خارطة الطريق الأوروبية تصطدم بـ«التعنت الإسرائيلي»
اصطدم الأوروبيون وعلى رأسهم جوزيب بوريل اليوم الإثنين في بروكسل بالتعنت الإسرائيلي حيال خطة أوروبية تقضي بعقد مؤتمر سلام والنظر في حل الدولتين الذي يعتبرونه ضروريا لتحقيق السلام الدائم، فيما يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط معارك ضارية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة الذي قُتل فيه مئتا جندي إسرائيلي منذ بدء العملية البرية في أواخر أكتوبر.
وتشعر دول الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء العدد الهائل من الضحايا المدنيين منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ودعت مراراً وتكراراً إلى هدنة إنسانية. ولكنها بسبب انقسامها فشلت حتى الآن في الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك والاتفاق على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما تعارضه بعض البلدان، مثل ألمانيا، على أساس حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
It is our moral obligation to try to find a solution, said HR/VP @JosepBorrellF ahead of the #FAC, where he will discuss a comprehensive approach towards a 2-state solution, as presented to Members states pic.twitter.com/rwCKhOjjqU
— European External Action Service - EEAS 🇪🇺 (@eu_eeas) January 22, 2024
وخلال اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين مع الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أكد مسؤول الشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل أن «ما نريده هو بناء حل الدولتين. دعونا نتحدث عن ذلك». ولدى سؤاله من قبل بعض الصحايين، قال الوزير الإسرئيلي إنه جاء إلى بروكسل لضمان الحصول على الدعم الأوروبي في الحرب التي تخوضها بلاده من أجل «تفكيك» حركة حماس والإفراج عن الرهائن الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة الغارق في حرب مدمرة.
وعرض مقطعي فيديو على الوزراء أحدهما عن مشروع إنشاء جزيرة صناعية لتكون بمثابة ميناء لغزة، والآخر يتعلق بخط للسكك الحديد لربط إسرائيل بالهند.وعقب بوريل بقوله للصحفيين من دون أن يخفي انزعاجه «كان بإمكان الوزير (الإسرائيلي) أن يستغل وقته على نحو أفضل وأن ينشغل بأمن بلاده وارتفاع عدد القتلى في غزة».
خطة أوروبية لحل الدولتين
في وثيقة العمل التي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها، أوصى بوريل بعقد مؤتمر سلام «تمهيدي في أقرب وقت ممكن» بين الأوروبيين والعديد من الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، تُدعى إليه الولايات المتحدة. كما التقى الوزراء الأوروبيون خلال غداء عمل نظراءهم المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان والأردني أيمن الصفدي، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وأكد بوريل أنه عرض على الوزراء السبعة والعشرين «نهجا شاملا» للتوصل إلى سلام دائم بما في ذلك تنظيم مؤتمر دولي للخروج بخطة تعرض على الإسرائيليين والفلسطينيين. لكنه أقر بأن الأوروبيين ليس لديهم سوى القليل من الوسائل للضغط على إسرائيل.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي التقى الوزراء الأوروبيين بعد الظهر ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن. وقال المالكي «لا يمكننا أن نتردد»، وحض الوزراء على النظر في فرض عقوبات على رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بسبب «منعه إقامة الدولة الفلسطينية». وقال «ما يحدث كل يوم من قتل وتشريد غير مقبول». وقال بوريل إن «الوضع الإنساني لا يمكن أن يكون أسوأ مما هو عليه» في غزة. وأضاف أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام والاستقرار «بالحرب وحدها». وأضاف «ما هي الحلول الأخرى التي يفكّرون فيها؟ دفع جميع الفلسطينيين للرحيل؟ قتلهم؟ (الإسرائيليون) يزرعون بذور الكراهية لأجيال قادمة».
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن «استمرار إسرائيل في إجراءاتها لتقويض حل الدولتين يحكم على مستقبل المنطقة بمزيد من الصراعات ومزيد من الحروب». وأضاف «العالم كله يقول إن السبيل الوحيد للخروج من هذا البؤس هو حل الدولتين. لذا فإن الطرف الذي يقف ضد حقوق جميع شعوب المنطقة، بمن فيهم الإسرائيليون، في الحصول على السلام، لا يمكن أن يترك من دون محاسبة».
أكسيوس: إسرائيل تقترح وقف القتال شهرين
وفي تطور على مسار مواز، ذكر موقع أكسيوس يوم الاثنين أن إسرائيل قدمت اقتراحا لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، من خلال وسطاء قطريين ومصريين، يتضمن وقف القتال شهرين في إطار اتفاق متعدد المراحل. وأضاف التقرير نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن الاتفاق سيتضمن كذلك إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة.
ميدانياً، أفادت حركة حماس التي اتهمت الإثنين جيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف خمس منشآت تضمّ ثلاثين الف نازح، بأنّ «120 شخصاً» قتلوا في المناطق المذكورة «في الساعات الـ24 الأخيرة». وأقر جيش الاحتلال بمقتل مئتين من جنوده في غزة منذ بدء العدوان على غزة.
واندلع العدوان على غزة. مع شن حماس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1140 شخصاً في إسرائيل، واحتجزت المقاومة نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب سلطات الاحتلالـ ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم. وينفّذ جيش الاحتلال منذ ذلك الحين حملة قصف مركز أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن استشهاد 25295 قتلى معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ويبقى الوضع الإنساني والصحي حرجا بحسب الأمم المتحدة في القطاع المحاصر الذي نزح داخله ما لا يقل عن 1، 7 مليون شخص يمثّلون أكثر من 80% من السكان هربا من القصف والمعارك. وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتيل» على منصة إكس «انقطاع خدمات الاتصالات مع قطاع غزة للمرة العاشرة منذ السابع من أكتوبر بسبب استمرار العدوان وتصاعده».