في جلسة ثقافية.. فلسطين كما كتبها إبراهيم نصر الله
أدار الكاتب محمد اليحيائي جلسة «فلسطين.. كما عاشها وكتبها الأديب إبراهيم نصر الله»، مساء الثلاثاء، بالنادي الثقافي بعمان.
وولد ابراهيم نصر الله ولد في عمّان لأبوين هجرهم الاحتلال من فلسطين عام 1948. قضى طفولته وصباه في مخيم الوحدات في الأردن.
وفي سؤال عن الوعي الأول بفلسطين، تساءل اليحيائي عن كيفية تشكل وعي نصر الله الأول عن كونه فلسطيني ولد في الأردن.
النكبة والمخيم
وقال نصر الله: «أن ولدت بعد ست سنوات من النكبة في المخيم فمعنى ذلك أن النكبة حاضرة في كل تفصيل يمكن أن تعيشه. حيث ما التفت هناك نكبة، حيثما نظرت إلى شخص هناك نكبة. كل هذه المآسي المتمثلة والماثلة في أولئك البشر الذين فقدوا وطنهم وعادوا إلى نقطة الصفر».
وأوضح: «أعتقد أن هذا أسوأ وأقسى ما يمكن أن يلحق بأي شعب: أن يعود بعد تلك المدينة الرائعة والمدن الجميلة والثقافة القوية والواسعة إلى الصفر»، وفق صحيفة «عمان».
حينما يتحدثون عن فلسطين
وقال إن أفراد العائلة حينما يتحدثون عن فلسطين لا يتحدثون نصا مكتوبا بل كانوا يتحدثون نصا مرئيا ترد فيه كل التفاصيل فيجعلونك ترى فعلا كل ما يتحدثون عنه ترى الأماكن شارعا شارعا وحصانا حصانا تفصيلا تفصيلا، موضحا: «ويبدو أن هذا كان جزءا من الاستعادة بطريقة ما عبر الكتابة».
وحسب الصحيفة، زار نصر الله فلسطين للمرة الثانية عام 87، باحثا عن بيت والديه غربي القدس.
وحول ما رآه في هذه الزيارة قال: «الزيارات الأولى لفلسطين قبل عام 1967 قبل النكسة وقبل ضياع بقية فلسطين وسيناء والجولان أيضًا».
وتابع نصرالله: «كنت أذهب هناك مع أبي لزيارة جدي في بيت لحم في مخيم اسمه مخيم عايده فكنا نذهب في الأعياد لأنه ليس من السهل أيامها حتى على مستوى الاقتصادي أن تشتري تذكره باص فكنا نذهب إلى القدس ونصلي ثم نتوجه إلى بيت لحم ونبقى يوم أو يومين واحيانا كنت ابقى عند اعمامي في هذا المخيم فأعيش أجواء أخرى ثم يوصلني أحدهم إلى عمان إلى مخيم الوحدات هذه كانت تجارب الأولى لزيارة فلسطين التجارب الثانية جاءت بعد الاحتلال عام 1984».
وقال نصرالله: «لم تترك هذه الزيارة انطباعا قويا لدي، كانت سريعة جدا ولم يأخذني أحد لأرى أي شيء فعلا، حتى قريتنا التي كنت أتمنى أن أذهب لأراها لم أستطع اكتشفنا أنها مدمرة تماما ومن الصعب الوصول إليها لأنها تحولت الى منطقه عسكرية بل مصنع أسلحة».
مشروع نصرالله
وتحدث نصر الله عن أنه كان بحاجة خاصة إلى هذا المشروع، وقال: «نشعر أن هناك شيء مفقود ونريد بكامل ارواحنا أن نعرف ما يعبر عن فلسطين قبل عام 1948».
وتابع: «لكن للأسف لم أكن أجد الرواية التي تقول لي كيف كان كانت أمي طفلة صغيرة في فلسطين كيف كان أبي كيف كان جدي شابا لم أعرف هذه المسائل ولا كيف كانوا يعيشون. وأنا محروم من هذه المسألة. دائما أحسست أن هذه الكتابة هي أشبه برحلة عبر الزمن فأنت تذهب إلى هناك فعلا لتعيش وهي ليست مجازا إطلاقا» حسب «عمان».
وأوضح الكاتب والأديب الفلسطيني: «كانت الفكرة الأولى أن أكتب رواية عن الفترة من 1917 اي فترة سنه دخول الانجليز الى فلسطين، كنت أريد كتابة رواية غير موجودة وكان يمكن أن يكتبها بالتأكيد غسان كنفاني وروايته العاشق كانت هي المشروع لكتابة الرواية التي كنت أشتهيها، فبدأت العمل بكتابة رواية واحدة عمليا هي رواية الخيول البيضاء».
وقال: «ولكن العمل الطويل فعلا أسس لهذه الرواية مكتبة خاصه بها. والخوف كان أن الذين عاشوا في فلسطين من الكتاب لم يكتبوها فكيف سأكتبها أنا الذي لم أعش في فلسطين؟! فكنت دائما ما اؤجل كتابتها اؤجل كتابتها، ففلسطين أكبر من أن تحيط بها رواية واحدة من يقول انه يمكن اختصارها برواية واحدة لن تكون قضية و اي قضيه في الدنيا تختصر برواية واحدة ليست قضيه غنيه في اعتقادي. فبدأ يتشكل المشروع في ذهني فكتبت (طيور الحذر)».
مشوار إبراهيم نصر الله
صدر للأديب الفلسطيني أكثر من 40 كتابا من «الخيول على مشارف المدينة» 1980 و«براري الحمى» 1985 مرورا بـ«أحوال الجنرال» عام 2011، صعودا إلى «أرواح كلمنجارو» عام 2015 بين هذه الأعمال العديدة يأتي مشروعه الروائي «الملهاة الفلسطينية» من 14 رواية.
وخلال مشواره الحافل، نال إبراهيم نصر الله العديد من الجوائز الأدبية المرموقة جائزة سلطان العويس للشعر العربي عام 1988 وجائزة القدس للثقافة والإبداع في دورتها الأولى عام 2012 عن مجمل أعماله، وجائزة كتارا للرواية العربية حصل عليها مرتين الأولى عام 2016 عن رواية «أرواح كلمنجارو» والثانية عام 2020 عن ثلاثية «الأجراس».
أما الجائزة العالمية للرواية العربية فحصل عليها عام 2018 عن روايته «حرب الكلب الثانية» كما ترجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة.
اقرأ أيضا:
البحرين تقدم نسخة إنجليزية من أم كلثوم ضمن مهرجان ربيع الثقافة