«تعاليم مانديلا» تجر الاحتلال إلى ساحة «العدل الدولية» غدًا
تأمل جنوب إفريقيا بأن تعزز دعوى «إبادة» تاريخية رفعتها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية موقعها على الصعيد الدولي، إذ تبدأ جلسات الاستماع في محكمة العدل اليوم الخميس ويتوقع صدور قرار في غضون أسابيع. وتعد قراراتها ملزمة.
تعد الدعوى الأولى التي ترفعها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في خطوة يشير محللون إلى أنها مدفوعة بأسباب تاريخية. ولطالما كان حزب «المؤتمر الوطني الإفريقي» الحاكم داعما للقضية الفلسطينية التي يرى رابطا بينها وبين كفاحه ضد حكومة الأقلية البيضاء التي كانت تقيم علاقات تعاون مع إسرائيل. وعُرف عن رمز الكفاح ضد الفصل العنصري نيلسون مانديلا قوله إن حرية جنوب إفريقيا «لن تكون مكتملة من دون حرية الشعب الفلسطيني».
وقال الرئيس سيريل رامابوزا مخاطبا أنصار حزب المؤتمر الوطني الإفريقي هذا الأسبوع إن تعاليم مانديلا ألهمت التحرّك القضائي الأخير، معتبرا الأمر «قضية مبدأ». وأضاف «يتعرّض الشعب الفلسطيني اليوم للقصف والقتل.. يملي علينا الواجب الوقوف ودعم الفلسطينيين».
فريق محامين أكفاء أمام «العدل الدولية»
سترسل بريتوريا عددا من أبرز محاميها إلى لاهاي من أجل مواجهة قانونية في محكمة العدل الدولية حيث تسعى لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة. ةيضم فريقها القانوني جون دوغارد، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية والمنضوي في شركة «دوتي ستريت تشيمبرز» التي تضم أيضا أمل كلوني. كما أن المحامي المخضرم تيمبيكا نغوكايتوبي الذي تعامل مع قضايا سياسية داخلية شائكة بما في ذلك سجن الرئيس السابق جاكوب زوما من بين أعضاء الفريق.
وتقول أستاذة قانون دولي في جامعة كيب تاون «إنه أفضل فريق.. يضم أشخاصا يملكون خبرة في القانون الدولي مع آخرين يُعرفون بمهارتهم خصوصا في الترافع أمام المحاكم».
وفي مذكرة تقع في 84 صفحة، حض المحامون القضاة على إصدار أمر لإسرائيل بـ«تعليق عملياتها العسكرية فورا» في غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل «انخرطت وتنخرط وتواجه خطر الانخراط أكثر في أعمال إبادة» أشار معلّقون متخصصون في القضاء إلى أن الدعوى مُحكمة في صياغتها وتستند إلى مراجع دقيقة. ردّت إسرائيل بغضب، إذ وصف الناطق باسم الحكومة إيلون ليفي القضية بأنها «تشهير سخيف».
على الصعيد الدولي، يمكن للقضية أن تعزز موقع جنوب إفريقيا في أوساط شركائها الدبلوماسيين المقرّبين، بحسب ساره غون من معهد العلاقات بين الأعراق. وكعضو في «بريكس» التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين أيضا، ترى بريتوريا في المجموعة قوة مقابلة للنظام الدولي الذي يهيمن عليه الغرب. ودعمت بشدة توسيعها مؤخرا لتضم إيران والسعودية وغيرهما.
تقدّمت بريتوريا بالدعوى ضد إسرائيل نظرا إلى أن البلدين وقّعا على اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية التي وضعت عام 1948 ردا على المحرقة. لكن جنوب إفريقيا ليست من بين أكثر من 70 دولة تعترف بـ«الاختصاص القضائي الإلزامي» لمحكمة العدل الدولية وتقبل بسلطتها على أنها ملزمة. تعود القضيتان الوحيدتان اللتان سبق وكانت طرفا فيهما إلى الستينات في عهد نظام الفصل العنصري وكانت حينها طرفا مدعى عليه.
وفي ردّها على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، دمّر جيش الاحتلال بالكامل أجزاء كبيرة من قطاع غزة في عمليات قصف مكثّفة، أدت إلى استشهاد أكثر من 23 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.
اقرأ أيضا:
«محكمة العدل».. أحدث «مطاردات» جنوب أفريقيا للاحتلال الإسرائيلي دوليا
شاهد| مندوب الجزائر يوجه «نقدا لاذعًا» لمجلس الأمن بعد إدانة الحوثي
آخر محطات بلينكن الخليجية.. تطورات جديدة بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية