السيسي يتحدث عن أزمة الدولار في مصر.. وانفراجة مرتقبة
علق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أزمة تدبير العملة الأميركية في بلاده، مشيرًأ إلى رؤية حكومية لتجاوزها على المدى القرير.
وقال السيسي، خلال كلمته في احتفالية عيد الشرطة الـ72، إن سعر الدولار يمثل مشكلة لمصر كل عدة سنوات، لأن الدولة تبيع خدمات مثل المشتقات البترولية والسلع الأساسية بالجنيه المصري، بينما تشتريها من الأسواق الدولية بالدولار.
ويمثل سعر صرف الدولار أحد أبرز النقاط المحورية في النقاشات الجارية مع مؤسسات دولية بينها صندوق النقد الدولي، الذي أجل مراجعتين لبرنامج وقعته الحكومة مع الصندوق في ديسمبر 2022، وحصلت منه على شريحة واحدة.
أزمة الدولار في مصر
وفي هذه الظروف تواجه مصر صعوبات في توفير الدولار خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى لتخفيض قيمة الجنيه مقابل الدولار، تزامنًا مع التوترات في البحر الأحمر، مع اتساع الفجوة بين السوق الرسمي الذي يتداول فيه الدولار عند 31 جنيه فيما وصل سعره في السوق الموازي لأكثر من 60 جنيها.
وقال السيسي «دايما كان الدولار يمثل مشكلة كل كام سنة لنا في مصر.. أنا بقدم خدمات وأبيعها للناس بالجنيه وأنا بضطر إن أنا أجيبها بالدولار».
وتستورد مصر المشتقات البترولية لتغذية السوق المحلي وتشغيل محطات الكهرباء، كما تستورد سلع أساسية وهي أكبر مشتري للقمح عالميا.
وأضاف السيسي أنه، إذا لم تعمل الدولة المصرية بكل من فيها على أن تكون الموارد من الدولار مساوية أو أكثر من الإنفاق من الدولار «هيبقى دايما عندنا المشكلة دي (مشكلة الدولار)».
الاحتياجات الأساسية الشهرية في مصر تقدر بـ3 مليارات دولار
وقال السيسي إن الحكومة طرحت رؤية لتجاوز أزمة الدولار، مشيرًا إلى أنه سيتم إطلاق حوار مجتمعي خلال الفترة المقبلة فيما يخص الاقتصاد، مضيفًا أن هناك احتياجات أساسية شهرية في مصر بقيمة تبلغ نحو 3 مليارات دولار، منها مليار دولار للسلع الأساسية مثل القمح والذرة والزيت وفول الصويا، فضلًا عن مليار دولار للوقود، مشيرًا إلى أن محطات الكهرباء تستهلك شهريًا غاز بقيمة مليار دولار.
وأضاف الرئيس المصري: «ذكرى اليوم تأتي في وقت محوري، تواجه فيه منطقتنا تحديات غير مسبوقة، ومصر تواجه واقعا إقليميا خطيرا، فقد كان موقفنا في التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة في غزة واضحا منذ البداية، وقائما على الشعور العميق بالإنسانية لمصر بالوقوف دائما بجانب الشعب الفلسطيني».
وتابع أنّ «تعقيد الظروف الدولية والإقليمية فرض علينا تحديات اقتصادية كبيرة لم نكن لنصمد أمامها إلا بما حققته إرادة شعب مصر العظيم التي شيدت أساس متين، يعيننا بإذن الله على عبور التحديات».
وأردف: «أقدر صلابة المصريين أمام حجم التحديات الاقتصادية"، مشددا على أن" استقرار الدول والحفاظ على أمنها أمر تتحمله الشعوب».
سعر الصرف في مصر
وسبق أن توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني حدوث تراجع كبير في سعر الصرف الرسمي للجنيه المصري أمام الدولار خلال الربع الأول من 2024، ليقترب من حاجز الـ45 جنيهًا، بالتوازي مع رفع سعر الفائدة 300 نقطة أساس خلال الـ6 شهور الأولى من نفس العام.
وتواجه مصر منذ مارس من العام الماضي، أزمة في نقص النقد الأجنبي نتيجة خروج أكثر من 20 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع فاتورة الواردات نتيجة زيادة الأسعار عالميًا.
وحصلت مصر، في أكتوبر من العام الماضي، على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، تم صرف الشريحة الأولى منه بقيمة 347 مليون دولار، وتأجل الشريحة الثانية لعدم التزام مصر بتطبيق سعر صرف مرن.
اقرأ أيضًا:
مصر تطرح مزايدة دولية للتنقيب عن الذهب في مارس
خليجيون| البورصة المصرية تحقق «قفزات تاريخية» وتوقعات «قياسية خضراء»