إيران تصفي مشتبها بالتخابر مع «الموساد».. من هو رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي؟
وسط مخاوف من تصاعد الصراع الذي امتد لمناطق في الشرق الأوسط منذ بدء العداون على غزة في السابع من أكتوبر، ذكرت الحرس الثوري الإيراني أنه هاجم «مقر تجسس» لإسرائيل في إقليم كردستان العراقي فضلا عن استهداف تنظيم داعش في سوريا.
وتقول مصادر أمنية وطبية عراقية إن رجل الأعمال الكردي الكبير بيشرو دزيي وعددا من أفراد أسرته كانوا من بين القتلى عندما سقط صاروخ واحد على الأقل على منزلهم، وفق وكالة رويترز.
ودزيي هو صاحب شركة «فالكون جروب»، التي تعمل بشكل أساسي في الأمن والإسكان والنفط، وتقدر ثروته بـ 2.5 مليار دولار، ويعتبر من أغنى 10 اشخاص في الإقليم، وهو من المقربين من عائلة بارزاني الحاكمة للإقليم.
واتهمت وسائل اعلام إيرانية دزيي، بالعمالة للموساد للإسرائيلي، والعمل كشريك تجاري لإسرائيل، وامداد إسرائيل بالنفط. كما اتهمت تلك الوسائل مجموعة شركات دزيي بالمسؤولية عن تدريب المشاركين في الهجمات الأخيرة التي وقعت في جنوب ايران، وقالت انه شركاته تقوم بتشغيل متقاعدين عسكريين اميركيين في مهام امنية.
وتأتي الهجمات الصاروخية وسط مخاوف من تصاعد الصراع الذي امتد لمناطق في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وذلك في ظل دخول حلفاء لإيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن في الصراع.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان «ردا على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني والتي أدت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة، فقد تم استهداف وتدمير أحد المقرات الرئيسية للموساد الصهيوني في إقليم كردستان العراق». وأضاف «هذا المقر كان مركزا لتوسيع العمليات التجسسية والتخطيط للعمليات الإرهابية بالمنطقة وداخل إيران على وجه الخصوص».
وتوعدت إيران بالانتقام لمقتل ثلاثة من عناصر الحرس الثوري في سوريا الشهر الماضي، من بينهم قائد كبير، والذين كانوا يعملون مستشارين عسكريين هناك. ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، أغتيل في الأعمال العدائية أكثر من 130 مقاتلا من جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران. وقال بيان الحرس الثوري «نطمئن شعبنا العزيز بأن العمليات الهجومية للحرس الثوري ستتواصل حتى الثأر لآخر قطرة من دماء الشهداء».
وبالإضافة إلى الهجمات الصاروخية التي شنها في منطقة سكنية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان وبالقرب من القنصلية الأميركية، قال الحرس الثوري إنه "أطلق عددا من الصواريخ الباليستية على سوريا ودمر مرتكبي العمليات الإرهابية" في إيران وخاصة تنظيم داعش.
أعلن الحرس الثوري الإسلامي عن تدمير أماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية المرتبطة بالجرائم الإرهابية الأخيرة في مدينتي كرمان وراسك (جنوب شرق ايران)، في سوريا، فضلا عن مقر تجسس للكيان الصهيوني في إقليم كردستان #العراق، بالصواريخ الباليستية.https://t.co/d9cjgkJSto pic.twitter.com/Za2UzZZ3c1
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) January 16, 2024
أميركا تندد بهجوم أربيل «المتهور»
قال مسؤولان أميركيان لوكالة «رويترز» يوم الاثنين إن الضربات الصاروخية في العراق لم تستهدف أي منشآت أميركية ولم تقع إصابات في صفوف الأميركيين، بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن هجوم قرب مدينة أربيل بشمال العراق ونددت وزارة الخارجية الأميركية بالهجمات التي وقعت قرب أربيل ووصفتها بأنها «متهورة». و قال مسؤولون أميركيون إنه لم يتم استهداف أي منشآت أميركية ولم تقع خسائر في صفوف الأميركيين.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في بيان «لقد تتبعنا الصواريخ التي سقطت في شمال العراق وشمال سوريا. ولم يتم استهداف أي موظفين أو منشآت أميركية». وأضافت «سنواصل تقييم الوضع، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذه كانت مجموعة من الضربات المتهورة وغير الدقيقة»، مضيفة أن «الولايات المتحدة تدعم سيادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن انفجارين في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران أسفرا عن مقتل ما يقرب من 100 شخص وإصابة العشرات عند نصب تذكاري للقائد العسكري الكبير قاسم سليماني. وتتهم إيران، التي تدعم حماس في حربها مع إسرائيل، الولايات المتحدة بدعم ما تصفه بالجرائم الإسرائيلية في غزة. وقالت الولايات المتحدة إنها تدعم إسرائيل في حملتها لكنها عبرت عن قلقها إزاء عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا في الحرب.
جريمة ضد الشعب الكردي
في بيان صادر عن مكتبه، ندد مسرور برزاني رئيس وزراء إقليم كردستان بالهجوم على أربيل ووصفه بأنه «جريمة ضد الشعب الكردي». وقال مجلس الأمن التابع لحكومة إقليم كردستان في بيان إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب ستة آخرون في الهجمات على أربيل، واصفا الهجوم بأنه «جريمة». وحاولت بغداد معالجة المخاوف الإيرانية بشأن الجماعات الانفصالية في المنطقة الحدودية الجبلية، وتحركت لنقل بعض أعضائها في إطار اتفاق أمني تم التوصل إليه مع طهران في عام 2023.
اقرأ أيضا:
البيت الأبيض يسلم إيران رسالة خاصة بشأن «الحوثي»
«رادرات الحوثي» في مرمى نيران أميركا.. ولا مؤشرات على تدخل إيراني