«خليجيون» خاص| كيف تصطاد وحدة «الحربة» الإسرائيلية قادة المقاومة؟
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف قادة الجماعات المقاومة لها في عدد من البلدان العربية سواء في العراق أو لبنان بضربات دقيقة ومباشرة، والذي كان أحدثهم (حسن الطويل) القائد العسكري بحزب الله اللبناني، ليبلغ عدد القادة الذين وقعوا ضحية عمليات الإغتيالات إلى 6 مسؤولين عسكريين، وهو الأمر الذي أرجعه خبراء عسكريون حدوثه لامتلاك الاحتلال «وحدة اغتيالات» لها عملاء داخل تلك الفصائل.
ويقول اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والإستراتيجي، في تصريح إلى «خليجيون» إن «الاحتلال الإسرائيلي يمتلك وحدة اغتيالات داخل الموساد تمتلك عملاء وجواسيس داخل الفصائل المقاومة لها في العراق ولبنان وفلسطين، وهو الأمر الذي يسهل لها تحقيق إصابات مباشرة في عمليات الاغتيال».
وبلغ إجمالي شهداء عمليات الاغتيال الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر 135 مقاتلا، وذلك وفقا لما نقله موقع «فرانس 24». ولم تعلن سلطات الاحتلال عن وجود وحدة اغتيالات تعمل بإشراف جهازها الإستخباراتي (الموساد)
وحدة الحربة الإسرائيلية
في حين نسبت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أعضاء ما أسمتها وحدة الحربة -فرقة اغتيالات بالموساد- مرتبطة بتنفيذ عمليات الاغتيال في بلدان عديدة.
إذ كشف تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، في 2020، أن فرقة الحربة الإسرائيلية، نفذت عمليات اغتيال منها عملية البستان الشهيرة، التى نفذت فى عام 2007 عندما قصفت طائرات نفاثة إسرائيلية المفاعل النووى السورى.
ذرع أجهزة استشعار (سينسور)
وعن دقة استهداف قادة المقاومة المحدد اغتيالهم داخل الفصائل المسلحة المعادية للاحتلال الإسرائيلي يوضح فرج أن «العميل الموالي لوحدة الإغتيالات الإسرائيلي يحدد خط سير القائد المطلوب استهدافه ويزرع معه جهاز استشعار (سينسور) من خلاله يتحدد مكانه بالدقة ويصبح هدف سهل».
وضرب فرج مثالا لاستهداف الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة حماس في 2004، قائلا:«أحد المقربين منه ذرع جهاز استشعار في الكرسي المتحرك مما سهل مهمة اغتياله فور خروجه لأداء صلاة الفجر حينها».
وتوقع فرج استمرار تنفيذ وحدة الإغتيالات الإسرائيلية عمليات من شأنها استهداف قادة الجماعات المسلحة المقاومة في أي مكان نظرا لسهولة تجنيد عملاء بمقابل مادي.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم عملية الاغتيال الخامسة من نوعها، إذ استهدفت حسن الطويل القائد العسكري في حزب الله اللبناني.
#عاجل منذ بداية الحرب ضد حماس قرر حزب الله الانضمام إلى القتال نيابة عن ايران ودون اية مبررات.
نتيجة الضرر العميق الذي تتكبده حماس في الأسابيع الأخيرة في كافة الجبهات أطلق حرب الله أمس القذائف نحو قواعد عسكرية في الشمال أصابت وحدة المراقبة الجوية الشمالية في جبل ميرون. هذه… pic.twitter.com/HUSsY6ceC9
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) January 7, 2024
وتلك العملية وقعت بعد أيام من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل ممدوح لولو، مسؤول الأركان العملياتية في منطقة شمال قطاع غزة، أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وبعد أسبوع من استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في ضربة صاورخية بضاحية بيروت الجنوبية.
وفي اليوم التالي من اغتيال العاروي، وجهت قوات الاحتلال ضربة صاروخية بمنطقة الناقورة اللبنانية أسفرت عن مقتل مسؤول حزب الله في منطقة الناقورة حسين يزبك و3 من مرافقيه بغارة جوية.
وبعد مرور ساعات من مقتل يزبك، لقي المسؤول العسكري في حركة «النجباء» العراقية أبو تقوى السعيدي، المنضوية في ميليشا الحشد الشعبي، مصرعه وأحد مرافقيه بقصف جوي استهدف مقرا للحشد شرق بغداد.
واستهدفت طائرة مسيرة سيارة أحمد كناني الملقب بـ«أبو تقوى السعيدي» قائد اللواء 12 في حركة النجباء، مع مرافقه، فور دخولهما للمقر في شارع فلسطين مما أسفر عن مقتلها في الحال، فيما أصيب 6 أفراد آخرين بينهم مسؤول استخبارات الحشد الشعبي، حسب رويترز.
وفي أواخر ديسمبر من العام الماضي، تلقت إيران ضربة وصفها محللون بـ«القوية»، اذ استهدفت غارة إسرائيلية القيادي العسكري البارز في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، أثناء تواجده في العاصمة السورية دمشق.
ويعد موسوي القيادي الإيراني الأول الذي يقتل خارج الحدود بعد قائد «فيلق القدس» سابقا، قاسم سليماني، الذي قضى بضربة أمريكية قرب مطار بغداد، مطلع عام 2020.
نحارب محورا
ودون الخوض في تفاصيل عمليات الاغتيال، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت:«إننا نقاتل محورًا، وليس عدوًا واحدًا، وإيران تبني قوتها العسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها»، في إشارة إلى حزب الله اللبناني.
وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، زعم جالانت يوم السابع من أكتوبر بأنه «الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ عام 1945»، مشيرًا إلى أن «العالم بحاجة لأن يفهم.. الأمر مختلف هذه المرة».
اقرأ أيضا
مقتل قائد عسكري بالحشد الشعبي في قصف جوي ببغداد
بعد صالح العاروري.. من هو «ممدوح لولو» الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي؟