من غزة إلى أوكرانيا.. حروب وصدامات تهيمن على منتدى دافوس
على طاولة «النخبة» تتزاحم الملفات العالمية الساخنة بين ضيوف مؤتمر دافوس السويسرية بداية من «غزة المأساة» وصولا إلى أوكرانيا. ولأول مرة تهيمن القضايا الجيوسياسية على الاجتماع السنوي للنخب السياسية والاقتصادية العالمية الذي يفتتح الإثنين في منتجع دافوس السويسري.
ملتقى الشخصيات المرموقة
مؤتمر دافوس هو التجمع السنوي، الذي يعقد في فصل الشتاء ويجمع الشخصيات المهمة كرؤساء الدول والحكومات والوزراء والسفراء، إضافة إلى كبار المسؤولين في المنظمات الدولية، وكذلك شخصيات عامة من المجتمع المدني ووسائل الإعلام، والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الأبحاث، والنقابات، وفق وكالة فرانس.
وفي كل عام وعلى مدار خمسة أيام يحضر الاجتماع نحو 2500 مشارك يجمع ممثلين عن أكثر من 100 حكومة ومنظمة دولية كبرى، وما يفوق 1000 من أهم الشركات العالمية في القطاع الخاص، إضافة إلى عديد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ودور الفكر.
رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي بريندي قال إن المؤتمر الذي سيُعقد في جبال الألب السويسرية من 15 يناير حتى 19 منه يأتي «في السياق الجيوسياسي والاقتصادي الأكثر تعقيدًا منذ عقود».
وصرح بريندي هذا الأسبوع أن «الحرب في غزة مستمرة وهناك مخاوف من حصول تصعيد». وتعهد «رئيس دافوس»، بجلب أصحاب المصلحة الرئيسيين وننظر في كيفية تجنب مزيد من التدهور وأيضا ما سوف يلي، لأنه يتعين علينا أيضا ضخ بعض الإيجابية".
رأت الاقتصادية والشريكة في شركة الاستشارات «باين أند كومباني» كارين هاريس في حديث لوكالة فرانس برس أنّ الوضع الجيوسياسي حالياً كمن يشاهد فناناً في سيرك وهو يقلب الأطباق على أعمدة، بالإشارة إلى الحروب، والتغيّر المناخي، والتوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، والهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
سيسعى المنتدى أيضًا لتوجيه بعض الجهد الدبلوماسي نحو الشرق الأوسط. وخلال مؤتمر صحفي عُقد في 9 يناير، أوضح بورغي براندي، رئيس المنتدى أن «إحدى أولوياتنا الرئيسية هي كيفية تجنب المزيد من التصعيد» وفق «رويترز».
ضيوف دافوس
من بين المشاركين في مؤتمر دافوس رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ وهو أكبر مسؤول صيني يشارك في المنتدى منذ مشاركة الرئيس شي جينبينغ في العام 2017، وسيحضر إلى دافوس عقب الانتخابات الرئاسية في تايوان التي فاز فيها لان تشينغ - تي المؤيد لاستقلال الجزيرة.
كما يحضر المنتدى أيضاً الرئيس الأرجنتيني الجديد الليبرالي خافيير ميلي الذي يشبّهه مراقبون بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسبب شخصيته المتمردة.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ونظيراه القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والأردني بشر الخصاونة، ضمن الحضور أيضا.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سبق أن خاطب المنتدى عبر الفيديو فسيأتي شخصياً هذا العام، وسيدلي بـ«خطاب خاص»، وسيشارك الأحد قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في اجتماع لمستشاري الأمن القومي من دول عدة. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة حول "دور فرنسا في أوروبا"، بحسب المنظمين.
آلاف الجنود يحرسون الضيوف
من المقرر أن يخضع منتجع التزلج السويسري لمراقبة شديدة، إذ يشارك حوالي 5 آلاف جندي سويسري في مهمة لحفظ الأمن تشمل دوريات مستمرة بطائرات مقاتلة في أجواء البلاد.وإلى جانب مناقشة النزاعات العالمية يهدف المنتدى الذي ينعقد تحت شعار «إعادة بناء الثقة»، إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي الذي وصفه المنظمون بأنه «قوة للاقتصاد والمجتمع».
ومن بين الأسماء الكبيرة في مجال الرأسمالية العالمية سيحضر ممثلون عن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا ورئيس شركة «أوبن إيه آي» التي أطلقت منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي «تشات جي بي تي» سام ألتمان.
قضايا المناخ والأمن السيبراني وضعت على جدول الأعمال، وكذلك المخاطر المرتبطة بالتضليل الإعلامي. ولا يمر المنتدى دون انتقادات كل عام، ومنها ما صدر عن الاشتراكيين السويسريين الشباب، الذين دعوا إلى التظاهر الأحد منددين «باجتماع مغلق بين الأقوياء والأغنياء» الذين «يتحملون مسؤولية الأزمات والحروب».
ويعد المنتدى الاقتصادي العالمي منظمة غير حكومية لا تهدف للربح مقرها جنيف بسويسرا، أسسها أستاذ علم الاقتصاد البروفيسور كلاوس شواب عام 1971، ويعد المنتدى بمنزلة الطاولة التي يتلاقى فيها النخب من مختلف الفئات والجنسيات ليتناقشوا في التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وكيفية حلولها، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء جسور التفاهم لمساعدة العالم على مزيد من الترابط الجيوسياسي والاقتصادي.، وفق موقع «الاقتصادية».
خليجيون| هل تتحمل دول الخليج فاتورة إعمار غزة؟
«قامت القيامة».. شهادة مفجعة من سيدة يمنية تحت القصف الأميركي