رحيل العاروري يغتال مفاوضات الهدنة في غزة
أطلقت عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، رصاصة الرحمة إلى قلب مفاوضات الهدنة التي ترعاها دول إقليمية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
واغتيل صالح العاروري في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية، وفق ما ذكر مصدران أمنيان لبنانيان وحركة حماس، بعد 88 يوما على بدء الحرب في قطاع غزة، فيما اعتبر حزب الله اللبناني، جريمة اغتيال العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية «اعتداء خطيرا على لبنان»، متوعدا - في بيان- أن «جريمة اغتيال العاروري لن تمر أبدا من دون رد وعقاب» وعدها «تطورا خطيرا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة».
العاروري كان يتواصل مع الوسطاء للتوصل إلى تفاهمات أكبر بشأن الهدنة
حماس تتوعد بردٍ قاسٍ على اغتيال العاروري
بعدها توعدت حماس بردٍ قاسٍ على عملية الاغتيال، قبل أن تنقل وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر كبير في الحركة إنها ستوقف مباحثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال المصدر الكبير في حماس إن «القائد العاروري شارك بوضع أسماء الأسرى لمراحل التبادل المختلفة».
وتشير التقارير إلى أن العاروري كان يتواصل مع الوسطاء للتوصل إلى تفاهمات أكبر بشأن الهدنة، في حين يعمل الوسطاء حاليًا على وقف أي تصعيد كبير محتمل بعد اغتيال العاروري.
إسرائيل أبلغت الوسطاء أنها لن توقف عمليات الاغتيال ضد قادة حماس، وهي استراتيجية يعتبرها مراقبون نهجًا يعوض الفشل الميداني لقوات الاحتلال في قطاع غزة
ورغم الزلزال الذي أحدثته عملية الاغتيال، تقول مصادر عبرية إن إسرائيل أبلغت الوسطاء أنها لن توقف عمليات الاغتيال ضد قادة حماس، وهي استراتيجية يعتبرها مراقبون نهجًا يعوض الفشل الميداني لقوات الاحتلال في قطاع غزة، لإظهار نوع من الانتصار أمام الرأي العام الإسرائيلي.
المراقبون يجزمون أن جريمة اغتيال صالح العاروري «لن تمر مرور الكرام»، رغم أن حركة حماس فقدت ركنا مهما، وقائدا لأركان قوتها العسكرية في الضفة الغربية وغزة ومهندس عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أُكتوبر.
وتتنقل الأنظار صوب عدة ساحات يمكن أن تنفجر الأوضاع منها، سواء الجبهة اللبنانية مسرح الجريمة أو الداخل الفلسطيني، أو عن طريق جماعة الحوثي المرتبطة بإيران، والتي بدورها أطلقت رسائل الوعيد بالثأر.
خطاب مرتقب لحسن نصر الله
ويستعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لإلقاء خطاب اليوم الأربعاء بعد وقوع هذه الجريمة في عقر دار الحزب بالضاحية الجنوبية، ورغم ذلك يستبعد محللون انفجار الأوضاع في المنطقة على خلفية الجريمة الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشفت تركيا عن إحباط مخطط للموساد الإسرائيلي على أراضيها، أسفر عن اعتقال 33 جاسوسًا في ثماني محافظات تركية. وأفادت وكالة الأناضول الرسمية بأن أجهزة الأمن اعتقلت 33 شخصًا يشتبه بتجسسهم لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، من دون تحديد جنسياتهم. وأضافت أن هؤلاء أوقفوا خلال عمليات أمنية في ثماني محافظات محيطة بإسطنبول، مشيرة إلى أن مهامهم كانت تشمل تنفيذ عمليات خطف واستطلاع.
اقرأ أيضًا
- صالح العاروري.. مؤسس «القسام» ومهندس «طوفان الأقصى» المطلوب في أميركا (محطات بارزة)
- «خليجيون» تستكشف سيناريوهات انفجار الجبهة اللبنانية بعد اغتيال العاروري؟