تصعيد جديد.. إثيويبا تعلن دخول مشروع سد النهضة مرحلته النهائية
أعلنت أثيوبيا اليوم الجمعة دخول مشروع سد النهضة (المثير للجدل إقليميا) مرحلته النهائية، فيما عده محللون تصعيدا جديدا بعد أقل من شهر من انتهاء المسار التفاوضي بين مصر وبين أثيوبيا والسودان بشأن هذا الملف، وفق ما نقلت وكالة وكالة أنباء العالم العربي عن هيئة البث الإثيوبية (فانا).
ونسبت هيئة البث الإثيوبية (فانا) إلى وزير الخارجية الأثيوبي دمقي مكونن قوله خلال اجتماع دوري عقدته اللجنة التنفيذية لسد النهضة في أديس أبابا إن «الإثيوبيين نقلوا السد إلى مرحلته النهائية»، مشيرا إلى أن بناء السد وصل حاليا إلى 94.6%.
وقال مكونن إنه جرى عقد أربع جولات من المحادثات الثلاثية التي ضمت إثيوبيا ومصر والسودان في الأشهر الماضية، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة. وأضاف «موقف إثيوبيا الثابت هو إجراء المفاوضات على أساس المبادئ والتوصل إلى اتفاق»، وقال إن البلاد ستعزز جهودها من أجل التكامل الإقليمي والتنمية المتبادلة.
بدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة عام 2011 في مشروع يتكلف مليارات الدولارات وتعتبره مصر تهديدا لحقوقها التاريخية في مياه النيل، بينما يخشى السودان من الأضرار البيئية والاقتصادية الناجمة عنه.
توقف المسار التفاوضي بشأن سد النهضة
وتوقفت مفاوضات بين الدول الثلاث برعاية الاتحاد الأفريقي في أبريل 2021 بعد الإخفاق في التوصل لاتفاق، مما دعا مصر إلى اللجوء لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بالضغط على إثيوبيا. وفي يوليو الماضي اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد على «الانتهاء خلال 4 أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد». لكن جولة المباحثات الرابعة انتهت لشهر الماضي إلى طريق مسدود، أعقبه تبادل للاتهامات بين أثيوبيا ومصر بإفشال المفاوضات الثلاثية مع السودان بشأن السد الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
وقبل الإعلان الأثيوبي دخول مشروع سد النهضة مرحلته النهائية في وقت سابق اليوم، أكد الخبير المائي المصر الدكتور عباس شراقي «وجود أعمال أولية للبدء فى وضع الخرسانة الجديدة لتعلية الممر الأوسط استعدادًا للتخزين الخامس»، وأشار إلى «ظهور حفارين لأول مرة يعملان أعلى الممر الأوسط ربما بغرض عمل جسات أو روابط مع الخرسانة الجديدة، وفق بعض صور الأقمار الصناعية من موقع السد.
وتوقع شراقي أن «يستمر انخفاض مخزون بحيرة سد النهضة حتى بداية موسم الأمطار فى يوليو المقبل، وفى جميع الأحوال نقص البحيرة سوف يتم تعويضه من الأمطار القادمة».
خبير عسكري مصري يستبعد الحل العسكري
ويستبعد اللواء حمدي بخيت المحلل الاستراتيجي والعسكري المصري والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، استبعد لجوء القاهرة إلى حل عسكري لقصف سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى «أن العواقب التي قد تحدث نتيجة اتخاذ أي خطوة عسكرية لها أضرار كبيرة». وقال بخيت في تصريح سابق إلى «خليجيون»: «إن مصر استنفدت كل المحاولات السياسية أمام حالة التعنت الإثيوبي، إذ وضعت الحلول السياسية والسلمية عبر الوساطات الدولية»، لافتا إلى أن الحل العسكري له عواقب وخيمة في ظل تدهور الحالة الأمنية في السودان، ولا أحد يفكر أن هدم السد النهضة سيكون حل للمشكلة.
اقرأ المزيد:
«عرقلة ملف سد النهضة».. ما سر التقارب بين آبي أحمد وحميدتي؟