«باب مخلوع» يلاحق رحلات «بوينغ» في العالم
دخلت شركة «بوينغ» الأميركية في موجة إلغاء لرحلات طائراتها في أنحاء مختلفة من العالم، بعد يومين من حادثة انفصال أحد أبواب طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس 9» تابعة لشركة «آلاسكا إيرلاينز» الأميركية بعد الاقلاع.
بدأ الحادث المروع، حين انفصل الباب عن المقصورة في منتصف رحلة الطائرة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم وعلى ارتفاع 5 آلاف متر، وفق الهيئة الوطنية لسلامة النقل، وأرجعت الحادث إلى باب محكم الاغلاق ومخفي بحاجز لا يتيح رؤية النافذة، وهو خيار تقترحه شركة «بوينغ» المصنعة على العملاء حسب رغبتهم.
كما تشمل توجيهات إدارة الطيران الفديرالية النماذج «ذات الباب الأوسط المسدود»، وفقًا للوثيقة المنشورة على موقعها. وبعد أن استدارت، عادت الطائرة وهبطت بسلام بعد نحو عشرين دقيقة، ولم يتسبب الحادث إلا في عدد قليل من الإصابات الطفيفة. وأعلنت الهيئة الوطنية لسلامة النقل أنها أرسلت فريقا إلى بورتلاند للتحقيق في أسباب هذا العطل.
حوادث بوينغ المتكررة
يأتي هذا الحادث فيما شهدت شركة الطيران العملاقة في السنوات الأخيرة أعطالاً فنية بعد تحطّم طائرتين من طراز «737 ماكس». وأدى هذان الحادثان اللذان تسببا في مصرع 346 شخصا في أكتوبر 2018 ومارس 2019، إلى بقاء الطائرة 737 ماكس على الأرض لمدة 20 شهرا، قبل السماح لها من جديد بالتحليق. ولم تسمح إدارة الطيران الفدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران.
وفي الآونة الأخيرة، اضطرت شركة بوينغ إلى تأخير عمليات التسليم بسبب مشاكل في هيكل الطائرة، وخاصة في قسمها الخلفي. وفي نهاية ديسمبر، سلمت بوينغ أكثر من 1370 نسخة من طائرات 737 ماكس، وتسلمت طلبات لشراء 4 آلاف منها.
واليوم، تعيش «بوينغ» السيناريو نفسه، وعلى غرار شركات أميركية مثل شركة «يونايتد إيرلاينز»، وهي من كبرى الشركات في العالم، قامت الخطوط الجوية التركية و«إيرومكسيكو»وشركة «كوبا إيرلاينز» البنمية بإيقاف طائراتها من هذا الطراز واخضاعها للفحص، وذلك بعد توجيهات اصدرتها إدارة الطيران الفدرالية الأميركية.
وحسب بيانات شركة بوينغ، التي حصلت عليها وكالة فرانس برس، جرى تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، ب. وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية السبت بإخضاع 171 طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس 9» لعمليات فحص فورية ومنعتها من التحليق حتى الانتهاء من ذلك، مشيرة إلى أن هذه العملية تتطلب ما بين 4 و8 ساعات لكل طائرة.
ماذا قالت الخطوط السنغافورية عن حادث «بوينغ»؟
وتقول هيئة سلامة الطيران الأوروبية، من جانبها، إنها ستتبع التوصيات الأميركية، مشيرة إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون له تأثير، إذ لا يوجد مشغل في أوروبا يستخدم طائرة 737 ماكس 9 مع خيارات التصميم المعنية. وذكرت الوكالة الأوروبية التي يقع مقرها في كولونيا بألمانيا في بيان أن هذه الطائرات «بإمكانها مواصلة الأداء بشكل طبيعي».
أما الخطوط الجوية السنغافورية تشير إلى أنها لم تستخدم طائرة من ذاك الطراز وهي بالتالي «غير معنية» بهذا الإجراء. وقع الحادث الجمعة حوالي الساعة 18، 30 (02، 30 بتوقيت غرينتش السبت) بعيد إقلاع الطائرة التابعة لشركة «ألاسكا إيرلاينز» من مطار بورتلاند الدولي في ولاية أوريغون بشمال غرب الولايات المتحدة متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا.
وأكدت شركة «يونايتد إيرلاينز» التي تمتلك أكبر أسطول من طائرات 737-9 في العالم، لوكالة فرانس برس أنها ستوقف 46 طائرة، وقد انتهت من فحص 33 منها. وأوضحت «آلاسكا إيرلاينز» التي قررت، قبل صدور هذه التوجيهات، توقيف جميع اسطولها من هذا الطراز والمكون من 65 طائرة السبت، أنها لم تجد حتى الآن أي «عنصر يثير القلق».
كما علقت شركة «كوبا إيرلاينز» تشغيل طائراتها الـ21 من هذا الطراز للتحقق منها، وأوقفت الخطوط الجوية التركية طائراتها الخمس.
شهادة أحد الركاب: الطائرة ما كادت ترتفع حتى انخلع لوح النافذة
وأوضح أحد الركاب ويدعى كايل رينكر لمحطة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية «كان الأمر مفاجئاً فعلاً. ما كادت الطائرة ترتفع حتى انخلع لوح النافذة». وكان المقعدان المجاوران للقسم الذي انفصل وطار بعيدًا، شاغرين، بحسب الهيئة الوطنية لسلامة النقل، ولكن صحيفة «ذي اوريغون» الصادرة في بورتلاند نقلت عن ركاب أن مراهقاً كان يجلس على امتداد هذا الصف تمزق قميصه بسبب انخفاض الضغط، مما تسبب في إصابات طفيفة.
وتحدث وزير النقل الأميركي بيت بوتجيج على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) عن «حادث مروع». وقالت جينيفر هومندي، رئيسة الهيئة الوطنية لسلامة النقل، للصحافيين «لقد حالفنا الحظ لأن الأمر لم ينته على نحو مأساوي».
وكشفت أن الباب، وفقاً للمعطيات الأولية، سقط فوق سيدار هيلز، في الضاحية المتاخمة لبورتلاند، ودعت السكان إلى ابلاغ السلطات في حال عثورهم عليه. وكانت الطائرة نالت الاعتماد في نوفمبر، وفقاً لسجلات إدارة الطيران الفدرالية المتاحة على الإنترنت. وردت بوينغ في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس: «نحن نتفق مع إدارة الطيران الفيدرالية ونؤيد قرارها بطلب إجراء فحص فوري لطائرات 737-9 المماثلة في التصميم للطائرة المتضررة».
اقرأ أيضا:
«سرقة التكنولوجيا» تقود رئيس استخبارات كوريا الشمالية لعقوبات جديدة
بعد سقوطها ومصرع طاقمها السعودي.. ما هي المقاتلة «أف-15 أس أيه»؟