العدوان الإسرائيلي.. 100 يوم من جحيم «الطائرات المرسِلات عويلا»
«بالطائرات المرسِلات عويلا.. ترمي بأطنان الردى تنكيلا، بالراجمات القاذفات قنابلا.. فوق الرؤوس تدفقا موصولا»، كما وصفها الشاعر الأردني غازي الجمل يقف العدوان الإسرائيلي تجاه قطاع غزة على عتبة المائة يوم وهو يحصي 23 ألفًا و708 شهداء، و60 ألفًا و5 مصابين، من خلال مئات المجازر.
توثيق الألم.. صراخ وجبال من الأنقاض
في 100 يوم من اللهيب المتساقط على الروؤس، كان لحاملي الكاميرات نصيب لتوثيق الجحيم، فانهمرت الصور والفيديوهات التي ترصد الواقع المرير، وتركت مساحة لتداول الألم على مواقع التواصل الاجتماعي،
على وقع إطلاق الصواريخ والمدفعية والقذائف أنتج المصورون مئات القصص الإنسانية التي ترصد معاناة الفلسطينيين وخسائرهم في قطاع غزة، مع وجود حصيلة تقدر بـ1% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
جانبًا آخر من المشهد ترصده الكاميرات، على وقع نزوح جميع السكان تقريبًا، وتكدس معظمهم في أقصى جنوب المنطقة. بينما في الشمال، وهو الهدف الأول لإسرائيل، تملأ جبال الأنقاض المنطقة، وقد جرى تسوية جزء كبير من مدينة غزة والمناطق المحيطة بها بالأرض.
تزامن ذلك مع وقوف إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لتدافع عن نفسها من تهمة ارتكاب أعمال إبادة في غزة، التي اعتبرت أنها «تشويه كامل للحقائق»، في موقف تنصل لا يقل عن حجم الدمار الذي خلفته في القطاع المحاصر بالفعل منذ سنوات.
عزل غزة عن العالم
على الأرض، تواصل القصف ليلا في قطاع غزة على ما أفاد شهود، فيما اتهمت الأمم المتحدة جيش الاحتلال بالحد من وصول إمدادات الوقود ولا سيما للمستشفيات.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتل» المزودة للإنترنت والهاتف الجمعة انقطاع خدمات الاتصال تمامًا في قطاع غزة.
وقالت الشركة في بيان مقتضب «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر».
اقرأ أيضًا:
«عمليات خاصة» تقود بلينكن إلى تل أبيب
يوم أسود لجيش الاحتلال في غزة (فيديو)
نصف سكان إسرائيل مصابون بالاكتئاب
«وباء التسريبات» يقض مضاجع نتنياهو
ورصدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني جانبا من العتمة التي يشهدها الواقع في غزة، قائلة إن «قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة». وسبق أن شهد قطاع غزة انقطاعا متكررا في الاتصالات منذ بدء الحرب.
وأفاد مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية بأن نفاد الوقود أدى إلى توقف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في وسط قطاع غزة. وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي عن خشيته من «حالات وفاة قد يتعرض لها المرضى والأطفال خاصة في أقسام العناية المركزة والحضانة».
أدوية للرهائن
ودخل العدوان اليوم السبت يومه التاسع والتسعين، منذ السابع من أكتوبر، حين بدأت إسرائيل حملة قصف مدمرة وعملية برية معظم ضحاياها من النساء والفتية والأطفال.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان في قطاع غزة إلى 23708 قتيلا وأكثر من ستين ألف جريح، لافتة إلى أن الكثير لا يزالون تحت الأنقاض ولا يمكن لفرق الانقاذ الوصول إليهم.
على صعيد المفاوضات، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية «في الأيام المقبلة» إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
وأفاد دبلوماسي مطلع على المفاوضات التي تقودها قطر أن «الطرفين» إسرائيل وحركة حماس «أبديا عزمهما على السماح بوصول الأدوية»، موضحًا أن «الوسطاء يضعون اللماسات الأخيرة» على التفاصيل من بينها نوع الأدوية والكميات الضرورية فضلا عن ظروف نقلها مشددا على أن «النقاشات تدور حول التدابير اللوجستية لنقلها». وأكد مصدر مطلع على المباحثات في غزة لوكالة «فرانس برس» عقد هذه المفاوضات حول دخول أدوية من دون أن يشير إلى انجازها.
زفاف رغم الحرب
في الضفة الغربية المحتلة حيث تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ثلاثة أشخاص هاجموا مستوطنة أدورا اليهودية.
ودخل مهاجمون إلى المستوطنة الواقعة على بعد حوالى عشرين كيلومترا من مدينة الخليل الرئيسية في جنوب الضفة الغربية وأطلقوا النار على جنود كانوا يقومون بدورية على ما أوضح الجيش.
وفتح الجنود النار وقتلوا ثلاثة أشخاص بينهم شاب في التاسعة عشرة ومراهقين في السادسة عشرة، بحسب وكالة وفا الفلسطينية الرسمية للأنباء.
في رفح لم تمنع الحرب والمواجهات أفنان ومصطفى من الاقتران في هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة إلى حيث نزع مئات آلاف الفلسطينيين هربا من المعارك. وقال أيمن شملخ عم العريس النازح من مدينة غزة لوكالة «فرانس برس»: «تهدم البيت الذي كان يجب أن يتزوج فيه وطالت الحرب. فرأينا من الأنسب أن يتزوجا». ومضى يقول «عندنا شهداء وعندهم شهداء وعنا دمار وعندهم دمار. لكن يجب أن نعيش ونتعايش».
ومن ناحية أخرى، أفادت منظمة أوكسفام الدولية الخيرية إن عدد القتلى اليومي في غزة أعلى من أي صراع كبير آخر خلال القرن الحالي. وقالت سالي أبي خليل التابعة للمنظمة إنه «لا يمكن تصور» وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج، بينما تستمر أعمال القتل في غزة.
الاحتلال الإسرائيلي يلقي حقائبه على ظهر مصر
في سياق آخر، ألقى الاحتلال الإسرائيلي حقائبه على ظهر مصر، حين ادعى أنَّ القاهرة هي من منعت نقل المساعدات إلى قطاع غزة. في المقابل نفت مصر ما زعمته إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، واتهمتها بالكذب.
وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن تهافت وكذب الادعاءات الإسرائيلية يتضح في عدة نقاط، منها أن كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة، خاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع.
اقرأ أيضًا:
«الازدهار» الأميركي يصب نيرانه على اليمن: قصف صنعاء والحديدة.. وتحرك عاجل من روسيا
فيديو| آلية إسرائيلية تدهس شابا فلسطينيا بالضفة الغربية