نتنياهو «المنبوذ».. المقاومة الفلسطينية تشق مجلس الحرب الإسرائيلي
اتسعت هوة الشقاق في مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن الحرب العدوانية على قطاع غزة، وبدا حديث وزير الحرب يوآف غالانت يوم الاثنين عن ضرورة التحلي بالوحدة وكأنه يرسم صورة لحجم الخلافات بين أعضائه، وسط
ويعتقد المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني أن حماس نجحت على ما يبدو في «نقل الكرة إلى الملعب الإسرائيلي» وذلك مع تصاعد الاحتجاجات في الشارع وهو ما انعكس وأدى إلى كل هذه الخلافات بين السياسيين الإسرائيليين، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
ويعتقد مسلماني أن تفكك مجلس الحرب الإسرائيلي وانسحاب حزب «معسكر الدولة» الذي يقوده غانتس منه أمر محتمل. وقال «نتنياهو بدأ يبحث البدائل الممكنة لغانتس وفتح خط اتصالات مع أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا ليحل محله».
يملك غالانت نفس الرؤية التي يتمسك بها رئيس هيئة أركان الجيش هيرتسي هاليفي، بضرورة وضع استراتيجية لليوم التالي لانتهاء حرب غزة التي أكملت 100 يوم. لكن خروج مسيرات شارك فيها عشرات الآلاف من المطالبين باستقالة الحكومة الرافضة لوقف الحرب مع حركة حماس وبإبرام صفقة جديدة معها لإعادة أسرى إسرائيليين محتجزين داخل قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي بدا مؤشرا على حجم التردي في شعبية حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال غالانت في مؤتمر صحفي «هذا وقت الوحدة ووقت التنازلات. مجلس الحرب شرط للانتصار في الحرب.. وبدون حكومة الوحدة الوطنية، كل خلاف المستفيد الوحيد سيكون حماس». ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن هاليفي يوم الاثنين قوله «نحن نواجه تآكل الإنجازات التي حققناها حتى الآن في الحرب، لأنه لم يتم بناء استراتيجية لليوم التالي»، في إشارة إلى الخلافات بين القادة الإسرائيليين.
غير أن اتفاقا بين مكونات مجلس الحرب الذي تشكل على عجل بعد هجوم حركة حماس المباغت على بلدات ومستوطنات ومعسكرات قريبة من قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر يبدو أمرا مستعصيا، في ظل تنامي الخلافات بين نتنياهو والعضو البارز في مجلس الحرب وزير الدفاع السابق بيني غانتس.
ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني لوكالة أنباء العالم العربي «تصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي أضاف المزيد من الخلافات في مجلس الحرب الإسرائيلي والحكومة الأمنية والسياسية المصغرة». وأشار إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل «بدأ يفقد صورته الأخلاقية أمام المجتمع الإسرائيلي الذي لا يرضى عن نتائج الحرب». وقال «المجتمع الإسرائيلي يشعر بالاشمئزاز من الكذب الذي يمارسه المتحدثون العسكريون حول المحتجزين الإسرائيليين».
على إثر الخلافات انطلقت موجة من الاتهامات المتبادلة بين عدد من الوزراء الإسرائيليين بتسريب تفاصيل النقاش في مجلس الحرب لوسائل الإعلام. واتهم وزير التعاون الإقليمي دافيد إمسالم غانتس والوزير حيلي تروبر بتسريب جلسات مجلس الحرب لتحقيق أهداف شخصية وحزبية.
ويقول إمسالم في جلسة للكنيست نقلت وقائعها صحيفة يديعوت أحرونوت «أقول لكم إن الذين سربوا تفاصيل جلساتنا هما الوزيران حيلي تروبر وبيني غانتس.. لأنهما أرادا السخرية منا». ويشير إمسالم إلى تسريب كل تفاصيل جلسة الحكومة الأمنية والسياسية المصغرة بما فيها تناول وزيرة المواصلات ميري ريغيف للفشار في الجلسة وذلك خلال نقاش ساخن بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير الدفاع يوآف غالانت حول مجريات الحرب على غزة. وقال أمسالم «جعلا من الأمر مادة إعلامية في جميع الاستوديوهات لمعرفة من يأكل الفشار وأي نوع من الفشار».
وأجرى جيش الاحتلال عمليات تسريح لعدد من جنود الاحتياط الذي شاركوا في العمليات العسكرية في غزة، فيما تنتشر ألوية في مناطق مختلفة بالقطاع في إطار ما يزعم أنها استجابة للتهديدات والوضع الأمني الجديد في بعض المناطق. ويدعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، لوكالة أنباء العالم العربي أن «الحرب في شمال قطاع غزة تأخذ شكلا مختلفا، فيما يتعلق بالمداهمات والوصول للبنية التحتية لحركة حماس المتبقية هناك، وتدمير قدرات الحركة».
ويعتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن نتنياهو يتمسك باستمرار الحرب على قطاع غزة حتى لا يفقد منصبه السياسي. وقال أبو يوسف لوكالة أنباء العالم العربي «نتنياهو يدرك أنه إذا توقفت الحرب لن يبقى رئيسا للحكومة وسينتهي مستقبله السياسي وبالتالي هو يريد استمرار هذه الحرب بأي ثمن ولا يأبه بكل هذا القتل ولا يهمه الشارع الإسرائيلي». فيما يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس أن المطالب بتنحية نتنياهو أصبح حديث الساعة في الشارع الإسرائيلي. وقال أبو العدس لوكالة أنباء العالم العربي «الحديث عن رحيل رئيس الحكومة خلال الحرب مسألة غير مسبوقة في إسرائيل». وبحسب أبو العدس فأن الأحزاب الإسرائيلي المختلفة ضاقت ذرعا بنتنياهو وأصبح الجميع على خلاف معه، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
اقرأ المزيد
إيران تصفي مشتبها بالتخابر مع «الموساد».. من هو رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي؟