«خليجيون» خاص| هل تسعى طالبان لامتلاك سلاح نووي؟
بعدما غرست جذورها في المغارات الأفغانية، ترفع حركة طالبان طموحاتها لتصل إلى حد امتلاك سلاح نووي، بحسب تقارير غربية كررت خلال الأشهر الماضية رواية تنفيها الحركة التي عادت إلى السلطة، وسط عالم مضطرب سياسيًا وأمنيًا، ما يجعل أهدافها العسكرية تتناسب مع طبيعتها الجيوسياسية.
التقارير تقول إن لدى طالبان طموحات بأن تتبع خطى دول مثل كوريا الشمالية، وإيران، والصين، وروسيا في الحصول على سلاح نووي، لكن الناطق باسم حكومة الحركة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد نفى أمس الإثنين تلك الأنباء، أو أنها تجري مفاوضات مع باكستان وكوريا الشمالية للحصول عليه.
النفي لا يعني عدم وجود الفكرة
يعتقد مراقبون أن النفي لا يعني عدم وجود الفكرة، خاصة أن التقارير الأميركية هي من تقف وراء ترديد تلك الأنباء، حيث أكد أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، من بينهم سكوت بيري العضو الجمهوري، أن «حكومة طالبان تحاول الحصول على أسلحة نووية من باكستان وكوريا الشمالية».
مزاعم أميركية
سكوت بيري لم يكتف بالحديث في عموميات الفكرة، لكنه سرد وقائع محددة، من بينها أن الحكومة الأفغانية أرسلت وفدًا يتكون من ضابط أمن قندهار وضابط المخابرات الأجنبية، بالإضافة إلى عضوين آخرين يدعيان عبد الرشيد وعبد المنيب، إلى كوريا الشمالية لمناقشة تكنولوجيا الأسلحة النووية والاتصالات المتعلقة بالأسلحة مع كوريا الشمالية.
المختصون في العلاقات الدولية يرون أن اختيار طالبان كوريا الشمالية يندرج تحت سياق حسن الاختيار، إذ يمكن أن تلاعب بيونغ يانغ النفوذ الأميركي، من خلال استخدام ورقة طالبان للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية من واشنطن.
وقال ذبيح الله مجاهد لموقع إذاعة «سلام وطندار»، «إن كابول لم تناقش مع أية دولة الحصول على أسلحة نووية، وإن الحركة تمتلك حاليًّا ما يكفي من الأسلحة للدفاع عن البلاد، وتمتلك القوات العسكرية المدمجة حديثًا بكل الأسلحة اللازمة، ونحاول تدريب قواتنا وجعلها مكتفية ذاتياً للدفاع عن البلاد».
لكن مجاهد أكد «أن الحركة تحاول زيادة عدد قواتها في البلاد، من خلال إطلاق تدريبات قصيرة المدى، ولديها أكثر من 100 ألف جندي مدرب».
خبير أفغاني يستبعد محاولة طالبان الحصول على أسلحة نووية
الخبير الأفغاني في الشؤون العسكرية عزيز ستانكزي يعتقد أن ترديد رواية محاولات حركة طالبان امتلاك أسلحة متطورة «بعيدة كل البعد عن الحقيقة في الوضع الحالي».
يدلل ستانكزي على رأيه بأن الظروف الاقتصادية والأمنية في أفغانستان لا تتطلب من الحكومة شراء أسلحة متطورة من دول أخرى بتكلفة باهظة.
الأمر الآخر الذي يثبت الخبير الأفغاني رأيه يتمثل في أن أفغانستان لا تتعرض في الوقت الراهن لأي تهديد من جيرانها والدول الكبرى، وليس من الضروري أن تحصل أفغانستان على أسلحة متقدمة في مثل هذا الوضع.
وسبق أن زعم رئيس المخابرات الأفغانية السابق رحمة الله نبيل امتلاكه تقارير تظهر أن مجموعة من طالبان تبحث عن طرق للحصول على أسلحة نووية تكتيكية، مشيرًا إلى رسالة وصلته من الصحفي الأفغاني سامي يوسف، المعروف بتقاريره الموثوقة عن أفغانستان وباكستان أن «قادة طالبان يحاولون الحصول على أسلحة نووية».
التسريبات تقول إن مولوي عبد الرشيد منيب، رئيس الأمن في قندهار ورئيس الاستخبارات الخارجية لحركة طالبان الأفغانية قام برحلة سرية رفقة وفد مكون من ثمانية أعضاء إلى بيونغ يانغ، لمناقشة الحصول على أسحلة نووية.
الطبيعة الجيوسياسية لأفغانستان
وفي مارس 2023، تصدرت القضية النووية في أفغانستان عناوين الأخبار بعد اغتيال رئيس هيئة باميان للطاقة النووية وإصابة أحد موظفيها، وأصدر حاكم طالبان في ولاية باميان، قرارًا بمنع جميع الموظفين المدنيين والعسكريين من الإدلاء بأي معلومت لوسائل الإعلام، ولم يتم الكشف عن اسم القاتل.
وتحيط بأفغانستان أربع دول، جميعها صديقة لطالبان وتمتلك أسلحة نووية من بينها إيران وروسيا وباكستان والصين.
الخبير في شؤون الجماعات الدينية مصطفى زهران، يرى أن حكومة طالبان تحتاج وقتًا طويلاً لتجذير تموضعها في المشهد السياسي والاقتصادي، لا يقل عن 20 أو 30 سنة، إن نجحت في البقاء بالسلطة.
ويضيف زهران في تصريحات خاصة لـ«خليجيون» أن طالبان في النهاية جاءت باتفاقيات وحسابات جيوسياسية، وبالتالي مسألة التفكير في السلاح النووي غير مطوحة على أجندتها، لكن أقصى ما طمح في تحقيقه هو إنجاز اقتصادي على قدر المتاح.
اقرأ أيضًا:
طالبان تعتقل 18 عضوا من منظمة أجنبية غير حكومية بأفغانستان
فرنسا تدعو طالبان إلى العودة عن منع الأفغانيات من العمل في وكالات أممية