاع غزة، فيما اعتبر حزب الله اللبناني، جريمة اغتيال العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية «اعتداء خطيرا على لبنان»، متوعدا - في بيان- أن «جريمة اغتيال العاروري لن تمر أبدا من دون رد وعقاب» وعدها «تطورا خطيرا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة».
لكن الباحث وأستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور طارق فهمي استبعد، في تصريح إلى «خليجيون» إقدام حزب الله على فعل تصعيدي أو فتح جبهة مع العدو الإسرائيلي، وإذ عد اغتيال القيادي بحركة حماس «ضمن خطة المرحلة الثالثة التي أعلن عنها جيش الاحتلال»، فإنه يتوقع في تصريح لـ«خليجيون» «تكثيف إسرائيل لاستهداف القيادات الميدانية وهي الأكثر طلبا من القيادات السياسية البعيدة» ويقول «صالح العاروري أهم من يحيي السنوار، لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية».
شعبية نتنياهو واغتيال العاروري
ومع استمرار العدوان على غزة مخلفا آلاف الشهداء والجرحى، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بتكبده مزيدا من الخسائر في مواجهة المقاومة الفلسطينية لتبلغ حصيلة قتلاه نحو 505 جنود، وفي هذا السياق يرى أستاذ الدراسات الإسرائيليىة بجامعة قناة السويس المصرية سامح عباس، في تصريح إلى «خليجيون» أن «رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يبحث عن إنجاز أمام المجتمع الإسرائيلي بعد فشله في تحرير الأسرى والقضاء على البنية التحتية لحركة حماس».
أما فهمي يرى أن «اغتيال العاروري يصب في مصلحة نتيناهو واستعادة شعبيته في الداخل الإسرائيلي وعودة ثقة الإسرائيلين في قدراتهم الاستخباراتية».
وقبل جريمة اغتيال القيادي بحماس أظهر استطلاع للرأي نشر في وقت سابق الثلاثاء، تدهور شعبية نتنياهو لأدنى مستوياتها على الإطلاق. وبحسب الاستطلاع، الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية فإن «15% فقط من الإسرائيليين يريدون بقاء نتنياهو في منصبه بعد انتهاء الحرب على حركة حماس، وأن كثيرين ما زالوا يدعمون استراتيجيته لسحق حماس في غزة».
ما مصير مفاوضات هدنة غزة؟
في سياق متصل، يترقب محللون انعكاسات العملية الإسرائيلية على مفاوضات الهدنة التي تقودها القاهرة، فبعد ساعات من اغتيال القيادي الحمساوي أبلغت الحركة الوسطاء المصريين والقطريين بتجميد أيّ مفاوضات مع إسرائيل بعد اغتيال القيادي في الحركة صالح العاروري، وفق وكالة «شينخوا» للأنباء الصينية، نقلا عن مصدر - لم تسمه.
وفي حين يشير رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط طارق فهمي، لـ«خليجيون» إلى أن «حزب الله ليس طرفا أصيلا في أزمة غزة وأن حماس هي من تقرر»، فقد حذر «من وقف حماس لاتصالات التهدئة السياسية»، معيدا التذكير بأن «تاريخ المواجهات بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال يشي بأن عمليات الاغتيال والتصفية الجسدي تسبق أي وقف لإطلاق النار أو انسحاب إسرائيلي أو توقيع اتفاق».
وبعد 88 يوماً على اندلاع العدوان على قطاع غزة، أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أنّ حماس «منفتحة من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية» في الضفة الغربية والقطاع، إلا أنه عاد وقال في كلمة أخرى إن حركته «لن تُهزم أبداً»، تعليقا على اغتيال العاروري.
ومع ذلك يبدو أن السيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات، ويرى فهمي «أن إسرائيل فتحت بنك الأفكار وتنفذ ما تقول، وانعكاسات التطورات الأخيرة سيكون صعبا».
اقرأ المزيد:
صالح العاروي.. مؤسس «القسام» ومهندس «طوفان الأقصى» المطلوب في أميركا (محطات بارزة)