خليجيون| الحكومة الموحدة تختبر جدية ساسة ليبيا
تتزايد وتيرة الجدل بشأن جدية الطبقة السياسية في ليبيا نحو التوصل إلى تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، وتنتشلها من مربع الانقسام الحاصل منذ أكثر من عشر سنوات.
ويرصد الباحث السياسي الليبي محمد محفوظ في تصريح إلى «خليجيون» «تهافت أطراف وشخصيات سياسية على الترشح للحكومة»، وهو ما عده «مؤشرا مبكرا وواضحا على أنها ليست حكومة انتخابات بل بقاء في السلطة مثل حكومات متعاقبة قادت ليبيا إلى الانقسام».
باتيلي.. جهود متعثرة
ووسط تعثر جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في جمع الأطراف الليبية الرئيسية على طاولة واحدة، وفق مبادرة أطلقها العام الماضي، جاءت دعوة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أول من أمس الثلاثاء إلى سرعة تشكيل حكومة موحدة تنظم العملية الانتخابية في البلاد وتشرف عليها، وذلك خلال لقاء مع المبعوث الأميركي ريتشارد نورلاند.
موقف عقيلة صالح جاء بعد أيام من دعوة المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، مجلسي «النواب» و«الدولة» لتشكيل حكومة «تكنوقراط موحدة» تشرف على الانتخابات المنتظرة، في ظل ما تردد خلال الأشهر الأخيرة بشأن وجود «صفقة» لتقاسم السلطة بين حفتر والدبيبة.
مواصفات الحكومة الموحدة في ليبيا
وعلى هذا المسار، يرى عضو مجلس الدولة (استشاري)، فتح الله السريري أن «تشكيل حكومة موحدة في ليبيا هو ضرورة ملحة لا يختلف عليها اثنان، لأنه لا يمكن أن نتصور أي استقرار في البلاد وإنجاح العملية الانتخابية في ظل وجود حكومتين»، وفق تصريح لوكالة أنباء العالم العربي.
لكن السريري يعدد مواصفات وشروط للحكومة من بينها أن تكون «مصغرة، ذات وزارات سيادية فقط، و منح الثقة لرئيس الحكومة وليس للحكومة كاملة، وأن يكون لدى رئيس الحكومة برنامجا محددا وأن يتعهد بالالتزام به، وتكون حكومة انتخابات، أي تشرف على الانتخابات وتسير الأعمال اليومية في الدولة فقط».
أما عضو مجلس النواب خليفة الدغاري يرى ضرورة «أن يحصل المرشح على توقيعات من أعضاء مجلس النواب والدولة، ولكن إذا كانت هذه الآلية لا يرضى عنها الجانب الآخر فلا بد من وجود آلية سهلة وسريعة لتوحيد الحكومة وإنهاء الانقسام».
توافق سياسي أم محاصصة؟
وتتنازع السلطة في ليبيا حكومتان، إحداهما في غرب البلاد مدعومة من المجتمع بالدعم الدولي برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى مكلفة من مجلس النواب في شرق البلاد برئاسة أسامة حماد.
ولا تبدو قضية تشكيل الحكومة هي جوهر المشكلة، إذ أن هناك توافقات سياسية مهمة يجب أن تتم لإنجاح العملية الانتخابية ولإفراز سلطة منتخبة تستطيع أن تتعامل مع كل المشاكل الموجودة داخل ليبيا وخارجها»، وفق عضو مجلس الدولة فتح الله السريري.
تجارب الحكومات الليبية
لكن الباحث السياسي محمد محفوظ يقول لـ«خليجيون« إن «تسمية الحكومة الموحدة وتركيبتها تختلف بين طرفي الانقسام الليبي، ما إذا كانت حكومة تصريف أعمال تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية أم حكومة تقاسم سلطة مثل التي يقودها عبد الحميد الدبيبة في غرب البلاد».
ويحذر محفوظ من «تكرار الأخطاء والآليات والأدوات التي قادت نحو حكومات متعاقبة أتت من أجل الانتخابات وانتهت بتقاسم السلطة»، منبها إلى أن « تلافي هذا المنعطف يتطلب أرضية قانونية ودستورية صلبة لإجراء الانتخابات تقبلها المفوضية العليا وتبدأ العمل بها، وحينها ستصبح الحكومة الموحدة تحصيل حاصل».
ومع ذلك يبقي السؤال عن المجتمع الدولي الذي تتباين توجهات أطرافه بشأن تلك الحكومة، وفي حين يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة يوسف الفارسي لـ«خليجيون« إلى أن «الحكومة الموحدة هي المخرج الوحيد للأزمة الليبية للوصول إلى الانتخابات». إلا أنه يستبعد أن تحظى بدعم دولي على غرار حكومتي فائز السراج والدبيبة، حتى وإن حظيت بتوافق داخلي».
اقرأ المزيد:
خليجيون| «قصاصة ورقية» تفجر الجدل في ليبيا.. هل كان عمر المختار «إخوانيا»؟
استئناف إنتاج النفط في أكبر حقول ليبيا
في ثالث رواياتها.. نهلة العربي تطيب جراح المعنفات في ليبيا بـ«الهروب»