شاهد| سلطان عمان على ساحل مضيق هرمز
استقبل ساحل مضيق هرمز، اليوم الأحد، أول زيارة من سلطان عمان هيثم بن طارق إلى محافظة مسندم العمانية، التي تعرف جغرافيًا كحاضنة للمضيق الملاحي الهام في الشرق الأوسط.
واكبت «خليجيون» أجواء تلك الزيارة، التي وصفتها وسائل إعلام محلية بالتاريخية، إذ تزينت المدينة «باللوحات الترحيبية المعبرة والتفاعل الوطني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التجهيز لتقديم الفنون الشعبية التي تتفرد بها المحافظة وتعبر عن الهوية المسندمية الأصيلة المتمثلة في حياة الجبل والبحر».
والتقى هيثم بن طارق صباح اليوم شيوخ ورشداء وأعيان محافظة مسندم وعدد من أعضاء مجلس عُمان وأعضاء المجلس البلدي ورجال الأعمال، في المخيم السُّلطاني بسيح المحاسن في ولاية خصب بمحافظة مسندم.
وأشار سلطان عمان إلى «استمرار التحسن في مؤشرات الأداء الاقتصادي والمالي الذي عكس نجاح الحكومة فيما التزمت به نحو تنفيذ استراتيجيات التنمية وتحقيق أهداف رؤية عُمان ٢٠٤٠»، معبرا عن «اهتمامه الشخصي بتطوير المحافظة اقتصاديًّا نظرًا لموقعها الاستراتيجي والفرص الاستثمارية التي تتميز بها خاصّة في قطاع السياحة وقطاع الثروة السمكية وقطاع الخدمات».
ووجّهً هيثم بن طارق «الدّعوة للمستثمرين والتجار ورواد الأعمال لاستغلال تلك الفرص، وتنشيط الحركة التجارية من خلال الموانئ والبنى الأساسية الأخرى التي تقوم الحكومة بتطويرها، وكذلك البدء في إنشاء الصناعات الخفيفة في المناطق الصناعية التي سوف تسهم بلا شك في تعزيز الحركة الاقتصادية في المحافظة وتوفير فرص عمل للمواطنين».
وأمر سلطان عمان «بإنشاء مخطط سكني تجاري في منطقة الجرادية ومنطقة صناعية في سيح الوصاط بولاية مدحاء، وإنشاء مساكن اجتماعية بالمحافظة، وتطوير عدد من القرى البحرية، وإنشاء عدد من المصانع النموذجية الجاهزة في منطقة محاس الصناعية بولاية خصب وفي المنطقة الصناعية في سيح الوصاط بولاية مدحاء ليستفيد منها رواد الأعمال والشركات الناشئة».
ما أهمية مضيق هرمز؟
زيارة سلطان عمان إلى محافظة مسندم حاضنة مضيق هرمز، تزامنت مع تصاعد أهمية هذا الممر الملاحي الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، ويربط بين الخليج شمالاً وخليج عمان وبحر العرب جنوباً، خصوصا مع دخول الحرب على غزة يومها المائة وتصاعد المخاوف الدولية من اتساع رقعة الصراع.
ويبلغ عرض المضيق 33 كيلومتراً عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه 3 كيلومترات في كلا الاتجاهين. ويمر نحو خُمس استهلاك العالم من النفط عبر المضيق يومياً. وأظهرت بيانات صادرة عن شركة "فورتكسا" للتحليلات أن 20.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية عبرت في المتوسط عبر مضيق هرمز في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023.
كما يمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ويعبر المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مُصدر له في العالم.
ويقول بنك «جيه.بي مورجان»، في مذكرة «إذا اتسع نطاق الصراع في غزة ليشمل إغلاق مضيق هرمز، أكثر قنوات شحن النفط ازدحاماً في العالم، فسيؤدي ذلك إلى وقف تجارته في المنطقة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط». وأضاف أن «الأهم من ذلك أنه رغم تهديدات إيران خلال السنوات المنصرمة بإغلاق المضيق، فإنها لم تنفذ ذلك قط».
سلطان عمان هيثم بن طارق.. 4 سنوات في سد الحكم
وتولى هيثم بن طارق بن تيمور آل بوسعيد، في 11 يناير 2020، مقاليد الحكم سلطانا لعمان خلفًا لابن عمه السلطان قابوس بن سعيد، الذي وافته المنية. وفي العام الأول من حكمه أصدر سلسلة مراسيم لإعادة هيكلة مفاصل الدولة وتسريع وتيرة الإنجازات، كان من أبرزها إصداره في أغسطس 2020، 28 مرسوما، أعاد بموجبها هيكلة الكثير من مفاصل الدولة، حيث تضمنت إلغاء قوانين وإعادة هيكلة بعض الوزارات واستحداث أخرى وتغيير مسميات بعضها، ضمن مسارات واضحة، لتحسين الأداء وزيادة الإنتاج، وخفض الإنفاق، والقضاء على البيروقراطية.
كما تضمنت خطة الهيكلة ضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري للدولة وتمكين الشباب لتولي المناصب القيادية والمشاركة في صنع القرار. وشهد مستهل العام الثاني من حكم السلطان هيثم بن طارق مرسومين تاريخيين أصدرهما في 11 يناير 2021 في الذكرى الأولى لاعتلائه العرش، يتعلقان بالنظام الأساسي للدولة، والآخر بالسلطة التشريعية. مرسومان تم بموجبهما وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة، واستحدث منصب ولي العهد لأول مرة في تاريخ البلاد.
وفي العام الثالث من حكمه، توالت القرارات لتعزيز مسيرة النهضة المتجددة، فجاء قرار إعادة هيكلة مجلس الوزراء في 16 يونيو 2022 ليؤكد حرصه على متابعة الجهود المبذولة في تجويد الأداء الحكومي لوحدات الجهاز الإداري للدولة تحقيقا لرؤية عُمان 2040. كما تم إنشاء مجلس أعلى للقضاء برئاسته تكريسًا لنظام قضائي ناجز وتحقيق أرفع المعايير في العدالة والنزاهة والشفافية وتماشيًا مع أهداف وركائز رؤية عُمان 2040 وتوحيد جهات التقاضي والادعاء العام في منظومة قضائية واحدة. وشهد العام الرابع من حكمه أول انتخابات برلمانية في عهده جرت في أكتوبر الماضي.
اقرأ أيضا:
مسندم لؤلؤة عمان النابضة بالحياة ووجهة الباحثين عن سحر الطبيعة والمغامرات
مفتي عمان: العدوان الغاشم لن يفت في عضد الشعب اليمني المجاهد
رئيس «الصحفيين» العمانية يتحدث لـ«خليجيون» عن ولي عهد السلطان والعلاقات مع السعودية (حوار)