اتساع رقعة الحرب تنهي الخصومة التركية - الإيرانية
لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب إردوغان، يتوجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى أنقرة الأربعاء لتسوية الخلافات السابقة ووقف توسع رقعة الحرب في غزة، في زيارة أجلت مرتين.
وتأتي الزيارة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتكثيف الولايات المتحدة وبريطانيا ضرباتهما الجوية المشتركة ضد الميليشيات الحوثية -المدعومة من إيران- في ردا على هجماتهم على سفن شحن في البحر الأحمر، حسب وكالة أنباء فرانس برس.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسؤؤولين عسكريين مرتبطين بطهران في سوريا والعراق وجنوب لبنان الذي يشهد ضربات عسكرية متبادلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
محادثات ملغاة
وكانت محادثات مقررة في أنقرة مطلع يناير الجاري قد ألغيت، بعدما تسبب انفجاران تبناهما تنظيم الدولة بمقتل 89 شخصا في ضريح اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري والذي قُتل عام 2020 في غارة أميركية في العراق.
وأعلنت الرئاسة التركية أن رئيسي وإردوغان سيقيمان مؤتمرا صحافيا بعد إجراء محادثات وترؤس اجتماع لكبار وزرائهما خلال الزيارة التي تستغرق يوما.
وأشارت إلى أن «الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها ردا على الهجوم الذي نفّذته حركة حماس في 7 أكتوبر على المستوطنات تعقيد علاقة تركيا مع إيران.
ومنذ العدوان الإسرائيلي، وقعت خلافات شديدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإردوغان الذي وصف الأول بالزعيم النازي أدولف هتلر لمواصلته الهجوم الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 25 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
توترات بسبب العلاقات التجارية
فيما أرجع محلّلون حالة الغضب الواضحة في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في إيران إلى استمرار العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي.
ويقول مدير مركز اسطنبول للدراسات الإيرانية حقي أويغور لوكالة فرانس برس «لطالما كانت العلاقات بين تركيا وإيران معقدة ومتعددة الأبعاد».
وأضاف «لطالما كانت تركيا قادرة على إدارتها، على إيجاد حل وسط بطريقة أو بأخرى. أعتقد أن شيئا مماثلا سيحدث الآن».
ويعتقد محللون أن الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسَين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط.
وقال أراش عزيزي الأستاذ في جامعة كليمسون «من المحتمل أن يعلن رئيسي وإردوغان بعض الإجراءات الرمزية بشأن فلسطين».
وأضاف «لكنني أعتقد أن الجزء الأكبر من تركيزهما سيكون على طريقة احتواء الصراع والتأكد من عدم توسعه، وهو أمر تريده كل من أنقرة وطهران»
اقرأ ايضا